سحبت أبرز شركات النفط العاملة في ليبيا عمّالها أو خفّضت عددهم بسبب التوتر الأمني الأخير. وباتت تخشى على مصالحها في هذا البلد الذي تسوده الفوضى.


إيلاف: فيما تتواصل المواجهات بين قوات اللواء حفتر في ليبيا وميليشيات إسلامية متطرّفة، تخشى شركات النفط العاملة في ليبيا على مصالحها بسبب الفلتان الأمني الذي أدى إلى توقف أو تراجع إنتاج النفط في بلد يعتبر الذهب الأسود مورده الأساسي.

وقالت متحدثة باسم شركة توتال يوم الإثنين إن شركة النفط الفرنسية العملاقة قلّصت وجودها في العاصمة الليبية طرابلس إلى الحد الأدنى، بسبب المخاوف الأمنية، لكنها لا تقوم بإجلاء عمالها من ليبيا، وإن العمليات البحرية مستمرة.

وأضافت المتحدثة في تصريح صحافي: "نحن نراقب الوضع. وقلصنا وجودنا في طرابلس -الذي كان محدوداً بالفعل -إلى الحد الأدنى. لكننا لا نقوم بإجلاء (العمال) من ليبيا والعمليات البحرية مستمرة".

وأطلق مجهولون، صباح الإثنين، قذيفتين صاروخيتين على مطار "بنينا" الدولي في مدينة بنغازي (شرقي ليبيا) دون أن تسفرا عن وقوع إصابات، حسب ما أفاد مسؤول أمني في المطار.

ونقلت (بوابة الوسط) الليبية عن مجموعة إيني الإيطالية للنفط والغاز قولها إنّ إنتاجها لا يزال عند مستوياته في الربع الأول من 2014 وإنها لم تبدأ في إجلاء عمّالها من البلاد.

وقالت الشركة في بيان بعد يوم من اقتحام مسلحين مبنى البرلمان الليبي: "تراقب إيني الوضع في الدولة باهتمام ... لا يزال الإنتاج عند مستويات الربع الأول".

وأنتجت إيني حوالي 250 ألف برميل يوميًا من النفط في ليبيا في الربع الأول من العام.

وتشهد مدن ليبية كثيرة اشتباكات منذ الجمعة الماضي، بين قوات تابعة للواء المتقاعد، خليفة حفتر، ومقاتلين من الثوار، يتبعون رئاسة الأركان بالجيش، في محاولة للسيطرة على المدينة، مما خلف عشرات القتلى ومئات الجرحى.

إلى ذلك، قال مصدر في شركة الطاقة الجزائرية الحكومية (سوناطراك) الإثنين إن الشركة أمرت عمالها بالعودة من ليبيا بسبب مخاوف أمنية.

وأضاف المصدر أن حوالي 50 من عمال سوناطراك كانوا يعملون في ليبيا وسيغادرون كلهم خلال يومين.

وقال متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، يوم الإثنين، إن إنتاج بلاده من الخام يبلغ 210 آلاف برميل يومياً حالياً.

وأضاف المتحدث باسم المؤسسة محمد الحراري في تصريح صحافي، إن حقلي الشرارة والفيل لا يزالان مغلقين رغم إعلان الحكومة انتهاء الاحتجاجات فيهما.

يشار إلى أنّ خام مزيج برنت إرتفع إلى 110 دولارات للبرميل الاثنين، لتجدد المخاوف بشأن إنتاج النفط الليبي في ظل أسوأ أعمال عنف في طرابلس منذ اندلاع الثورة الليبية عام 2011، التي أطاحت بمعمر القذافي.

وكانت ليبيا توصلت في شهر أبريل/نيسان الماضي الى اتفاق مع المحتجين في شرق ليبيا المضطرب لإنهاء احتلالهم أربعة مرافئ نفطية، وبدأ عدد من الموانئ في الإنتاج والتصدير مرة أخرى، إلا أن الاحداث الأخيرة قد تؤدي إلى تجدد وقفها.

وتراجع إنتاج ليبيا إلى نحو 220 ألف برميل يوميًا، نتيجة إغلاق حقول نفط عدة، وبلغ الانتاج في يوليو/تموز الماضي 1.4 مليون برميل، حسب بيان سابق لمؤسسة النفط الليبية.