دفع البنك المركزي الأوروبي نحو 4 مليارات يورو من فئتي 5 و10 يورو الجديدتين إلى السوق الأوروبية خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن خبراء يقولون إن هذه العملات الجديدة ستكون في خدمة المجرمين، فالأصابع لا تترك بصماتها عليها.
&
ماجد الخطيب: اعترف موظف في البنك الأوروبي بصحة تقرير نشرته مجلة "فوكوس" جاء فيه أن الصبغات التي استخدمت في طباعة فئات عملة اليورو الجديدة لا تحمل بصمات أصابع من يتداولها، وذلك سيعقد عمل الشرطة في ملاحقتها للمخادعين ومزوري العملة.
&
لم يتم تداركها
&
وقال إن القضية التي تحدثت عنها "فوكوس" معروفة لديهم، ومعروفة أيضاً لدى الشرطة الألمانية. وسبق للعديد من خبراء الشرطة أن بلغوا عن الحالة منذ إنزال العملة من فئة خمسة يورو قبل سنة تقريباً. وكان الهدف من هذه التقنيات، ومن المواد التي استخدمت في طباعة العملات الجديدة، هو مد عمر تداولها، وجعلها منيعة على التزوير، إلا أن هذه المواد صارت في خدمة المجرمين بسبب مواصفاتها الفيزيائية المذكورة.
&
ويذكر أن فئة عشرة يورو الجديدة نزلت للسوق قبل أقل من شهر، وكان من المفترض أن يتجاوز البنك المركزي الأوروبي هذه الثغرة التي اكتشفت مع نزول فئة خمسة يورو في نهاية العام 2013.
&
أكثر حساسية
&
وتم تشكيل لجنة أمنية في الولايات الألمانية تتولى البحث عن طرق فنية لجعل الأوراق الجديدة أكثر حساسية تجاه بصمات الأصابع. ومن الواضح أن مثل هذه الطريقة ستستخدم خلال طباعة الأوراق الجديدة، لكنها لا تكشف ما إذا كانت ستشمل المليارات التي نزلت إلى السوق سلفاً.
&
واعتبر متحدث في الشرطة الألمانية بصمات الأصابع على العملات مهمة جداً في ملاحقة مزوري العملة ومهربيها، وملاحقة تجار السلاح والمخدرات والدعارة. كما تعتبرها المحاكم مهمة جداً في اقامة الأدلة على المجرمين، خصوصًا في قضايا دفع الفدية.
&
وعبر المتحدث عن أمله أن يجري تجاوز هذه المشكلة مع صدور فئتي عشرين وخمسين يورو الورقية. وأكد المتحدث أن البنك الأوروبي لم يشرك أياً من شرطة بلدان الاتحاد الأوروبي في عملية تصميم وطباعة العملات الورقية الجديدة.
&
أزمة 500 يورو
&
منذ سنوات والشرطة الألمانية تلاحق تهريب العملات على الحدود الاوروبية المشتركة من قبل المتهربين من الضرائب، ومن قبل عصابات الجريمة المنظمة. وتشير الشرطة بإصبع الاتهام إلى اليورو من فئة 500 لأنها تتيح تهريب مبالغ كبيرة بحجم صغير من العملات.
&
ويفكر البنك المركزي الأوروبي منذ سنوات في وقف طباعة الورقة من فئة 500 يورو، إلا أن ذلك يرتبط أيضًا بسحبها من السوق. وبلغت سهولة تزييف هذه الفئة الكبيرة حد استخدام أجهزة الطبع الليزرية الملونة في تزويرها، وستكون القضية أعقد إن استخدمت أجهزة الطباعة المجسمة.
&
واهتزت أوساط البنك المركزي الألماني حين نجح رجل وابنه من مدينة ايسن في ترويج 560 ورقة من فئة 500 يورو في شراء سيارات فاخرة. فدفعا المبالغ نقدًا بعد أن غطيا رزم عملات 500 المزيفة بورقات حقيقية في الأعلى. وكانت صدمة الشرطة أكبر من صدمة البائعين حينما أكتشفوا أن المزورين استخدما جهاز الطباعة المنزلي بالحبر في استنساخ العملات.
&
ورغم أن الشرطة الألمانية تفتش فقط عينات من المسافرين بين سويسرا وألمالنيا، إلا أنها ضبطت 2666 حالة تهريب في العام 2013، ترتفع قيمتها إلى نصف مليار يورو.
&
وارتفع هذا الرقم إلى 3227 حتى أيلول (سبتمبر) 2014. وأتضح أن معظم المبالغ المهربة كانت من فئة 500 يورو.
&
فنانون صينيون وسوفتوير ايطالي
&
إذا كان تهريب العملة يزدهر على الحدود مع سويسرا، التي يسميها الألمان واحة المتهربين من الضرائب، فإن سوق العملة المزورة تزدهر على الحدود الايطالية. ويقول كارل لودفيغ تيلة، من البنك المركزي الألماني الاتحادي، أن عصابات تزييف النقود تستخدم فنانين صينيين وسوفتوير ايطالياً في طباعة الأوراق المزورة في السنوات الأخيرة. وهذا يسمى تعاونًا بين المافيا الايطالية والصينية بلغة الشرطة الاتحادية.
&
وصادرت السلطات الألمانية 25 ألف ورقة نقدية مزيفة في الأشهر الستة الأولى من العالم 2014، وكان هذا يزيد بنسبة 25% عما كان عليه في النصف الأول من العام 2013.
&
وكانت طرق التهريب تقود دائمًا إلى الحدود الايطالية، بحسب تصريح تيله، وارتفعت قيمة هذه النقود إلى 1,5 مليون يورو.
&
على المستوى الأوروبي، تم في النصف الأول من العام 2014 الكشف عن 331 الف ورقة يورو مزيفة. وستصدر العملات الجديدة من فئة 20 و50 و100 و200 و500 يورو بالتدريج خلال الأعوام المقبلة، وعلى البنك الأوروبي أن يكون أكثر حذرًا في طباعة العملات من فئتي 20 و50 يورو، لأنهما تشكلان 81% من حجم العملات المزورة في الاتحاد الأوروبي.