إيلاف من باريس: انطلقت، الأحد، في البرازيل، أعمال قمة قادة مجموعة "بريكس" للاقتصادات الناشئة، في ظل غياب غير مسبوق للزعيم الصيني شي جينبينغ، للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، عن الاجتماع السنوي الذي لطالما اعتبره أحد أركان رؤيته لإعادة تشكيل ميزان القوى العالمي.

ويمثّل غياب شي، إلى جانب مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الاتصال المرئي فقط، تحولاً لافتاً في ديناميكيات المجموعة، التي توسّعت رسميًا هذا العام لتشمل دولاً جديدة من بينها مصر والإمارات وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران. ويُعزى غياب بوتين إلى أن البرازيل، الدولة المضيفة، موقّعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية، ما يُلزمها قانونًا باعتقاله بموجب مذكرة صادرة عن المحكمة بشأن النزاع في أوكرانيا.

وشهدت القمة مشاركة من ولي عهد أبوظبي، الشيخ خالد بن محمد بن زايد، ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إلى جانب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد. فيما لم تُعلَن بعد مشاركة رسمية من المملكة العربية السعودية، رغم دعوة انضمامها إلى المجموعة ضمن توسعة عام 2024، ما يثير تساؤلات حول موقف الرياض النهائي من الانضمام.

ومن المنتظر أن يشارك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي حضورياً في القمة، حيث تتجه الأنظار إليه في ظل غياب زعيمي الصين وروسيا، إلى جانب رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا.

وعلى الرغم من الطابع الرمزي للتوسع الأخير، خفّت التوقعات بشأن إحراز اختراقات سياسية أو اقتصادية كبيرة خلال قمة هذا العام، في ظل تركيز العديد من الدول الأعضاء على أولوياتها الداخلية، إلى جانب تباين الرؤى بشأن مستقبل المجموعة وآليات التنسيق فيها.

ويُتوقع أن يشارك برابوو سوبيانتو، رئيس وزراء إندونيسيا، بعد انضمام بلاده رسميًا إلى بريكس، وهو ما يعزّز تمثيل جنوب شرق آسيا داخل التكتل. كما سترسل بعض الدول المهتمة بالانضمام وفوداً رسمية لمتابعة أعمال القمة عن قرب.

وكان شي جينبينغ قد كلف لي تشيانغ، رئيس الوزراء الصيني، بتمثيله في القمة، في خطوة اعتبرها مراقبون تعبيراً عن توجه صيني نحو إدارة أكثر انضباطًا للملفات الداخلية، دون التراجع عن دعم المجموعة من حيث المبدأ.