بغداد: قال وزير الثروات الطبيعية في إقليم شمال العراق أشتي هوارمي، اليوم الخميس، في مؤتمر صحافي، إن الحكومة الإقليمية لشمال العراق لن تتراجع عن مد أنبوب نفط إلى تركيا، قائلاً: quot;لدينا سياسة لإنشاء أنبوب لتصدير النفط إلى تركيا.. سنستمر في هذه السياسة إلى حين إنجاز هذا الخطquot;.

ويقول محللون إن إقليم شمال العراق لا بديل أمامه من إنشاء أنبوب لضخ نفطه مباشرة بشكل مستقل عن خط أنبوب بغداد، خاصة في ظل التوترات المتكررة بينه وبين بغداد.

وتتنازع بغداد وإقليم شمال العراق الفيدرالي على حق عوائد واستغلال عدة مناطق غنية بالنفط، مثل كركوك، ولم يحسم خلافهما بعد، رغم أن دستور البلاد يحوي خارطة طريق لحل المشكلة، كان بالإمكان تنفيذها بنهاية 2007 والتخلص من ذلك الصراع.

وعن نقل وبيع النفط الخام من شمال العراق الى تركيا، قال الوزير quot;بالفعل نحن نقوم يوميًا بنقل بين 15 -25 ألف برميل نفط من النفط الخام أو المشتقات إلى تركيا لبيعها أو مبادلتها باحتياجاتنا من المشتقات النفطيةquot;.

وأضاف: quot;هذا الأمر ليس بالجديد، هو مستمر منذ 5 سنوات.. نقلنا عبر إيران أيضًا، ولانزال مستمرين في ذلك، الهدف من تلك التجارة.. نحن يحق لنا الحصول على نسبة 17% من المشتقات النفطية التي تقوم المصافي العراقية بتكريرها، لكن بغداد ترسل 3 % فقطquot;.

وأضاف الوزير quot;يحق لي تصفية بقية الكميات، مصافي إقليم كردستان لا قدرة لها حاليًا على تحقيق ذلك، لذا نقوم بتأمينها من الخارج، عبر إرسال الخام مجبرين لمبادلته بالمشتقات.. هذا حقنا حسب اتفاق مع وزارة النفط في بغداد، في العام الماضي.. هذه العملية مستمرة، ولن تتوقفquot;.

وعن تهديدات الحكومة العراقية للشركات النفطية التي تقوم بتعاقدات مع إقليم شمال العراق، قال هورامي quot;تعمل في شمال العراق 50 شركة نفطية حاليًا، صرفت تلك الشركات بين 15 - 20 مليار دولار من أموالها للبحث عن النفط والغاز في المنطقة، وهي لا تخشى تهديدات الحكومة العراقية، لأن تلك التهديدات غير قانونية وغير دستورية، ولا أحد يهتم بهاquot;.

وأضاف هورامي quot;إذا واصلت وزادت الحكومة العراقية من تهديداتها للشركات، ستأتي الشركات إلينا، وتقول امنحونا عقدًا آخر في موقع آخر.. ليصرخوا (الحكومة العراقية) كما يريدون، لكن في النهاية تلك التهديدات أمر سيء لسمعة العراق.. يتصورون أن الشركات ستهرب من المنطقة، كلا لن يهربوا، بل يهرب الناس من مناطق أخرى، ويأتون إلى كردستانquot;.

في شأن أخر، قال هورامي إن الحكومة الإقليمية لشمال العراق أبلغت رسالة لشركة برتش بتروليوم (بي بي)، طالبت خلالها الشركة باحترام الدستور.

وأبدى إقليم شمال العراق رفضه الشديد لعمل الشركة البريطانية بي بي في تطوير حقول كركوك لمصلحة بغداد من دون الرجوع إلى الحكومة الإقليمية، باعتبار منطقة كركوك متنازعًا عليها، كما قرر المجلس المحلي لمحافظة كركوك اللجوء للمحكمة الاتحادية ببغداد لضمان حقها الدستوري بالمشاركة في إدارة قطاع النفط المحلي إلى جانب حكومة البلاد.

وأضاف quot;نحن أبلغنا رسالتنا لشركة بي. بي، وطالبناها باحترام الدستور العراقي، ونقلت إدارة محافظة كركوك الرسالة نفسها إلى الشركةquot;.

وحول ما إذا كانت شركة أكسون موبيل الأميركية قد قررت العمل في حقول نفط إقليم الشمال، ما قد يعطل مصالحها وتعاقداتها مع بغداد، من عدمه، قال الوزير quot;موضوع شركة اكسون موبيل، و بي. بي سياسي.. اتمنى أن تتم معالجتهquot;.

وعن احتمال خروج شركة اكسون موبيل من إقليم شمال العراق، قال quot;لو نظرت إلى تصريحاتهم خلال العامين الأخيرين، لرأيت تأكيدات منهم بالالتزام بأعمالهم في الإقليمquot;.