الرياض: يواصل تنظيم القاعدة التأكيد على صحة معظم التقارير التي أشارت على أن قيامه بتغيير منهجيته في معركته مع القيادة السعودية هو فصل جديد من فصول فشله في المواجهة الميدانية، بعد خسائر نوعية كبيرة في الفترة الأخيرة مع الجهات الأمنية السعودية. ومن ذلك ما قام به مساء ليلة البارحة الأولى وعبر أحد مواقع الانترنت من بث شريط فيديو ظهر فيه زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي والملقب بـquot;أبو بصيرquot; وهو يؤكد أن على السعودية أن تنتظر المزيد من العمليات الانتحارية والتي ستستهدف قيادتها، مهدداً بالمزيد من عمليات الاستهداف ضد القيادة السعودية.

ووفقاً للعديد من الوكالات فإن الوحيشيquot; قال وهو يقف إلى جانب الانتحاري عبدالله العسيري ndash; الذي قضي أثناء محاولته اغتيال مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف- وهو يقول: quot;أبشروا بما يسوؤكمquot;.

الصورة أيضاً حملت وجها مألوفا هو أبو سفيان الأزدي المعروف بأنه النائب العام لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. ووفقا لمتابعين فإن الشريط وزعت نقاطه بعناية لتشمل ثلاثة محاور تعلق أولها بتوجيه التهديد للقيادة السعودية، والثاني اتهامها بمحاباة أعداء الإسلام، والثالث عن التأكيد على أكثر من جانب مثل المعتقلين في السجون ومحاربة صور الجهاد في العديد من دول الإسلام مثل اليمن وأفغانستان .

كما أشار الشريط للمحاولة الفاشلة لاغتيال مساعد وزير الداخلية السعودية من خلال عرض تسجيل المكالمة بينه وبين الانتحاري محاولاً تمرير بعض الإيحاءات مثل عرض صور لمبالغ مالية كبيرة يزعم أنها أرسلت للانتحاري لترغيبه في التوبة قبل قيامه بعمليته الفاشلة.

يذكر أن هذا التوضيح يأتي بعد قرابة شهر على محاولة الاغتيال الفاشلة التي نفذها عبدالله طالع العسيري الذي كان يشكل الرقم على قائمة المطلوبين أمنيا ال 85، واستخدم فيها تقنية الجوال في محاولة الاغتيال الفاشلة قبل أن يقتل.

فيما وصف رئيس تحرير الوطن جمال خاشقجي في حديث مع إيلاف ما تقوم به القاعدة من quot; تغيير منهجيتها وأساليبها واستهدافها للقيادات هو أكبر دليل على فشلهم وهزيمتهم، لقد تحولوا إلى فرق اغتيالات ومجموعات من القتلة quot; .

وفي تقرير للدكتور عبد الحفيظ المالكي نشر على الإنترنت يؤكد quot; أن النجاحات المتوالية لأجهزة الأمن السعودية أدت إلى تغيير إستراتيجية عمل القاعدة وإدخاله، تعديلات جوهرية على أسلوب عمله في المملكة .quot;

بدوره يؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله اللحيدان لـquot;إيلافquot; أن القاعدة بدأت في تطبيق المرحلة الثالثة من استراتيجياتها وذلك باستهداف الشخصيات البارزة في كبحها.

وأوضح أنهم بدءوا مرحلتهم الأولى برفع شعار أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ومن ثم انتقلوا إلى مرحلتهم الثانية هي استهداف المنشآت الاقتصادية والحيوية لدى السعودية. معتبراً أنه من الأرجح أن تكون المرحلة الثالثة لهم هو تلاشيها بشكل تام بعد أن كشفت عن أنيابها الحقيقية.

من ناحيتها تواصل الجهات الأمنية السعودية قيادة الحرب ضد الإرهاب بأكثر من وسيلة ناجعة خصوصا على مستوى المناصحة والتأكيد على أن أبواب الوطن مشرعة مفتوحة للتائبين، ووفق برامج يتم دعمهم، ورعايتهم، وغلق منافذ احتمالات العودة والتغرير بهم مرة أخرى، وهي سياسة أثمرت كثيراً وكانت من أهم الأسباب التي يرى المراقبون أنها أجبرت تنظيم القاعدة على أكثر من تغيير في منهجيته مثل استهداف القيادات وبدء العمل على تكوين quot;نساء القاعدة quot; في السعودية.