في ظل ارتفاع التكلفة وانخفاض الأسعار على نحو متسارع، توقعت ادارة معلومات الطاقة الأميركية أن يتراجع إنتاج النفط في البلاد، وفيما تواجه شركات إنتاج النفط خطر الإفلاس، أخذ المستهلك الأميركي يتنفس الصعداء، في ظل معلومات تتحدث عن توفير 250 مليار دولار نتيجة هذا التراجع.
&
إيلاف - متابعة: قالت الحكومة الاميركية إن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة من المتوقع أن ينخفض بمقدار 270 ألف برميل يوميًا في 2017، فيما توقعت إدارة معلومات الطاقة الاميركية أن انتاج الخام سيهبط من 9.4 ملايين برميل يومياً في العام 2015 إلى 8.7 ملايين خلال هذا العام، على أن يتراجع مرة أخرى خلال العام المقبل إلى 8.5 ملايين برميل يومياً، وذلك ضمن تقريرها لتوقعات الطاقة القصيرة الأجل لشهر (يناير) كانون الثاني الجاري.&
&
هذا التراجع يعود أولاً إلى تراجع الاستهلاك الصيني من النفط، وقد تأثرت الأسواق الدولية بشكل مباشر بهذا الانخفاض، لكنها شهدت تراجعًا عميقًا وسريعًا بعد تمسّك السعودية بإنتاج نفطي يعادل ما كانت تنتجه قبل الأزمة الصينية، وقبل تصاعد إنتاج النفط الأميركي إلى 9.4 ملايين يومياً، هذا بالإضافة إلى أن تكلفة استنباط النفط الصخري تبقى أعلى بكثير من نفط السعودية وبعض دول "أوبك"، وقد اضطرت شركات نفط أميركية كثيرة إلى خفض عدد منصات الإنتاج، كما أوقفت استثماراتها في حقول وآبار جديدة.
&
عدم استقرار
&
إلى ذلك، ذكرت معلومات صحفية أن مصرفيين يحذّرون من أن بعض شركات النفط الأميركية تتابع ضخ النفط، ليس لأن السوق تحتاج إلى المزيد، بل لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لديها لدفع الفائدة على الديون، وأن بعضها ينتج فقط لدفع تكلفة الدين، فيما حذّر المصرفيون من أن شركات عديدة ستضطر للإفلاس بعدما وصل مجموع دين شركات النفط في العام 2015 إلى 353 مليار دولار، وسيكون من الصعب عليها دفع هذه الديون أو متابعة دفع الفائدة المترتبة عليها إلا إذا ارتفع سعر البرميل إلى ما فوق 50 دولارًا، وفي وقت قريب.
&
وفي هذا الإطار، أشار تقرير صدر حديثًا إلى أن ثلاثة مصارف كبيرة تتوقع تراجع برميل النفط في الأشهر المقبلة إلى ما دون 30 دولاراً، وأن شركات النفط الأميركية تخسر ملياري دولار كل أسبوع، وأن هذه الشركات ستقطع ميزانيتها بنسبة 51% مقارنة مع العام 2014، خصوصًا أن هذه الشركات ترى تعويماً لكميات النفط في الأسواق تصل إلى العام 2017، فيما لا تبشّر تقديرات وكالة معلومات الطاقة الشركات الأميركية بالكثير، لأنها أشارت إلى أن سعر البرميل سيصعد خلال العام الحالي إلى 40 دولاراً، وإلى 50 دولاراً خلال العام المقبل، وسيكون من الصعب على كثير من هذه الشركات أن تبقى في السوق لو تأخّرت الأسعار في الارتفاع والعودة إلى مستويات تغطي التكلفة.
&
هذا وحذّرت وكالة معلومات الطاقة من أن السوق&لا تزال غير مستقرة، وأنها تبني توقعاتها على توقعات الأشهر الثلاثة المقبلة، معتبرةً أن سعر تسليم إبريل 2016 هو 37 دولارًا، لكن الأسعار يمكن أن تتراوح بين 25 و56 بالمئة، وهذه علامة واضحة على عدم استقرار الأسعار والطلب والكميات المتوفّرة.
&
المستهلك الأميركي
&
في المقابل، ساهم هذا التراجع في الأسعار في استفادة المستهلك الأميركي بشكل كبير، لا سيما في ظل تقديرات تتحدث عن أن تراجع أسعار النفط خلال العام 2015 وفّر أكثر من 250 مليار دولار على المستهلك الأميركي، وقد استعمل المستهلكون الأميركيون هذه الأموال لتأمين إحتياجات أخرى.
&
يذكر أن السوق الأميركية استهلكت خلال العام 2015 ما معدّله 19.37 مليون برميل يومياً، ومن المنتظر أن يرتفع الاستهلاك إلى 19.53 مليون برميل يومياً خلال هذا العام، ويتابع ارتفاعه إلى 19.81 مليون برميل يومياً العام المقبل، وهذا يفتح الباب الأميركي أكثر أمام نفط دول منظمة "أوبك"، خصوصًا السعودية، فيما يبقى المنتجون الأميركيون يعانون من ارتفاع التكلفة أمام إنخفاض قياسي للأسعار.
&

&