أعلنت قبرص الاثنين أن محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة ستفشل، إذا استمرت تركيا في محاولاتها عرقلة عمليات البحث عن النفط والغاز في هذه الجزيرة المقسمة.


نيقوسيا: أعربت نيقوسيا عن استيائها من إصرار أنقرة على البحث عن النفط والغاز في المنطقة نفسها التي أصدرت الحكومة تراخيص بإجراء عمليات تنقيب فيها. وقال وزير الخارجية القبرصي يوانيس كاسوليديس: "إذا أردنا أن تثمر المحادثات عن نتائج، فلا يمكنها أن تجري تحت مثل هذه الأعمال الاستفزازية".

القرار الأخطر
وأضاف إن "الحكومة تتعامل مع هذا التطور باعتباره خطيرًا للغاية، وربما الأخطر منذ ترسيم المنطقة الاقتصادية الحصرية". وأشار إلى أن القرار حول الخطوة المقبلة يعود إلى الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس، الذي سيلتقي مع قادة الأحزاب السياسية الثلاثاء، لمناقشة المسألة وتبعاتها على محادثات توحيد الجزيرة.

واستؤنفت المحادثات بين شطري الجزيرة اليوناني والتركي في شباط/فبراير الماضي، بعد توقف استمر نحو عامين، إلا أنه لم يحدث تقدم يذكر. وبدأ اتحاد شركات "إيني - كوغاز" الإيطالي الكوري للطاقة عمليات التنقيب في الشهر الماضي في المياه القبرصية.

وقال مسؤولون حكوميون إن أنقرة أصدرت تعميمًا بأن سفينة تركية ستجري عمليات استطلاع ابتداء من منتصف تشرين الأول/أكتوبر في المكان نفسه الذي تعمل فيه "إيني - كوغاز". وتعارض تركيا، التي تحتل ثلث جزيرة قبرص منذ 1974، أية عمليات تنقيب تقوم بها جمهورية قبرص اليونانية، عن احتياطي النفط والغاز، قبل التوصل إلى أي اتفاق سلام.

طموحات غازية
وتقول إنه يجب السماح لـ"جمهورية شمال قبرص التركية"، غير المعترف بها دوليًا، بالحصول على حصة من ثروة النفط والغاز. وأكد كاسوليدس "قلنا مرارًا إن ثروة قبرص الطبيعية، خاصة الهيدروكربونات، هي لجميع القبارصة، وسينتفع بها الجميع، في حال التوصل إلى حل، ولكن هذه الجهود يتم تقويضها".

وتطمح قبرص إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا لتسييل الغاز وتصديره، سواء لاحتياطاتها الخاصة أو لاحتياطات إسرائيل وأيضًا لبنان. وتخطط الجزيرة لبناء محطة لتسييل الغاز الطبيعي في فاسيليكو قرب مدينة ليماسول الساحلية الجنوبية، ما سيسمح بتصدير الغاز انطلاقًا من هذه المنشأة نحو الأسواق الأوروبية والآسيوية.

وكلفت الحكومة القبرصية كلًا من نوبل وشريكتيها الإسرائيليتين ديليك وانفير، إضافة إلى توتال الفرنسية، إجراء دراسات جدوى اقتصادية لهذه المنشأة. وبالنسبة إلى توتال الفرنسية، التي تنقب عن النفط أيضًا، فقد حصلت على امتيازات لاستكشاف الحقلين 10 و11، وذلك اعتبارًا من العام 2015. وتأمل قبرص أن تبدأ بتصدير الغاز، وربما النفط أيضًا، اعتبارًا من 2020.
&