ايلاف من الرباط: تمكنت السياسات المالية والاقتصادية للحكومة المغربية من تحقيق الاستقرار المالي، خاصة مع تقلبات الاقتصاد الدولي. وحققت إنجازات في قطاع السياحة الذي أصبح رافداً مهماً للاقتصاد الوطني، مع تعزيز الثقة في النظام الضريبي وتحسين موارده.

واطلع مجلس الحكومة، المنعقد اليوم الخميس بالرباط، على عرض قدمه فوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف الموازنة، يلخص حصيلة تنفيذ قانون المالية (موازنة) لسنة 2024. أكد فيه انخفاض عجز الميزانية الذي استقر عند 4% من الناتج الداخلي الخام لسنة 2024، مقارنة بـ4.3% في 2023، مبرزاً أن هذا التراجع يعود إلى تحسن الموارد العادية التي بلغت 47.4 مليار درهم (4,7 مليار دولار)، بزيادة نسبتها 14.6% عن العام الماضي.
وأضاف أن الإيرادات الجبائية سجلت نمواً مطرداً بقيمة 35.9 مليار درهم( 3,5 مليار دولار )، أي زيادة بنسبة 13.6% مقارنة مع 2023.

وأشار لقجع إلى أن نسبة الدين العمومي استقرت عند 69.5% من الناتج الداخلي الخام، وهو المعدل ذاته المسجل خلال السنة الماضية، ما يعكس نجاح الحكومة في ضبط المالية العمومية.

في السياق ذاته، أوضح مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة الناطق الرسمي باسمها، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع الحكومي، أن الموارد العادية بلغت 371.6 مليار درهم ( 37,1 مليار دولار ) خلال 2024، ما ساهم في تحقيق زيادات ملحوظة في عائدات الضرائب.

وبلغت إيرادات الضريبة على القيمة المضافة 12 مليار درهم (1,2مليار دولار)، موزعة بين 6 مليارات درهم (600 مليون دولار) من الاستيراد و6 مليارات أخرى من السوق المحلية. كما ارتفعت الضريبة على الدخل بـ9 مليارات درهم (900 مليون دولار)، والضريبة على الشركات بـ8 مليارات درهم (800 مليون درهم).

وفيما يخص "العفو الضريبي"، الذي أطلقته الحكومة لتشجيع الملزمين على تسوية وضعياتهم الضريبية، كشف بايتاس أن العملية أسفرت عن التصريح بأكثر من 127 مليار درهم (12,7 مليار دولار) من الأرباح والدخول غير المصرح بها، وهو ما تجاوز التوقعات الأولية.
وأضاف أن هذا الإجراء ساهم في تعزيز موارد خزينة الدولة بأكثر من 6 مليارات درهم (600 مليون دولار)، إلى جانب تعزيز الثقة بين الإدارة الضريبية والملزمين وتحفيز الامتثال الضريبي.

في قطاع السياحة، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة أن المغرب حقق رقماً قياسياً تاريخياً خلال 2024 باستقطابه 17.4 مليون سائح، بزيادة بلغت 3 ملايين سائح مقارنة بسنة 2023، أي بنسبة نمو بلغت 27%. وأضاف أن هذه النتائج تؤكد استعادة المملكة لمكانتها كأول وجهة سياحية في القارة الإفريقية، مشيراً إلى أن الأهداف المرسومة لسنة 2026 تم تحقيقها مبكراً.