هي حكاية دبي التي بدأت بحلم وتحولت إلى حقيقة ملموسة وقائمة. اهتمت بالعلم والتطور، وأفردت مساحة واسعة للتقدم والابتكار على مجمل المستويات والأصعدة.

إيلاف من دبي: غرّد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على حسابه الرسمي في "تويتر" اليوم قائلًا: "الحلم يبدأ بفكرة، فكرة يمكن التعبير عنها بكلمة أو صورة أو حتى طابع بريدي، وتكبر الفكرة، ويكبر الحلم، وتكبر معه أجيال تؤمن به ليصبح حقيقة واقعة". وفي مثل هذا الشهر من سنة 1975 تم البدء بتنفيذ فكرة مشروع التحام فضائي بين مركبتي أبولو الأميركية وسويوز السوفيتية في مدار حول الأرض، وكان هذا هو المشروع الأول من نوعه بين القطبين الأميركي والروسي.

طموح راشد بن سعيد 

وشرح محمد بن راشد في تغريداته صورة لطابع بريدي قديم لحلم دبي، قائلًا: "هذه صورة لطابع بريدي أصدره والدي الشيخ راشد قبل 50 عاما ..تقديرا لعلماء الفضاء .. وبداية لحلم أن ينضم شعبنا لهذه المسيرة". 

وكان والده الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم قد أرسى قواعد البنية التحتية للإمارة بهدف تأسيس اتحاد وفكر دولة اقتصادية واجتماعية تزامنا مع طموح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لتأسيس دولة الاتحاد، وكانت تلك هي الأخرى انتظارا للانطلاقة الكبرى نحو المستقبل الاقتصادي على يد الشيخ محمد بن راشد، في نقلة تاريخية تمت وترعرعت في طموح الشاب الذي كان يرى المستقبل أكثر مما كان يرى الحاضر. وذلك الطموح هو سر إشراق ونهضة دبي التي لم تعرفها أي مدينة أخرى على مر التاريخ في عقود لا تقاس بالزمن، وإنما بعظمة الإرادة والإدارة، وكما يغرد الناشطون "إن روما لم تبن في ليلة، ولكن دبي بنيت في أقل من ليلة". 

20 مليار للوصول إلى المريخ

وأضاف محمد بن راشد "الحمد لله لدينا اليوم قطاع فضائي حجمه 20 مليار درهم وبرنامج للوصول للمريخ يعمل عليه فريق عمل نسبة التوطين فيه 100%".

وثيقة بريطانية تاريخية 

قبل نصف قرن تقريبا، طلب حاكم دبي آنذاك الشيخ راشد بن سعيد من الهيئة العامة للبريد البريطاني نقل عملية الإشراف على مكتب البريد في دبي إليه، على أن يستمر مكتب البريد البريطاني في ضمان علاقة دبي باتحاد البريد العالمي، كما طلب أن يقوم مكتب البريد البريطاني بتقديم المشورة إلى دبي حول إدارة المكتب وقال ابن سعيد "إن دبي ستدفع ثمن تمثيلها عبر اتحاد البريد العالمي".

وذكرت وثيقة بريطانية تاريخية للمسؤول البريطاني في الخليج آر- إيه بومانت مؤرخة بـ 12 مايو 1959 أن الشيخ راشد بن سعيد هو أحد أهم حكام الساحل المتصالح وقد كان دائما صديقا وفيا للحكومة البريطانية، وأن دبي التي ازدهرت بصورة ملفتة للنظر في عهد الشيخ راشد، هي الآن المركز التجاري للساحل المتصالح وأحد أهم الموانئ التجارية في الساحل الشرقي للجزيرة العربية. 

وقد اهتمت دبي بطباعة العديد من الطوابع التي تحمل صفة الفضاء والطيران والأساطيل، وقد سبق ذلك تأسيس ميناء راشد في جبل علي وأساطيل طيران الإمارات.

التجارة قبل النفط

وفي عام 1961 ذكرت الوثيقة البريطانية نبذة حول فكر الشيخ راشد قالت فيها "تعد الآن دبي التي يقطنها حوالي 45 ألف نسمة، المركز التجاري للإمارات المتصالحة وأهم المراكز التجارية المهمة، ويجري العمل على تحسين الميناء وقد أصبح الشيخ راشد ثريا بالمقاييس المحلية، مع أنه لم يتم بعد إنتاج أي نفط في إمارته.. ولا شك في أن ازدياد الازدهار في دبي يعود جزئيا إلى تحسين وضع الأمن العام، ففي عام 1957 أنشأ الشيخ راشد جهاز للأمن وتزايد اعتزازه بتحسين دبي ربما لأنه أدرك أن ذلك أفضل لزيادة دخل الإمارة".