نكتة... لا تضحك أحدا


تحقيق جازية روابحي: في ظل تراجع المقروئية لدى الكبار في الجزائر الألفية الثالثة يبدو الحديث عن أدب الطفل أشبه بنكتة quot; بايخة quot; لا تضحك أحدا... فمن خلال هذا التحقيق أدردنا إثبات هذه الحقبقة المؤسفة إذ إلتقينا بعدد من مسؤولي دور النشر الجزائرية الذين أجمعوا على تدني المقروئية لدى الطفل الجزائري إلى ما دون الحدود الدنيا كما حملوا الوصاية ممثلة وزارة الثقافة مسؤولية هذا الواقع البئيس.

رابح خدوسي : مدير quot;دار الحضارة للنشر والتوزيع quot;:

نسبة المقروئية لدى الطفل في الجزائر شبه غائبة

يجزم مدير دارالنشر quot; دار الحضارة quot; التي تعتبر رائدة في مجال كتاب الطفل أن نسبة المقروئية لدى الطفل الجزائري قليلة جدا أو شبه غائبة مرجعا سبب ذلك إلى : عدم وضع خطة إستراتيجية خاصة بالثقافة عامة وبثقافة الطفل خاصة تليها نظرة المجتمع لدى الطفل فهو حسب خدوسي عنصر مستهلك أكثر مما هو منتج وبالتالي لا تعطى له العوامل الأساسية لتنمية مهارته وذوقه ووجدانه مضيفا على أنه ما يعطى للطفل في هذا المجال يبقى قليل جدا متأسفا على كون هذا القليل لا يقرا بالمقيلس المستحب كما لم ينس الجانب المدرسي الذي حسبه لا يعمل على تكوين شخصية الطفل ولا وجدانه معتبرا إياه يعمل فقط على تعليم المواد الجافة لتقدم له في الأخير شهادة وليس شخصية ومنه فهويرى بأن المدرسة الجزائرية قد فرطت كثيرا في دفع الطفل الجزائري إلى الإعتياد على فعل المطالعة أو القراءة حيث أكد على أن المدرسة تركز على الكتاب الواحد مما يجعل الطفل قال الروائي محصورا في جانب واحد، كتاب واحد ناتج أشار خدوسي إلى عدم الإهتمام بالمكتبات المدرسية، حيث وبحكم أنه مارس مهنة التعليم فهو كشف على أن كثير من المدارس الجزائرية تشكوا مكتباتها من نقص فادح في كتاب الطفل.

لا يوجد تنسيق بين وزارة التربية الجزائرية والدور المختصة

و فيما يخص دور وزارة التربية الجزائرية في تنمية هذا السلوك الحضاري لدى الطفل و دعمها له فقال الكاتب رابح خدوسي: أن لثقافة الطفل وأدب الطفل في المنظومة التربوية هو ناقصا جدا مؤكدا أنه من حيث المنهاج فهي تقدم كتاب وأدباء أغلبهم من خارج الجزائر موجها في نفس السيلق نداءا إلى كل المشرفين على تأليف الكتاب المدرسي الجزائري بأن يهتموا بالكتاب الجزائري حتى لا يكون غريب عن الأطفال الجزائريين ، وأضاف صاحب دار quot; الحضارة quot; أن قليل جدا من الكتاب الجزائريين الذين ترد أسماءهم في الكتاب المدرسي إلى جانب قال خدوسي إن هذه الكتب لا تنمي أدني ذوق لدى التلميذ و عن إحتمال وجود أي مبادرات بين وزارة التربية وبعض دور النشر الختصة بكتاب الطفل أكد الناشر أنه لا يوجد أي مبادرة بين أي دار وبين هذه الجهة الوصية التي تعتبر فعالة للدفع بهذا السلوك الحضاري إلى التطور، وفي نفس السياق تحدث خدوسي عن وزارة الثقافة الجزائرية التي أكد أن لها دور كبير في تكوين الطفل المثقف متأسفا عن إنشغالها بالجوانب الإدارية بنسبة 90بالمائة مما أشار جعل الجوانب الأخرى تنحصر في 10بالمائة ومنه إنعكس كل ذلك سلبا قال خدوسي على واقع أدب الطفل في الجزائر.

