توقع تقرير صادر اليوم من "يو بي اس" لإدارة الثروات، المزيد من التراجع في أسعار النفط الخام على المدى القصير، مشيرًا في الوقت نفسه إلى بدء التعافي بدايةً من النصف الثاني من العام الحالي ليستقر بين 67 و72 دولار للبرميل بنهاية عام 2015.


إيلاف - متابعة: يشير التقرير، الذي ينشر قبيل الزيارة العامة التي ينظمها مكتب الاستثمار الرئيس التابع لمجموعة "يو بي اس" في منطقة الشرق الأوسط في الشهر المقبل، إلى أن السوق لم تشهد حتى الآن نهاية لزخم الهبوط عقب تراجع أسعار النفط الخام بنسبة تتراوح بين 14 و19 في المئة منذ بداية عام 2015.

اضطرابات مقبلة
وترى المجموعة من خلال تقريرها، تجنب الانكشاف المباشر على النفط، في الوقت الذي يؤدي فيه غياب أي تغيير في سياسة العرض من منظمة الدول المنتجة للنفط "أوبك" إلى ابقاء الأسعار منخفضة، ويوفر أرضية لمزيد من الاضطرابات في الأسعار خلال الأشهر الستة المقبلة.

وتوقع التقرير خلال النصف الأول من عام 2015، زيادة المعروض من النفط ما بين 1 و1.5 مليون برميل يومياً، حيث يتراوح الاحتياطي النفطي للمملكة العربية السعودية حالياً على سبيل المثال، بين 1 و2 مليون برميل يومياً، وهي الكمية التي قد يجري ضخها في السوق، في ظل غياب إمدادات من أعضاء آخرين في منظمة أوبك.

وقال مارك هايفيله، الرئيس التنفيذي للاستثمارات العالمية إدارة الثروات في مجموعة "يو بي اس": "تظل التوقعات المتعلقة بالنفط خلال النصف الأول من العام الجاري سلبية، في الوقت الذي يخفف فيه تراجع الطلب من آسيا وأوروبا من حدة الأوضاع في المشهد العام لجميع سلع الطاقة، وبالرغم من ذلك، فإننا نتوقع عودة طلب الأسواق على النفط في النصف الثاني من العام، ليرتفع سعر النفط إلى نحو 70 دولاراً للبرميل مع اقتراب عام 2016".

أضاف: "ننصح المستثمرين في أنحاء الشرق الأوسط وما ورائه، بالحد من انكشافهم على النفط الخام على المدى القصير، وبالرغم من تراجع الأسعار من مستويات فاقت 100 دولار للبرميل في العام الماضي، فإننا نؤكد مجدداً على رسالتنا الآن، وهي أن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب لتبني أي انكشاف مباشر لفترة طويلة على النفط الخام".

تجنب المخاطرة
وأشار التقرير إلى أن هناك احتمال بنسبة 25 في المئة بأن أسعار خام برنت، وغرب تكساس ستتراوح عند مستوى 40 دولار للبرميل خلال الأشهر الستة المقبلة، ليرتفع قليلا بعد ذلك إلى 54 دولار و50 دولار أميركي على التوالي. لكن توقعات بنك "يو بي اس" لفترة 12 شهراً، والتي لا تزال تشير إلى تعافي في أسعار النفط الخام، لا تزال أقل من التقديرات السابقة التي أشارت إلى بلوغ أسعار النفط 72 و67 دولار أميركي لخام برنت وغرب تكساس على التوالي.

وقال هايفيله: "هناك فكرة رئيسة في توقعاتنا الاستثمارية التي نشرها أخيرًا مكتبنا للاستثمار العالمي الرئيس للسنة المقبلة، تتمثل في تجنب المخاطرة في عالم تتباين فيه المواقف بصورة متزايدة، وتشمل هذه المخاطر النفط. وقد دعونا أيضاً إلى توخي الحذر لعدد من الأسباب الأخرى، من بينها على سبيل المثال عودة الاضطرابات الجيوسياسية، واختلال استراتيجيات البنوك المركزية، والنمو غير المتكافئ للناتج المحلي الإجمالي".

وأوضح: "ننظر أيضاً إلى احتمالية تزايد حجم وتواتر أحداث اضطرابات السوق في عام 2015، لكن النمو العالمي لا يزال واضحاً بالرغم من كل هذا، والرؤية الأساسية لتوقعاتنا تظل إيجابية بشأن عائدات الأصول المالية بشكل عام".

الأسرع نموًا
ووفقاً لتقرير الثروة العالمية، الذي تصدره مؤسسة "ويلث اكس" ومجموعة "يو بي إس"، فإن منطقة الشرق الأوسط شهدت في العام الماضي وللعام الثاني على التوالي أسرع معدل نمو من حيث أعداد الأشخاص أصحاب الأرصدة المالية والثروات الضخمة. وزادت فئة أصحاب الأرصدة المالية الضخمة في المنطقة إلى 5975 شخصاً، وبلغ صافي ثروتهم مجتمعة نحو تريليون دولار أميركي، بزيادة 12.7 في المئة، و13.1 في المئة منذ عام 2013 على التوالي لكل منهما.

ومن المقرر أن يزور مارك هايفيله، المدير التنفيذي للاستثمارات العالمية في ذراع إدارة الثروات في مجموعة "يو بي اس" مدينة دبي في الرابع من فبراير/شباط المقبل، ليستعرض التقرير السنوي لمكتب الاستثمارات الرئيس للمجموعة العالمية بعنوان "عالم متباين" حول توقعات السنة المقبلة.
&