مع اقتراب السنة الدراسية الجديدة، يواجه المصريون ضغوطًا شديدة، لاسيما في ظل ارتفاع أسعار مستلزمات المدارس بأكثر من 40 % مقارنة بالعام الماضي.

إيلاف من القاهرة: في محاولة من الحكومة لتخفيف الأعباء عن كاهل أولياء الأمور، نظمت معارض في مختلف أنحاء الجمهورية للمستلزمات المدرسية حمل شعار "كلنا واحد"، وتقدم المعارض مختلف الأدوات التي يحتاجها التلاميذ والطلاب بأسعار أقل من أسعار السوق بما يتراوح بين 30 و50%، وشهدت تلك المعارض إقبالًا ملحوظًا.

انطلق اليوم، 43 معرضًا باسم "أهلًا مدارس" في محافظات مصر، وتتضمن سلعًا مدرسية وأدوات مكتبية وملابس وأحذية ومواد غذائية وحاسبات آلية بأسعار مخفضة، بالتوازي مع انتشار منافذ بيع جماعي في محافظات القاهرة والجيزة ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس والدقهلية والغربية وكفر الشيخ والشرقية والقليوبية والمنوفية والبحيرة وبني سويف والفيوم وأسيوط وسوهاج وأسوان وشمال سيناء.

كلنا واحد
قال وزير التموين، على المصيلحي، إن المعارض تنطلق تحت شعار "معًا من أجل مصلحة المستهلك"، وسيتم توفير السلع المدرسية اللازمة للمستهلك مباشرة من المصنع والمستورد، بهدف خفض تكلفة التداول والأسعار.

كما نظمت وزارة الداخلية معارضًا لبيع مستلزمات المدارس تحت اسم "كلنا واحد"، وتشهد إقبالًا من أولياء الأمور.. فعلى بعد خطوات من حي الفجالة، الذي يعتبر السوق الأكبر للمستلزمات المدرسية، اصطف أولياء الأمور في طوابير للدخول إلى معرض "كلنا واحد" في ميدان رمسيس، وتزاحم الناس، فاضطرت إدارة المعرض إلى الاستعانة بعشرات الشباب، لتنظيم الدخول ومساعدة المواطنين في توفير احتياجاتهم، وارتدى الشباب تيشرتات مكتوب عليها شعار المعارض "كلنا واحد".

"إيلاف" التقت بأولياء الأمور وأصحاب المكتبات. فقالت مها عبد الحميد، وهي موظفة في الشؤون القانونية في وزارة الأوقاف، إن الأسعار أقل من سوق الفجالة بنحو 30%، وأوضحت أن أسعار الحقائب المدرسية في الأسواق والمحال تباع بما يتراوح 200 و400 جنيهًا، مشيرة إلى أنها تباع في المعرض بما يتراوح بين 60 و250 جنيهًا.

وقالت إنها كانت تنوي عدم شراء حقائب لأولادها، ولكنها عندما وجدت الأسعار منخفضة اشترت لهم 3 حقائب، منوهة بأن الخامات جيدة جدًا.

فروقات ملحوظة
أما محمد خضر، موظف في شركة مياه الشرب والصرف الصحي، فأوضح أن معرض "كلنا واحد" فعلًا اسم على مسمى، وضرب الأسعار في سوق الأدوات المدرسية، لافتًا إلى أن البضاعة تباع بتخفيضات كبيرة، فمثلًا سعر دستة الكشاكيل تباع في المكتبات أو سوق الفجالة بما يتراوح بين 40 و60 جنيهًا، ولكنها تباع في المعرض بـ20 جنيهًا، وتتراوح أسعار الأقلام الجاف ما بين 1 و3 جنيهات، في حين أنها تباع في المكتبات بما يتراوح بين 3 و10 جنيهات للقلم الواحد.

شارك أصحاب المحال والمكتبات والمطابع في المعرض، في محاولة للاستفادة من الإقبال الكثيف. وقال سعيد جمال، صاحب مكتب مشارك في المعرض، إنه عندما أعلنت وزارة الداخلية أنها ستنظم معرضًا لبيع المستلزمات المدرسية بأسعار مخفضة، سارع إلى التسجيل، مشيرًا إلى أن المشاركين يحصلون على أرباح معقولة، وليست جشعة، تتراوح ما بين 10 و15%، بينما تحصل المكتبات والمحال خارج المعرض على أرباح تتراوح ما بين 30 و50% على الأقل، وأحيانًا تصل الأرباح إلى 80%.

وأوضح أن المعرض يقدم تخفيضات حقيقة، فمثلًا سعر دستة الكشاكيل الشعبي تباع في المكتبات بما يتراوح بين 25 و35 جنيهًا، بينما تباع في المعرض بما يتراوح بين 15 و25 جنيهًا حسب عدد الأوراق في كل كشكول.

كل ما يلزم في مكان واحد
وذكر أن الكشاكيل السلك يباع الواحد منها بالمكتبات بما يتراوح بين 6 و17 جنيهًا، بينما يباع في المعرض بما يتراوح بين 5 و12 جنيهًا، حسب عدد الأوراق والمقاس، وتباع الأقلام بأقل من أسعارها في المكتبات بنحو 30%، فمثلًا علبة الأقلام الفرنساوي تباع بـ25 جنيهًا، في حين أنها تباع في المكتبات بـ35 جنيهًا، وتباع علبة "الروتو" بـ7 جنيهًا، في حين تباع خارج المعرض بـ12 جنيهًا، وتباع علبة أقلام "بريما" بـ7 جنيهًا، في وقت تباع خارج المعرض بـ11 جنيهًا.

