تتوقع وكالة الطاقة الدولية تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط من 1.4 مليون برميل يوميا خلال عام 2016 الى 1.2 مليون برميل يوميا خلال عام 2017.

إيلاف من لندن: استقرت أسعار النفط أمس الخميس بعدما توقعت وكالة الطاقة الدولية استعادة أسواق الخام توازنها في الأشهر القليلة المقبلة بعد استمرار تخمة الإنتاج منذ أواسط عام 2014 وصعدت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق 1.64 دولار، أو ما يعادل 3.72 في المئة، الى 45.69 دولارا للبرميل ، في حين قفزت عقود خام القياس الأميركي (غرب تكساس الوسيط) 1.55 دولار ، أو 3.72 في المئة، إلى 43.26 دولارا للبرميل.

توقعات الوكالة

وفي تنبؤ جديد تقول وكالة الطاقة الدولية التي تأخذ من باريس مقرا لها وتقدم المشورات للدول الصناعية المستوردة للنفط ان معدل نمو الطلب العالمي على النفط سيتباطأ من 1.4 مليون برميل يوميا خلال عام 2016 الى 1.2 مليون برميل يوميا خلال عام 2017 وعزت الوكالة هذا التراجع الى المجهولية الاقتصادية. وما ساهم في خلق حالة عدم اليقين هو التوقعات في فشل المنتجين الكبار في التوصل الى اتفاق بشأن تجميد سقف الانتاج الشهر المقبل.

ومن المعروف ان أسعار النفط تأرجحت حول سعر 45 دولارا للبرميل في الشهر الحالي أغسطس مقارنة ب 100 دولار في شهر تموز 2014. ولا تزال الأسعار معرضة للانخفاض على خلفية ازدياد انتاج اوبك. السبب الرئيس في انهيار الأسعار كان التخمة في السوق وقلق الأسواق من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي. ومصدر القلق يتمحور حول تراكم المخزونات والفائض.

وفي هذا السياق قالت وكالة الطاقة الدولية أمس الخميس ان أسواق النفط ستبدأ في التحسن في النصف الثاني من عام 2016، لكن ببطء بسبب تراجع نمو الطلب العالمي وارتفاع إمدادات المعروض من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك».

كما توقعت الوكالة في تقريرها الشهري انخفاضا ملحوظا في مخزونات النفط العالمية في الأشهر القليلة المقبلة، وهو ما سيساعد في تخفيف تخمة المعروض، المستمرة منذ عام 2014 بسبب نمو إمدادات الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» والمنتجين من خارج المنظومة.

وتسببت تخمة المعروض بتراجع أسعار النفط من 115 دولارا للبرميل في يونيو عام 2014 إلى 27 دولارا للبرميل في يناير الماضي. وتعافت أسعار الخام بعد ذلك ووصلت إلى نحو 50 دولارا للبرميل، لكنها انخفضت مجددا لتتجه صوب 40 دولارا للبرميل في يوليو.

 انتاج قياسي

ومن ناحيتها أصدرت اوبك تقريرها الشهري الذي يشير الى ارتفاع إنتاج الأعضاء مجتمعين الى 33 مليون برميل يوميا وتتوقع «أوبك» أن يبلغ متوسط حجم الطلب على نفطها الخام 33.01 مليون برميل يوميا في 2017 بما يشير إلى فائض قدره 100 ألف برميل يوميا إذا ما أبقت المنظمة على مستوى إنتاجها دون تغيير.

وقال التقرير الشهري لـ "أوبك" إن إنتاج المنظمة التي تضم 14 عضواً ارتفع إلى مستوى قياسي في الشهر الماضي، حيث رفع أعضاء في المنظمة الإنتاج لتعويض خسائر نتجت من هجمات في نيجيريا والصراع العسكري في ليبيا. وتظهر الأرقام التي جمعتها المنظمة من مصادر غير رسمية أن "أوبك" ضخت 33.11 مليون برميل يوميا في يوليو بزيادة 46 ألف برميل يوميا مقارنة مع يونيو.

