هل يمكن ان تقلل الابتكارات التكنولوجية اعتمادنا على مصادر الطاقة السجيلة وهي الفحم والنفط والغاز بشكل يضمن تلبية احتياجاتنا الاقتصادية وتحقيق اهداف الرفاه الاجتماعي؟
يمثل هذا تحديا كبيرا للغاية ويمكن قياسه بالشكل التالي: مثلت مصادر الطاقة السجيلة ٨٥ بالمائة من مجموع ١٣ مليار طن استهلكت في عام ٢٠١٤ مقابل مليارين فقط في عام ١٩٥٠.&
والسؤال الذي يطرح الان هو لماذا هذا البطء في تطوير مصادر الطاقة البديلة &التي يزداد عددها فقط ومنها الطاقة الشمسية وحركة المد والجز والشلالات ومجاري المياه وحرارة الارض الجوفية والطاقة النووية والطاقة المستخلصة من الكتلة الحيوية؟&
ورأت صحيفة لا ليبيراسيون الفرنسية ان السبب ربما يكمن في وجود عوائق ضخمة امام انتاج الطاقة من هذه البدائل وهي عوائق تكاد تكون بحجم الفوائد المرجوة منها؟
النفط الاخضر
هناك اولا النفط الاخضر الذي ينافس انتاجه انتاج المواد الغذائية ويؤثر عليه كما ان استخدام الاخشاب من اجل انتاج الطاقة لا يمكن ان يدوم إلا بقدر دوام اعادة زراعة هذه الاشجار وبالسرعة ذاتها.&
وكي تكون الفضلات الزراعية وفضلات الغابات او الطحالب مصدرا للطاقة فيجب تحقيق تقدم في مجال تحويرها باستخدام كائنات حية دقيقة او باستخدام وسائل حرارية كي نتمكن من استخدامه على نطاق واسع.
الطاقة المائية
من المعتقد ان في الامكان انتاج كميات كبيرة من الطاقة اعتمادا على الماء ومن خلال بناء السدود تقدر ب١٥ الف ميغاواط في السنة. غير ان انتاج هذا النوع من الطاقة الكهربائية لم يتعد ٣٢٥٠ الف ميغاواط في عام ٢٠٠٨. ويلاحظ هنا ان افريقيا لا تستغل هذه الطاقة إلا بنسبة تقل عن ٨٪.
ولكن هذا المصدر يحتاج الى تمويل ضخم جدا اضف الى ذلك ما له من آثار سيئة متوقعة على البيئة وانبعاث الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري في مناطق استوائية مع تأثيراتها على مجاري المياه نفسها وعلى عمليات التآكل الطبيعي ثم تأثيرها ايضا على الثروة النباتية.
انتاج الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية
هذا المجال ينمو بسرعة وتقل تكاليف الانتاج فيه ولكنها طاقة غير ثابتة ولا دائمة ما يعني الحاجة الى خزنها وهو ما لا يمكن تحقيقه حاليا.
وفي الانظمة الكهربائية يجب ان ترافق هذه الطاقات وسائل انتاج اخرى. اما الطاقة المستخرجة من حركة المد والجزر والامواج ومن التيارات المائية داخل المحيطات وحتى الطاقة الحرارية فتعتمد على اختلاف درجات الحرارة بين سطح الارض واعماقها؟ ما تزال الامور في مرحلة التجريب فقط.
الحرارة الجوفية
بالنسبة للحرارة والكهرباء؟ اذا كانت الامكانية كبيرة نظريا فتحقيق هذه المشاريع بطئ للغاية وهو يصطدم بصعوبات تقنية ولا ينتج العالم من هذا النوع من الطاقة الكهربائية غير ٠.٥٪.&
الطاقة النووية
من ٤٣٨ مفاعل نووي تشتغل حاليا في العالم سيحال مائتان منها على التقاعد من الان حتى عام ٢٠٤٠ فيما تنوي الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفع الطاقة الانتاجية الى ٦٠٪ بحلول تلك السنة غير انها لن تمثل غير ١٢ بالمائة من الكهرباء المنتجة في العالم.&
وبالطبع هناك امور تكنولوجية قد تطرأ وتغير كل شئ ولكن بالنسبة للوقت الحالي ليس هناك معجزة تجعلنا نحلم بطاقة لا تعتمد على مصادر الطاقة السجيلة المعروفة.&
التعليقات