وقالت مروة علي، ربة منزل أيضًا، إنها وجدت في المعرض كل ما يحتاجه أولادها من الكشاكيل والكراسات الانجليزي والعربي وكراسات الرسم، والأقلام الألوان والجاف والرصاص، إضافة إلى "اللانش بوكس" والمقلمة، وبأسعار معقولة.

أضافت أن محمد صلاح يسيطر على جميع المستلزمات بصورته على الكشاكيل والكراسات والزمزميات والمقلمات، خاصة أنها مثل أعلى وقدرة يتطلع إليها جميع أطفال وشباب مصر.

ولفتت إلى أن مقلمة محمد صلاح الأغلى وتباع بـ12 جنيهًا، رغم أنها تباع في المكتبات بـ17 جنيها، وتباع الدستة منها بـ70 جنيهًا، وتباع باقي المقلمات بما يتراوح بين 40 و65 جنيها للدستة، بينما يصل السعر إلى الضعف في المكتبات، مشيرة إلى أنها اشترت دستة ملقمات هي وجارتها.

يشترون النصف حاليًا
وقال محمود جابر، صاحب مكتبة مشاركة في المعرض، إن حركة البيع خارج المعرض تعاني من الركود بسبب ارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن المعرض يعتبر فرصة للمكتبات وأصحاب المحال لإنعاش تجارتهم، ولكن بمكسب أقل من الذي يحصلون عليها في محلاتهم.

أضاف أن الأسعار ارتفعت عن العام الماضي بما يتراوح بين 40 و60%، مشيرًا إلى أن السبب يرجع إلى أن مصر تستورد نحو 80 % من الاحتياجات المدرسية، سواء الكشاكيل أو الكراسات أو الأقلام أو الممحاة &أو المساطر.

وأوضح أن الإقبال على المحال والمكتبات في هذا العام انخفض بنحو النصف، بسبب ارتفاع الأسعار وإنهاك المواطنين في الاحتياجات اليومية، مشيرًا إلى أن أولياء الأمور يشترون نصف ما يحتاجه أبناؤهم، ويأجّلون النصف الآخر حسب الاحتياج الشديد على مدار باقي السنة الدراسية.

أضاف أن المعرض يعتبر فرصة للبيع، لاسيما في ظل الإقبال الكثيف، مشيرًا إلى أنه يبيع في المعرض ضعف ما يبيعه في المحال الخاص به في شارع فيصل.

وأوضح أن دستة الكشاكيل 40 ورقة يتراوح سعرها بالمكتبات ما بين 40 و60 جنيهًا حسب خامة الورق، ولكنها تباع في المعرض بما يتراوح بين 20 و25 جنيهًا، بينما تباع دستة أقلام الجاف تباع بالمكتبات بما يتراوح 25 و35 جنيهًا، ولكنها تباع في المعرض بما يتراوح بين 15 و20 جنيهًا، ووصل سعر دستة أقلام الرصاص إلى 17 و35 جنيهًا، حسب النوع أقلام خشب أم أقلام السنون، بينما تباع في المعرض بما يتراوح بين 10 و20 جنيهًا.

ربح أقل
وقال إن الحقائب ارتفعت أسعارها بنحو 40%، وتتراوح ما بين 275 و400 جنيها، وتباع في المعرض بما يتراوح بين 150 و250 جنيهًا. أما الحقائب الشعبية، فيتراوح سعرها في المحال ما بين 125 و170 جنيهًا، وتباع في المعرض ما يتراوح بين 60 و90 جنيهًا.

وذكر أن المحال والمكتبات المشاركة في المعرض تكتفي بالحصول على هامش ربح قليل يتراوح ما بين 7 و10%، بينما تهدف المحال والمكتبات إلى الحصول على ربح لا يقل عن 50%.

من جانبه، قال أسامة إسماعيل، عضو شعبية الأدوات المكتبية في الغرفة التجارية، لـ"إيلاف" إن أسعار المستلزمات المدرسية ارتفعت بنسبة لا تقل عن 40% مقارنة بالعام الماضي، مشيرًا إلى أن السبب يرجع إلى أن مصر تستورد نحو 95 بالمائة من الاحتياجات، ولاسيما الورق.

أنعشت السوق
وأضاف أن المصانع المصرية عددها قليل جدًا، وتعتمد على استيراد المواد الخام من الخارج، ومنها 6 مصانع للأقلام الجاف، تعتمد على استيراد المواد الخام بنسبة 100%.

ولفت إلى أن حركة البيع والشراء انخفض عن العام بنسب 50%، مشيرًا إلى أن الأسر المصرية تشتري الاحتياجات على مراحل عدة، والناس أصبحت تشتري بالقلم والكشكول، وليس بالدستة كما كان في السابق، لكنها مضطرة للشراء، لأنها مستلزمات ضرورية جدًا، ولا يمكن الاستغناء عنها.

وكشف أن المعارض التي نظمتها وزارتا التموين والداخلية أسهمت في إنعاش السوق وحركة البيع، لاسيما في ظل ثقة المصريين في الوزارة وأجهزة الدولة، إضافة إلى تقديم تخفيضات حقيقية، إيمانًا من المشاركين بأهمية تخفيف الأعباء عن المواطنين.

&


&