استحوذ أمن المطارات في العالم على اهتمام زوار معرض دبي للطيران 2015 الذي يختتم الخميس، بعد تزايد الشكوك بان سقوط الطائرة الروسية في سيناء نهاية الشهر الماضي قد يكون سببه قنبلة على متنها.


دبي: شهد المعرض الذي ينظم كل سنتين بمشاركة كبار الصانعين والشركات، هدوءا لجهة الصفقات الكبرى لا سيما لشركات الطيران الخليجية التي تقدمت في 2013 بطلبات بمليارات الدولارات تكفي حاجتها لسنوات قادمة.

في ضوء ذلك، تركز الاهتمام على أمن المطارات مع تزايد الهواجس حول دقة وحرفية اجراءات التفتيش في بعض المطارات، لا سيما اثر تلميح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بعد حادث تحطم الطائرة الروسية التي اقلعت من مطار شرم الشيخ المصري، بان لدى بعض الدول مشكلات في التدريب وتحفيز العاملين في مجال ضمان أمن مطاراتها.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة طيران الامارات الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم لوكالة فرانس برس على هامش المعرض، ان القسم الامني في الشركة "دائما على اتصال مع الاخوان في المطارات الاخرى، اذا كان ثمة معلومة او شيء" يجدر التنبه له.

واكد ان الشركة، وهي الناقل الجوي الاكبر في الشرق الاوسط وتشغل رحلات لقرابة 140 وجهة عالميا، تركز الآن على "الامن والسلامة".

واعرب الشيخ احمد عن ثقته بالاجراءات الامنية المتخذة في مطار دبي الذي يعد محور عمليات الشركة، والمطار الاكثر نشاطا في العالم لجهة عدد المسافرين الاجانب.

واوضح ان المسؤولين في المطار "يولون (...) اهتمامات كبيرة بالنسبة لتأمين الموقع"، ويراقبون بشكل دقيق "ما يدخل الى المطار وما يخرج منه".

اعادة تقييم الاجراءات

تحطمت الطائرة الروسية التابعة لشركة متروجت في شمال شبه جزيرة سيناء في 31 تشرين الاول/اكتوبر، بعد قرابة نصف ساعة من اقلاعها من مطار شرم الشيخ المصري في اتجاه روسيا وقتل جميع ركابها وافراد طاقمها وعددهم 224 شخصا.

وتبنى فرع تنظيم الدولة الاسلامية (ولاية سيناء) "اسقاط" الطائرة من دون ان يحدد الطريقة التي قام بها بذلك.

وتحدثت دول غربية عدة عن احتمال وجود قنبلة على متن الطائرة. وعلقت بريطانيا رحلاتها الى شرم الشيخ، في حين علقت روسيا الرحلات الى مصر بالكامل، معتبرة ان ثمة احتمالا لتعرض الطائرة الى "عمل ارهابي".

ويطرح احتمال وجود القنبلة هواجس حول امن المطارات بشكل عام، في ظل تقارير عن احتمال تهريب القنبلة الى الطائرة على متن حقيبة.

ودفعت هذه الاحتمالات شركات طيران الى اعادة تقييم اجراءاتها الخاصة، بصرف النظر عن الاجراءات الامنية المعتمدة في المطارات.

ويعتبر رئيس شركة طيران الامارات تيم كلارك ان احتمال وجود قنبلة على متن الطائرة، حدث كفيل بـ "تغيير قواعد اللعبة" في مجال النقل الجوي.

وقال كلارك في تصريحات صحافية في المعرض "نحن في صدد اعادة تقييم اجراءاتنا المتعلقة بالامن وادارة الحقائب والنفاذ الى طائراتنا".

اضاف "لدينا 22 مدينة في افريقيا، العديد منها في غرب افريقيا. الهند، باكستان، وغيرهما... علينا اعادة التقييم في كل هذه الاماكن للتأكد من اننا نوفر اقصى درجات الامن".

واوضح انه "ثمة العديد من المطارات في العالم حيث قد يمكن للبعض، اذا ما ارادوا تنفيذ اعمال سيئة، القيام بذلك".

باتت مطارات خليجية عدة، لا سيما دبي وابو ظبي والدوحة، محور النقل الجوي للشركات الثلاث الكبرى في المنطقة، وهي طيران الامارات وطيران الاتحاد (مقرها ابو ظبي)، والخطوط الجوية القطرية. وتعتمد الشركات الثلاث مطارات بلدانها كمحطة ربط بين الشرق والغرب.

وعمدت الامارات والخطوط القطرية الى تعديل مسار رحلاتهما لتفادي العبور فوق شبه جزيرة سيناء التي تشهد منذ اشهر نشاطا جهاديا متزايدا.

محيط مقلق

وإزاء الوضع الامني المضطرب في دول عدة في الشرق الاوسط، يرى محللون ان القلق من استهداف الطائرات المدنية هو امر مشروع، علما ان غالبية شركات الطيران تتفادى منذ اعوام التحليق فوق الاراضي السورية.

ويعتبر الخبير في شؤون الطيران المدني اديسون شونلاند ان "المحيط (في اشارة الى منطقة الشرق الاوسط) مضطرب. المأساة الروسية هي احدى الدلائل على ما قد نقبل عليه. الطيران التجاري هو هدف سهل مع نتائج لاحقة كبيرة لجهة جذب الاهتمام والتسبب بالفوضى".

ويرى ان تأمين الحقائب هو امر اساسي بالنسبة لشركات الطيران.

يضيف "على رغم اننا لا نعرف كيف يمكن للمحاولة المقبلة ان تتظهر، كل ما سيوضع على متن الطائرة يجب ان يخضع لتفتيش دقيق".

ويشدد رئيس امن الطيران في الهيئة البريطانية للطيران المدني بيتر كيرك على الحاجة الى تثقيف الركاب حول اهمية الاجراءات الامنية.

وقال خلال مؤتمر في معرض دبي "في اوضاع مثالية، نريد منهم ان يلتزموا بالاجراءات الامنية لانهم يؤمنون ويدركون كيف يمكن لهذه الاجراءات ان تحفظ سلامتهم وسلامة زملائهم الركاب بشكل افضل، وليس ان يعتبروها مجرد إجراءات متبعة عليهم تحملها".