برلمان كردستان يعلن توحيد وزارات البيشمركة والداخلية والمالية
المالكي: البعث والقاعدة فجرا 7 مفخخات اليوم لاثارة فتنة طائفية

أسامة مهدي من لندن: حمل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حزب البعث المنحل وتنظيم القاعدة مسؤولية تفجير 7 مفخخات في بغداد اليوم من اجل اثارة الفتنة الطائفية مما ادى الى مصرع واصابة حوالي 200 عراقيا في يوم وصف بالاسود أعاد الى العاصمة رعب التفجيرات التي شهدتها خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة ومن جهته دعا مجلس الرئاسة القوات المسلحة و الأجهزة الامنية الى تطوير أداءها وتوسيع عملياتها ضد العناصر التي وصفها بالإجرامية.. بينما قرر برلمان اقليم كردستان اليوم توحيد وزارات الداخلية والبيشمركة والمالية للحزبين الكرديين الرئيسيين في حكومة الاقليم ومنح الثقة لوزرائها.

وقال المالكي ان quot;أزلام النظام المقبور وبالتعاون مع تنظيم القاعدة الارهابيquot; زرعوا الموت والدمار في مناطق من مدينة بغداد بتفجير سبع سيارات مفخخة أودت بحياة العشرات من المدنيين الابرياء. واضاف ان تفجير السيارات السبع هي هدية حزب البعث المقبور في ذكرى مولده المشؤوم للشعب العراقي (7 نيسان 1947) وهي تكرار للجرائم التي تحدث في كل عام في هذه المناسبة المشؤومة.
واضاف ان هذه quot;التفجيرات الاجراميةquot; تكشف عن مدى دموية وحقد هذا الحزب بحق أبناء الشعب العراقي الذي عانى من المآسي والدمار على مدى خمسة وثلاثين عاما من الحكم الدكتاتوري كما قال في بيان صحافي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot;. وشار الى ان quot;مرتكبي هذه الجرائم البشعة الذين يحاولون إثارة الفتنة الطائفية وإشاعة عدم الاستقرار لن يفلتوا من قبضة العدالة وسينالون جزاءهم الذي يستحقونه عاجلا أم آجلاquot;.

ويأتي اتهام المالكي لحزب البعث المنل في وقت انطلقت فيه مؤخرا دعوات لدمجه بعملية المصالحة الوطنية. وقد قتل 34 شخصا واصيب حوالى 150 اخرين بجروح في سلسلة انفجارت ضربت مناطق متفرقة في بغداد وضواحيها واعادت الى الاذهان اياما سوداء عاشتها خلال سنوات العنف الاعمى.

ومن جهته بحث مجلس الرئاسة المكون من رئيس الجمهورية جلال طالباني ونائباه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي انهيار الوضع الامني اليوم. وفي تصريح صحافي مشترك عقب انتهاء الاجتماع اكد طالباني ان مجلس الرئاسة يشعر بالقلق الشديد تجاه هذه التطورات. وشدد على ضرورة قيام الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة باتخاذ إجراءات سريعة وكافية للحيلولة دون حصول تدهور أمني في البلاد. وقال ان quot;مجلس الرئاسة يشعر بالقلق الشديد نتيجة معلومات امنية دقيقة وموثقة وصلته من الاجهزة الامنية و التي تفيد بان تنظيم القاعدة الارهابي يخطط لتكثيف فعالياته ضد الأخوة من قيادات الحزب الإسلامي وتسعى الى اغتيال الرؤوس البارزة للحزب الاسلامي و كوادرهquot;، مضيفا quot;نحن نعرب عن غضبنا وإستنكارنا لهذه الجرائم التي ارتكبت و كذلك للحوادث الإجرامية التي تستهدف قيادات الحزب الإسلامي الذي هو ركن اساسي في حكومة الوحدة الوطنية و نائب الرئيس الأستاذ طارق الهاشمي يمثله في مجلس الرئاسةquot;.

ودعا الرئيس طالباني ابناء الشعب العراقي quot;الى التعاون مع الاجهزة الامنية لاحباط المحاولات الاجرامية مؤكدا الى ان هذه المحاولات تستهدف اشعال الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب العراقيquot;. واضاف quot;نحذر الجميع وندعو العراقيين جميعا الى تعزيز الوحدة الوطنية ووحدة الصف و التصدي لأي محاولة لاشعال فتنة طائفية في العراقquot;.