رعاية كتاب الطفل في الجزائر...غائبة
وعن رقابة كتاب الطفل في الجزائر قال الناشر رابح خدوسي إنه لا توجد رعاية الكتاب فكل ناشر لديه الحق في أن ينشر ما أراد... دون مراعات المقاييس المطلوبة مؤكدا بالرغم من أن الكتابة للصغار أصعب من غيرهم بإعتبار أنها تتطلب عناصر كثيرة يجب إستقاءها من عالم مجال الطفل والتربية إضافة إلى أشار خدوسي إلى ضرورة التحكم في أدوات اللغة متأسفا على غياب المتابعة من طرف الجهات الوصية للبحث في هذه المسائل والتي قال بشأنها خدوسي تعتبر هذه التجاوزات حرية للتعبيرالموجودة في هذا المجال وتأسفه أيضا تجاه غياب نصوص قانونية تضع حدا لمثل هذه التصرفات التي وصفها بالديمقراطية غير المسؤولة التي سمحت حسب الناشر إلى فتح السوق لكل من هب ودب مطالبا بضرورة أن تكون هناك لجنة وطنية لمتابعة مايصدر للأطفال مشددا على أن الإنحرافات اللغوية والفكرية التي نصادفها من حين لآخر في بعض الكتب التي يراعى فيها الجانب التجاري التي عادة ما تشمل الناشرين الذين يؤتون ببعض القصص التي قال خدوسي بأنهم لا يذكرون فيها إسم المؤلف و لا رقم الإداع أضافة إلى سعرها الرخيص تدعو إلى القلق.

عبد الحليم صالحي مدير العام لدار النشر والتوزيع quot;المكتبة الخضراءquot;:
... موجود ولكنه غير مؤطر

يرى المدير العام quot; للمكتبة الخضراءquot; و المختصة في كتاب الطفل عبد الحليم صالحي: إن أدب الطفل في الجزائر موجود ولكنه غير مؤطرا من طرف وزارة الثقافة ولا من طرف وزارة التربية خاصة وأن هذا الجانب يحتاج إلى تكاثف الجهود سواء من الجهتين وذلك لضمان إقبال الطفل على إقتناء الكتاب سيما وأن هذا السلوك يحتاج إلى مشاركة عدة عوامل منها المادية أو المعنوية والبشرية فهو عمل لاتقوم به دور نشر لوحدها فقط بل لابد من تدخل الوزارتين لاجل تحسين مستوى الكتاب من كل الجوانب وهذا كحافز يجل الطفل يقبل على شراء الكتاب ومنه تحقيق ما يسمى بالقارىء الطفل في الجزائر، فوزارة الثقافة حبذ أن تضع مخططا على مدى 5 سنوات تمكن من خلاله الناشر الجزائري على كسب أكبر قدر من الخبرة في هذا المجال خاصة وأنه لا يوجد ما يزيد عن 60 دار للنشر إضافة إلى تأهيل وتكوين دور النشر الجزائرية من خلال معارض دولية تسمح بأن يكون هناك إحتكاك مع دور نشر أجنبية نستفيد من تجاربهم مما يجعلنا نحسن مستوى كتبنا الموجه إلى القارىء الطفل لأننا نحن في الجزائر نظرتنا ضيق إلى هذا المجال على عكس دور النشر الأجنبية وأما من جانب وزارة التربية فلابد هي الأخرى أن تأطر هذا السلوك الحضاري لدي الطفل وذلك عن طريق برمجتها لحصة المطالعة وكذا إعطائها أهمية كبيرة فمثلا : كأن تطالب في برنامج منظومتها التربوي مطالبة كل أستاذ التلميد بمطالعة كتاب وكذا تلخيصه وهذا في نظري يسمح بخلق حركة في مجال للكتاب. بالإضافة إلى أن أدب الطفل في الجزائر حاله مثل حال النشر عامة فهو سلوك جديد خاصة وأن دور النشر الجزائرية القديمة لا يتعدى عمرها 20 سنة و لاكن هذه المدة الوجيزة والتي خلالها بدات دور النشر الجزائرية تلعب دورا متميزا بدأ أدب الطفل هو الأخر يتطور ما يوحي بالتفاءل مستقبلا، كما يأتي دور الأستاذ كذلك أو دور المدرسة الجزائرية التي من المفروض أنها هي التي توجه الطفل وتحبب فيه هذا السلوك.

بعض دور النشر لها غرض تجاري فقط
ويواصل محادثنا يقول هناك بعض الدور من لها غرض تجاري محض quot; الربح quot; وذلك في ظل غياب الرقابة لانه من المفروض أن هناك مقاييس نعتمدها نحن بإعتبار أننا دار نشر معتمدة من طرف وزارة الثقافة من بين المقاييس : عنوان الكتاب وإسم المؤلف وإسم الدار ورقم الإداع فهناك من لا يعتمد هذه المقاييس وهو موجود في السوق في ظل غياب رقابة وزارة الثقافة ومنه فلابد من وجود أجهزة رقابة مفوض من طرف السلطات تراقب الكتب في السوق ومن المفروض أن الكتب التي لا تحتوي على المقاييس المطلوب تسحب من السوق إضافة إلى كون هذه الكتب ليس لها أي هوية فهي في كثير من الأحيان تعتمد على قصص عالمية أكل عليها الظهر وشرب فكثير مايعتمد هؤلاء على الغلاف الذي عادة ما يعتميدون فيه على الألوان التي تجلب الطفل إليها وكذا السعر الرخيص مما يدفع بالطفل إلى إقتناء هذه القصة.