وأظهرت مراجعة "رويترز" لتقارير سابقة لـ "أوبك" أن هذا هو أعلى مستوى منذ العام 2008 على الأقل، حيث زادت السعودية والعراق ثاني أكبر منتج في "أوبك" الإنتاج في يوليو، في حين نجحت إيران ثالث أكبر منتج في تعزيز إنتاجها قليلاً، حيث بدأ النمو السريع الذي أعقب رفع العقوبات الغربية عنها في يناير، التباطؤ الآن.

وتتوقع "أوبك" أن يكون الطلب على نفطها الخام في 2017 عند 33.01 مليون برميل يومياً، في المتوسط، ما يشير إلى أن فائض المعروض قد يبلغ 100 ألف برميل يوميا إذا حافظت "أوبك" على استقرار الإنتاج، فيما لم تقم "أوبك" بأي تغيير ملحوظ في توقعاتها للطلب العالمي.

من ناحية أخرى، توقعت المنظمة أن ينكمش معروض النفط من خارجها بواقع 79 ألف برميل يوميا هذا العام، وقالت "أوبك" إنه سينخفض بمقدار 150 ألف برميل يوميا في 2017، بتعديل توقعاتها من 40 ألف برميل في تقرير الشهر الماضي.

ويقترب هذا المستوى مع حجم إنتاج «أوبك» الذي بلغ 33.39 مليون برميل يوميا في يوليو، عندما سجل إنتاج الخام من المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة مستويات قياسية، بما دفع حجم إنتاج «أوبك» الإجمالي إلى أعلى مستوى له منذ عام 2008.

وبعد رفع العقوبات عن طهران، ازداد انتاج إيران بواقع 560 الف برميل يوميا وارتفع انتاج العراق بواقع نصف مليون برميل يوميا.
وسجلت فنزويلا، التي تعاني أزمة اقتصادية حادة، ونيجيريا، التي تشهد هجمات يشنها مسلحون، انخفاضا في الإنتاج منذ بداية العام بلغ نحو 150 ألف برميل يوميا مقارنة مع 2015.

استقرار الأسواق

وأوضحت الوكالة في تقريرها الشهري الأخير ان تقديراتها تشير الى تراجع في المخزون في الربع الثالث من العام بعد فترة طويلة من النمو المستمر.» وأضافت «سيزيد انخفاض مخزون المنتجات النفطية المترتب على ذلك من طلب شركات التكرير على النفط الخام، وسيساهم في تمهيد الطريق أمام تحسن في توازن العرض والطلب في السوق»
وتوقعت الوكالة زيادة إنتاج المصافي العالمية بواقع 2.2 مليون برميل يوميا، ليصل إلى مستوى قياسي عند 80.6 مليون برميل يوميا في الربع الثالث من 2016، وسيعود التوازن للسوق بوتيرة بطيئة، مع وصول المخزونات في الدول الصناعية إلى مستوى قياسي مرتفع بلغ 3.093 مليارات برميل في يونيو.

ودفع هبوط أسعار النفط المنتجين ذوي التكلفة المرتفعة، في كندا والولايات المتحدة إلى خفض الإنفاق وتقليص عمليات الحفر وإغلاق مئات المنصات الانتاجية ما أدى إلى انخفاض غير متوقع في إنتاج الخام من خارج «أوبك» بواقع 0.9 مليون برميل يوميا هذا العام.

لكن الوكالة قالت إن العام المقبل سيشهد انتعاشا لإنتاج الدول غير الأعضاء في «أوبك» بواقع 0.3 مليون برميل يوميا، بعد التعديل بالرفع بمقدار مليون برميل يوميا مقارنة مع تقرير الشهر الماضي. وتوقعت الوكالة انخفاض مخزونات النفط في الربع الثالث من العام للمرة الأولى في أكثر من عامين.

ومن المهم الاشارة إلى ما قاله وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي المهندس خالد الفالح "نراقب سوق النفط وسنتخذ إجراء مع أوبك والمنتجين المستقلين إذا لزم الأمر لإعادة التوازن للسوق".

ولفت الفالح إلى أن اجتماع الجزائر الشهر المقبل سيناقش الوضع في السوق بما في ذلك أي إجراء محتمل قد تتطلبه إعادة الاستقرار للسوق.