من جانبه أكد الهاشمي ان المحاولات الارهابية تهدف الى جر البلاد الى فتنة طائفية جديدة مضيفا quot;من الضروري أن يسمي مجلس الرئاسة الأشياء بمسمياتها وأن يحذر المواطنين ويناشد القوات المسلحة و الأجهزة الامنية بان تعمل على تطوير أداءها و توسيع عملياتها ضد العناصر الإجرامية و في نفس الوقت تحمي المواطن العادي من أعمال قد تستهدفه من خلالها هذه العناصر الإجراميةquot;. وشدد على قلق مجلس الرئاسة الشديد على ما حصل، مشيرا الى انه quot;يقتضي بعد هذه السنوات ان يكون الاداء الامني اداءا رفيع المستوى يتناسب مع حجم التحديات الموجودة اليوم ويفترض ان تكون كل شوارع بغداد مغطاة بالكاميرات وبأجهزة الإرصاد و بمخبرين سريين وغير ذلكquot;. وعبر عن استغراب مجلس الرئاسة لهذه الخروقات الأمنية التي تحصل بهذه الكثافة في هذا اليوم وشدد على ضرورة ان quot;تقف كافة الاجهزة الامنية و وزارة الدفاع و القوات المسلحة وقفة جدية لايقاف كل هذه الهجمات على عجل و ضمان أمن المواطنquot;.

و قد اصدر مجلس الرئاسة بيانا حول التفجيرات التي شهدتها بغداد اليوم قال فيه :

quot;بسم الله الرحمن الرحيم
يتابع مجلس الرئاسة بقلق التفجيرات التي حصلت في بغداد هذا اليوم و هو اذ يعبر عن استنكاره وغضبه على الجهات المجرمة التي تقف وراء ذلك، يطالب القوات المسلحة و الاجهزة الامنية كافة بتكثيف جهودها و تطوير ادائها لقطع الطريق امام الجهات الارهابية و المغرضة التي تحاول العودة بالاوضاع الامنية الى ما كانت عليه في الماضي. كما يناشد المواطنين كافة التعاون مع الاجهزة الامنية و يحذرهم من مغبة الانجرار وراء مشاريع مشبوهة تستهدف اشعال فتنة طائفية من جديدquot;.

وقالت مصادر امنية ان 12 شخصا على الاقل قتلوا واصيب 23 اخرون بانفجار سيارتين مفخختين في منطقة ام المعالف الشيعية المخصصة للمواشي في غرب بغداد. وفي الحسينية (شمال) قتل اربعة اشخاص واصيب عشرون اخرون بجروح بانفجار سيارة مفخخة بالقرب من سوق شعبية. وفي مدينة الصدر اوضحت المصادر ان quot;عشرة اشخاص قتلوا بينهم امرأتان واصيب 65 اخرون بينهم اطفال ونساء بانفجار سيارة مفخخة في سوق العريبي الشعبيةquot; في مدينة الصدر معقل التيار الصدري في شرق بغداد.

وفي منطقة العلاوي الشعبية الفقيرة في ناحية الكرخ (غرب دجلة) قالت مصادر الشرطة ان quot;ستة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب 25 اخرون بانفجار سيارة مفخخة كانت متوقفة عند السابعة صباحا. واضافت ان غالبية القتلى من العمال المياومين الذين يصطفون على قارعة الطريق بانتظار عمل ما. وفي بغداد الجديدة (شرق) استهدفت سيارة مفخخة موكب معاون مدير الامن الداخلي برتبة عميد لدى مرورها في منطقة النعيرية، ما اسفر عن مقتل احد مرافقيه وشخص اخر واصابة ستة اشخاص بجروح.

وكانت بغداد وبعض المناطق شهدت الشهر الماضي اربعة تفجيرات دامية كان اخرها في السادس والعشرين من الشهر الماضي عندما قتل عشرون شخصا واصيب نحو 38 اخرين بجروح بينهم نساء واطفال بانفجار سيارة مفخخة في شارع رئيسي في منطقة الشعب شمال شرق بغداد. كما قتل 27 شخصا على الاقل واصيب نحو خمسين اخرين في 23 الشهر بتفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف عزاء في بلدة جلولاء في محافظة ديالى شمال شرق بغداد. وفي العاشر من الشهر نفسه قتل 33 شخصا واصيب العشرات في تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف لجنة للمصالحة الوطنية تضم زعماء عشائر وضباط من الجيش والشرطة في منطقة ابو غريب، غرب بغداد.

وكان 28 عراقيا غالبيتهم من عناصر الشرطة او المتطوعين لقوا مصرعهم واصيب 58 اخرون بجروح في هجوم انتحاري استهدف اكاديمية الشرطة في شارع فلسطين شرق بغداد في الثامن من الشهر الماضي.

