تهدد نيويورك بإطاحة لندن عن عرشها كعاصمة الأفراد ذوي الثراء الفائق، وانتزاع هذا اللقب لنفسها، كما تبيّن دراسة جديدة. تليها دول من آسيا على رأسها الصين وسنغافورة، وذلك بسبب نمو الاقتصاد الأميركي بشكل هائل مقابل نظيره في أوروبا الذي أسهمت مشاكله الاقتصادية في رفع أسعار عقاراته.


عبدالاله مجيد: تستضيف لندن اليوم أكبر عدد ممن يسمون "الأفراد ذوي الثروات الصافية الفائقة"، أي الأفراد الذين تزيد ثروتهم الشخصية على 30 مليون دولار. واستدرجهم إلى الإقامة في العاصمة البريطانية نظام ضريبي متساهل، وبيئة سياسية واقتصادية ملائمة، وسمعة جعلتها واحدة من أشهر مدن العالم.&&
&
آسيا تاليًا
يقيم في لندن الآن 4363 فردًا من ذوي الثروات الصافية الفائقة، ولكن دراسة جديدة أجرتها شركة نايت فرانك العقارية تبيّن أن مدنًا أخرى تحث الخطى للحاق بالعاصمة البريطانية وتجاوزها في هذا المجال. وبحسب الدراسة، فإن معدل انتقال ذوي الثراء الفائق إلى لندن يتباطأ بالمقارنة مع أعداد الأثرياء، الذين يختارون سنغافورة وهونغ كونغ ونيويورك.&

تتوقع الدراسة أن تستدرج سنغافورة خلال السنوات العشر المقبلة 1752 فردًا من ذوي الثروات الصافية الفائقة، وهونغ كونغ 1251، فيما سيتوجه 1013 منهم للبحث عن قصور منيفة يسكنونها في نيويورك، و907 فقط سيختارون لندن.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن ليام بيلي رئيس قسم الأبحاث في شركة نايت فرانك "إن هذا يرتبط بالأداء الهائل للاقتصاد الأميركي مقابل الاقتصاد في أوروبا وبريطانيا خلال هذه الفترة". وأضاف بيلي إن الولايات المتحدة تصبح ملاذًا أكبر لتدفق الثروات من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في الوقت الحاضر، متوقعًا استمرار هذا الاتجاه.&

الأقربون يكسبون
كما تتوقع الدراسة أن تتقدم نيويورك على لندن بوصفها عاصمة ذوي الثروات الفائقة بحلول عام 2025 استنادًا إلى مؤشر المدن، التي يتركز فيها الأثرياء، ويعملون ويستثمرون ويتلقون تحصيلهم العلمي، ويمضون أوقات راحتهم واستجمامهم. وتتكهن الدراسة أن تتقدم بكين من المركز التاسع إلى المركز السادس بين المدن العشر الأولى على المؤشر، فيما ستتراجع باريس بضع مراتب.

تعكس الدراسة تنامي الثروة بوتائر متسارعة في آسيا، وخاصة الصين، متوقعة أن يبدأ ذوو الثروات الفائقة في الشرق الأقصى بالاستثمار في بلدان قريبة من المنطقة، قبل أن يبحثوا عن أماكن أبعد.&

وقال بيلي "إن الصين ستواصل الازدهار، وإن عدد ذوي الثروات الفائقة من سكانها سيزداد بنسبة 91 في المئة". وستبقى لندن أكبر مركز للأفراد ذوي الثروات الصافية الفائقة في العالم، ولكن سنغافورة ستتحدى موقعها هذا خلال العقد المقبل، بحسب بيلي. وشهدت نيويورك في العام الماضي أكبر زيادة في قيمة العقارات الفاخرة بلغت 18.8 في المئة خلال العام الماضي.&

"التهاب" عقارات أوروبا
في هذه الأثناء أسهمت المشاكل الاقتصادية التي تواجه منطقة اليورو في الحدّ من ارتفاع أسعار العقارات في المدن الأوروبية وإبقائه في حدود 2.5 في المئة مقابل 13 في المئة متوسط ارتفاعها في أميركا الشمالية. وارتفعت قيمة العقارات الفاخرة عالميًا بنسبة بلغ متوسطها 2 في المئة عام 2014 بالمقارنة مع 3 في المئة عام 2013، كما أظهرت دراسة شركة نايت فرانك.

وكانت المدن الخمس الأولى في ارتفاع أسعار عقاراتها عام 2014 نيويورك وآسبن وبالي وإسطنبول وأبوظبي، فيما اشتركت لندن بالمركز 23 مع بانكوك ومدريد. وقال ليام بيلي رئيس قسم الأبحاث في شركة نايت فرانك إن مناطق مثل جزر الكاريبي كانت وطناً ثانيًا لأثرياء أوروبا وأميركا الشمالية، الباحثين عن الشمس، وإن بالي في أندونيسيا بدأت تقوم بهذا الدور في آسيا. من جهة أخرى، تعتبر اسطنبول الآن ملاذًا إقليميًا آمنًا مثلها مثل أبوظبي، بحسب بيلي.&

&