اعترف وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس بأن بلاده تقف على شفير الافلاس متهما مقرضيها الاوروبيين بمحاولة تركيعها عن طريق حجب السيولة النقدية "حتى الاختناق".&
&
عبد الإله مجيد: أعلن فاروفاكيس في ندوة عُقدت في معهد بروكنز في واشنطن "ان السيولة تجف في اليونان" مشيرا الى وجود "مؤامرة" لاسقاط الحكومة التي يقودها حزب سيريزا اليساري. &ولكنه حذر قائلا "ان اللعب بإخراج اليونان أو بترها عمل شديد العداء لاوروبا وكل من يقول انه يعرف ما سيحدث إذا دُفعت اليونان خارج منطقة اليورو فهو واهم". &
&
وردد تحذير الوزير اليوناني اريك روزنغرين رئيس مصرف الاحتياط الفيدرالي في بوسطن الذي قال في معهد تشاتهام هاوس للأبحاث في لندن ان اوروبا تواجه خطر عدوى لا يمكن السيطرة عليها إذا اساءت التعاطي مع الأزمة اليونانية رغم ان اليونان قد تبدو بلدا صغيرا لا أهمية له.&
&
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن المصرفي الاميركي "بودي ان اقول لبعض المحللين الاوروبيين الذين يفترضون ان خروج اليونان لن يكون مشكلة ان آخرين قبلهم ظنوا ان انهيار مصرف ليمان براذرز لن يكون مشكلة. &وإذا قستم حجم ليمان بالمقارنة مع حجم الاقتصاد الاميركي فهو ضئيل جدا". &واضاف ان الشيء نفسه يصح على حجم الاقتصاد اليوناني الصغير نسبيا بالمقارنة مع حجم الاقتصاد الاوروبي ولكن يخطأ من يظن ان خروج هذا الاقتصاد الصغير لن يسبب مشكلة. &وقال روزنغرين "اعتقد ان على الجميع ان يكونوا قلقين بعض الشيء". &
&
وأقرت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد بأن الصندوق قلق من "وضع السيولة" في اليونان ولكنها أوضحت ان الصندوق لن يمهل اليونان بشأن مليار يورو مستحقة عليها للصندوق في مطلع ايار/مايو.&
&
وقال وزير المالية اليوناني فاروفاكيس ان البنك المركزي الاوروبي وسلطات الاتحاد النقدي الاوروبي تتعمد تضييق الخناق على اليونان لاجبار اثينا على الاستسلام. &وأكد قائلا "سأقبل راضياً بل متلهفاً بأي شروط ذات معنى تُقدَّم الينا ولكن من الخطل الاصرار على تحقيق فائض في الميزانية بنسبة 4.5 في المئة في اقتصاد راكد بلا نظام مصرفي عامل". &واضاف "ان من حقنا ان نتحدى منطق برنامج مُني بالفشل".
&
وكان فاروفاكيس يتحدث قبل حفل استقبال في البيت الأبيض بمناسبة استقلال اليونان. &ويُعتقد انه اجتمع مع الرئيس اوباما ولكن ليس في المكتب البيضاوي.&
&
وزير المالية الالماني فولفغانغ شويبله قال من جهته خلال الندوة في معهد بروكنز "اننا لن نساعد بلدا يرفض ان يساعد نفسه. &وإذا كانت اليونان تريد الدفعة التالية من حزمة الانقاذ البالغة 1.8 مليار يورو فعليها ان تنفذ ما متفق عليه. &وهذا يُسمى مذكرة التفاهم".&
&
ولم يستبعد شويبله بصراحة خروج اليونان من منطقة اليورو مكتفيا بالقول ان برلين لن تتخذ أي خطوات من شأنها "تهديد الاقتصاد العالمي".
&
واعترف شويبله بأن اجراءات المفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي لن تعيد اليونان الى عافيتها المالية وقال ان هذه "مشكلة للعقود المقبلة" مؤكدا ما كانت الحكومة اليونانية تقوله دائما ، بأن البلاد ستنتقل من أزمة الى أخرى في ظل السياسات الراهنة وستحتاج الى حزمة انقاذ أخرى في اوائل العقد الثالث من القرن. &
&
وتسبب انكماش الاقتصاد اليوناني في زيادة مديونية اليونان العامة الى 177 في المئة من اجمالي الناتج المحلي. &
&
وقال فاروفاكيس انه ليس هناك ما هو أسهل على حكومة سيريزا من التوقيع احتيالا كما كانت تفعل الحكومات السابقة للحصول على الدفعة التالية من المساعدات المالية بموجب حزمة الانقاذ ولكن ذلك "سيكون خطأ ، سيكون خطأ بحق شعبنا وبحق كل مواطن في اوروبا وسيكرس صورتنا كبالوعة لا قرار لها". &وأعلن "اننا لن نوقع على التزامات نعرف ان اقتصادنا لا يستطيع الايفاء بها".&
&
وكان فاروفاكيس نال اعجابا واسعا في واشنطن حيث يتفق غالبية الاقتصاديين والمسؤولين مع تحليله الاقتصادي الكلي ، بحسب صحيفة الديلي تلغراف مشيرة الى ان نظيره الالماني اللدود شويبله نفسه كال له المديح مقرونا بانتقادات مبطنة حين قال "ان يانيس فاروفاكيس اقتصادي عظيم ولكنه ليس الأول في التاريخ".