الرباط: قدم المجمع الشريف للفوسفات المغربي حصيلة عامين من برنامج العمل التطوعي من أجل المجتمع (أكت فور كومينيتي) خلال ملتقى شارك فيه أزيد من ألف شخص من الشركاء والمستفيدين والمتطوعين، والذي احتضنته جامعة محمد السادس متعددة التخصصات بمدينة بن جرير القريبة من مراكش على مدى اليومين الماضيين.

ويقوم هذا البرنامج على إفساح المجال أمام موظفي المجمع الشريف للفوسفات من أجل التفرغ لمشاريع اقتصادية وتربوية وترفيهية وثقافية لصالح المجتمع المحلي لمواقع إنتاج الفوسفات ومشتقاته، بهدف المساهمة في التنمية البشرية والاجتماعية للسكان ودعم الشباب من أجل إنشاء مشاريع مدرة للدخل في مجالات الصناعة التقليدية والزراعة والسياحة البيئية وصناعة التدوير.

وأسفرت المبادرة عن إحداث مئات التعاونيات الإنتاجية وآلاف المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، بالإضافة إلى مشاريع رياضية وثقافية وبرامج للتكوين والتدريب وتطوير المهارات.
وبلغ عدد الموظفين الذي تطوعوا في إطار هذا البرنامج منذ إطلاقه 6000 موظف، قدموا خلالها حوالي 17 ألف ساعة عمل.

وبالإضافة إلى السماح لهم بالتفرغ الكامل للمشاريع التنموية التي انخرطوا فيها خلال فترة إنجازها، وفر لهم المجمع الشريف للفوسفات كل الوسائل الضرورية لتحقيق هذا الهدف.

كما أعد المجمع الشريف للفوسفات في هذا الإطار سياسة خاصة للشراء من المقاولات المنبثقة عن هذه المبادرة، والتي تشتغل في مجالات ذات صلة بأنشطة المجموعة وصفقاتها.

وأعدت في هذا الإطار منصة خاصة لتسجيل الشركات الراغبة في تقديم عطاءات بالنسبة لصفقات الأشغال والتموين الصادرة عن المجمع الشريف للفوسفات، والتي لا يشترط فيها إلا التوفر على الكفاءات الضرورية لإنجاز الصفقة.

وأشارت هدى حريص، مسؤولة المشتريات لدى المجمع، الى أن هذه المبادرة تعفي الشركات الصغيرة المنبثقة عن البرنامج من شروط التوفر على شهادات إنجاز" بل إننا نقبل الشركات التي لم يسبق لها أن سجلت أية مبيعات من قبل، بهدف دعمها وتشجيعها على الاستمرار والتقدم".

وخلال الملتقى قدمت العديد من الشهادات من طرف المستفيدين والمتطوعين، والذين قدموا مشاريعهم التي استهدفت في غالبيتها إيجاد أنشطة مدرة للدخل بالنسبة للشباب والنساء على الخصوص، وتطوير منتوجات بديلة أكثر مردودية وأكثر ملاءمة للحاجيات، وزراعات بديلة أقل استهلاكا للماء وأكثر دخلا للفلاحين، إضافة إلى برامج لتحسين قابلية التشغيل لدى الشباب وإعدادهم لمواجهة متطلبات مباريات التشغيل، إضافة إلى مقاولات ذات طابع فني وثقافي.

وعرف الملتقى في يومه الأول تقديم العديد من الشهادات بمدرج الجامعة من طرف المستفيدين من برنامج "آكت فور كومينيتي"، وممثلي الجمعيات وممثلي التعاونيات، وكذا أصحاب المقاولات الصغيرة والمتوسطة الذين أجمعوا في مداخلاتهم على أهمية هذا البرنامج.

كما قدم متطوعو برنامج "آكت فور كوميونيتي" العاملين بقطاع الفوسفات شهاداتهم بخصوص ظروف اشتغالهم التطوعي الذي أعطاهم الفرصة للتنقيب والبحث عبر جميع الوسائل المتاحة على الطاقات والمواهب، الشيء الذي جعلهم يخرجون ما بداخلهم من إبداع.

وعرف الملتقى أيضا فتح نقاش بين المشاركين حول الآفاق المستقبلية، وكيفية تطوير أداء البرنامج. في هذا الصدد،نظمت عدة ورشات تفاعلية ساهمت في رسم التوجه الجديد للبرنامج.

وشكل الملتقى فرصة بالنسبة للفعاليات المشاركة، وخصوصا لحاملي المشاريع، من أجل التعارف وربط علاقات، والبحث عن تكلتلات وشراكات، إضافة إلى تبادل خبراتهم وإيجاد مصادر جديدة للإلهام.

وعلى هامش الملتقى تم الإعلان عن افتتاح "مركز الابتكار وتسريع الشركات الناشئة"، على أرضية مجاورة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، والذي يهدف إلى توفير الشروط والوسائل اللازمة للشباب حاملي الأفكار المبتكرة من أجل تطوير مشاريع اقتصادية انطلاقا من الفكرة إلى الخروج للسوق، بما في ذلك ربط علاقات مع شبكة شركاء المجمع الشريف للفوسفات والبحث عن وسائل التمويل.

ويتسع المركز، الذي أقيم على مساحة 3000 متر مربع، لنحو 200 شخص، ويضم ورشة لصناعة النماذج الأولية للمنتجات الصناعية، بالإضافة إلى قربه من الضيعة التجريبية للبحث الزراعي ومختبر البحث المنجمي ومختبر "لاب فاب" لإنتاج النماذج الصناعية على نطاق واسع.

وتتبع هذه البنيات الأساسية الثلاثة لجامعة محمد السادس متعددة الاختصاصات، والتي تضع أيضا رهن إشارة المركز برنامجها التدريبي المتخصص "أكاديمية ريادة الأعمال".

وأشارت سارة الشريف دوازان، مديرة المركز، إلى أن مركز الابتكار يهدف إلى وضع آلية متطورة لتسريع الشركات الناشئة في المغرب وإفريقيا من خلال احتضان مجموعة من الهيئات والبرامج الوطنية والدولية المتخصصة في هذا المجال.

وقالت ان هذه الهيئات توفر تأطيرا متكاملا وملائما للشركات الناشئة ومشاريع الشباب لمدة قد تتراوح بين عدة أسابيع وعدة شهور، يتم خلالها بلورة المشروع وتصميم المنتجات وإنتاجها في الورشات التي تحاكي شروط الإنتاج الحقيقية في المصانع والمزارع والمناجم، واختبار قابليتها للتسويق، وتساعد صاحب المشروع على تجاوز جميع العقبات التي قد تعترض إطلاق مشروعه.