برلمان كردستان يعلن توحيد وزارات البيشمركة والداخلية والمالية

اعلن برلمان اقليم كردستان العراق اليوم توحيد وزارات البيشمركة والمالية والداخلية لسلطتي الاتاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني كما منح ثقته لهم ولنائب رئيس الوزراء الجديد. وعقد البرلمان اليوم جلسة خاصة في مدينة اربيل (230 كم شمال بغداد) عاصمة الاقليم بحضور نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الاقليم حيث تم فيها الاعلان عن توحيد الوزارات الثلاث المالية والداخلية والبيشمركه ومنح الثقة لنائب رئيس مجلس الوزراء عماد احمد ووزراء الوزارات الثلاث.

وفي كلمة له قال عدنان المفتي رئيس البرلمان quot;إننا اوفينا بالوعد الذي قطعناه على انفسنا لتوحيد الوزارات الثلاثquot;. ومن جهته قال نجيرفان quot;ان حرص البرلمان والحاحه المستمر شجعنا على الاسراع في توحيد الوزارات التي لم تتوحد بعدquot;. وتحدث عن اولويلات حكومته قائلا quot;ان بناء الثقة تصدر هذه الاولوياتquot; وأكد ان من مهام الحكومة وضع استراتيجية لتنمية العلاقات بين الاقليم والدول المجاورة من جهة والاقليم والحكومة الفيدرالية في بغداد من جهة اخرى. واشار الى ان هذه العلاقات قد وصلت الى مستوى جيد وعبر عن تفاؤله بتطويرها اكثر. واضاف quot;اننا نجري محادثات مستمرة مع بغداد حول المسائل العالقة للتوصل الى حلولquot;. وفيما يتعلق بالعقود النفطية مع الشركات الاجنبية والتي ترفضها حكومة بغداد قال نيجيرفان بارزاني ان هذه العقود قد ابرمت بشكل قانوني وشفاف وسيتم نشرها على المواقع الالكترونية وهي تندرج ضمن اطار الدستور واضاف quot;اننا التجأنا في هذا الشأن الى جهة دولية وقد أكدت ان العقود دستوريةquot;. وبخصوص ملف الفساد اعلن بارزاني ان حكومة الاقليم قد ابرمت عقدا مع شركة اميركية لتشخيص جوانبه واضاف quot;اننا في تنسيق متواصل مع رئاسة البرلمان لتشكيل هئية للنزاهة وتفعيل عمل ديوان الرقابة الماليةquot;.

ثم اقترح اسماء المرشحين لمنصب نائب رئيس مجلس الوزراء والوزارات الثلاث كما يلي :
عماد احمد سيفور لمنصب نائب رئيس مجلس الوزراء.
جعفر مصطفى لمنصب وزير البيشمركه.
عبدالكريم سلطان سنجاري لمنصب وزير الداخلية.

اما بخصوص منصب وزير المالية فقد عزا بارزاني تأجيل الاعلان عن توحيد وزارة المالية الى غياب سركيس آغا جان وزير الاقليم لشؤون المالية بسبب المرض. ثم عرض رئيس البرلمان الاسماء المرشحة للمناصب الوزارية حيث نال جميعهم الثقة بالاجماع وتلوا القسم أمام رئيس مجلس الوزراء والبرلمان. وبعد الاعلان عن توحيد الوزارات عقد رئيس برلمان كردستان ورئيس الحكومة مؤتمرا صحافيا. اشار خلاله رئيس البرلمان الى أهمية توحيد الوزرات المتبقية بعد ان تم توحيد الادارتين في الاقليم عام 2007 واوضح قائلا quot;لكن بسبب وجود مشاكل داخلية عالقة تأخر توحيد هذه الوزارات الثلاث واضاف quot;ان توحيد هذه الوزارات كان بحاجة الى تطبيع الاوضاع واعادة الثقة بين الاطراف وقد جرت مناقشات كثيرة حول هذا الموضوع اضافة الى ذلك، فقد استقال كل من نائب رئيس حكومة الاقليم ووزير الداخلية من منصبهما ولملء فراغ هذه المناصب كان لابد ان يتم ترشيح نائب لرئيس الحكومة ووزراء جدد لينمحوا ثقة البرلمانquot;.

وفي رده على سؤال دعا نيجيرفان بارزاني الاعلام الحر في الاقليم الى عدم تشويه الحقائق وقال:quot;اننا بحاجة الى وجود اعلام حر يساعد الحكومة في مواجهة وازالة ظواهر الفساد في الاقليمquot;. واشار الى تطوير علاقات اقليم كردستان مع دول الجوار والدول الاوروبية وعبرعن تفاؤله بهذا الخصوص، وقال quot;ان الاستقبال الذي تحظى به الوفود الرسمية لاقليم كوردستان في الخارج خير دليل على ايلاء اهتمام تلك الدول بتطوير علاقاتها مع الاقليمquot;.