وزرة التربية مسؤولة عما يحدث
ويضيف مدير المكتبة الخضراء أنا مع عملية إستراد كتاب الطفل فيه صفة إيجابية هي أنه متنوع فيه عدة جوانب ولاكن أغلبية الكتب التي تدخل الوطن هي كتب أكل عليها الدهر وشرب quot; قديمة quot; وفيه كتب جديدة ولكنها ذات أسعار جد مرتفعة واليوم نجد دورنا الجزائرية تقدم أسعار جد إقتصادية ذات نوعية لبأس بها تحتاج فقط إلى مساعدة الجهات الرسمية فإلى غاية اليوم لا توجد اي مبادرة من طرف وزارة التربية الجزائرية لأجل ترقية كتاب الطفل فبإعتبار أن المطالعة هي عامل من عوامل التربية فهي إدن معنية بالدرجة الأولى عنما هو يحدث للكتاب في الجزائر اليوم فهي ثمتل محرك الكتاب فقط لو تضع برنامج للكتاب متكامل من خلال مدريات ومدري المدارس والمعلمين وذلك بدفع التلميذ إلى إقتناء كتاب ينمي في روحه حب القراءة والمطالعة لا أصبح في الجزائر ما يعرف بالطفل المثقف والقارىء.

ممثلة عن دار quot;داليمان للنشرquot; : المقروئية لدى الطفل في تحسن

كما أشادت الممثلة عن دار داليما لنشر بالمقروئية لدى الطفل في الجزائر التى ترى بأنها في تحسن مستمر، مشيرة إلى أن أدب الطفل هو حديث مثله مثل دور النشرالموجودة في هذا المجال، كما عبرت ممثلة دار quot; داليمان quot; عن تفاءلها بالنجلحلت التي تحققها الدار من أجل دفع الطفل الجزائري إلى إقتناء الكتاب الجيد مشيرة بأن quot; داليمان quot; تحقق هذه الفعل مستدلة في ذلك بالمبيعات التي تحققها، وتحدثت الممثلة أيضا عن الأفكار التي تحملها الدار والتي أكدت على أنها تربوية تنموية ، وتعتبر هذه الدار من بين الدور التي تكتب مجموعة من عناوينها باللغة الفرنسية وعن سؤال حول مدى إقبال الطفل الجزائري على إقتناء هذه الكتب أكدت أن قيمة المبيعات المسجلة باللغة الفرنسية تضم نسبة معتبرة من القراء الأطفال مشيرة إلى ان تنوع اللغات بما فيها الفرنسية أو الإنجليزية يسمح ويدفع إلى تثقيف الطفل الجزائري وكذا إنفتاحه على اللغات و الثقافات الأخرى.

نائب مدير الكتاب بوزارة الثقافة الجزائرية يطمئن
طمأن ياسر عرفات قانا نائب مدير الكتاب بوزارة الثقافة الجزائرية مدراء دور النشر الجزائريين الذين يشكون من وجود بعض الدور التي تعتمد طرق غير شرعية لنشر وبيع الكتاب عامة بأن وزارة الثقافة بالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة وكذا عدة جهات أخرى كوزارة العدل والجمارك والشرطة ستعتمد مشروع جديد تم الإتفاق عليه شهر نوفمبر الماضي يعمل على ظبط كل التجاوزات الحاصلة في سوق الكتاب الجزائري مؤكدا في نفس السياق ان تؤخر هذا المشروع الذي يعلق عليه الناشرين المعتمدين من طرف الوزارة أمالا كبيرة يعود إلى بعض الإجراءات التنظيمية التي لم تنفذ لحد الآن. وأما بخصوص وجود بعض الكتب التي لا تنمي السلوك الإيجابي لدى الطفل في السوق فصرح قانا بأن وزارة الثقافة بصدد الشروع في فكرة إنشاء جهاز وطني يحمل إسم quot; المرصد الوطني للكتاب quot; والي قال نائب مدير الكتاب في وزارة الثقافة أنه سيعمل على متابعة هذا الفعل وكذا هؤلاء الناشرين مشيرا على أن هذا الجهاز سيعمل على تقديم أراء و إقتراحات ليصل إلى وضع سياسة وطنية للكتاب.
وعن مشاريع وزارة الثقافة و وزارة التربية لأجل إنشاء ما يسمى بالطفل القارىء أشارياسر عرفات قانا بأنه كانت هناك إتفاقية بين الوزارتين تتمثل في إنشاء مكتبات مدرسية نموذجية في المدارس ولكنها توقفت نظرا للتغيرات التي تشهدها وزارة الثقافة والمثمتلة في غعادة هيكلتها، كما تحدث قانا عن السلسلة التي أصدرتها وزارة الثقافة مؤخرا بفكرة من مديرة الأداب والفنون السابقة ربيعة جلطي مشيرا أنه تضم شخصيات تغاريخية أبرزها الأمير عبد القادر كما ذكر أن الهدف من خلال السلسة هو التعريف ببعض الشخصيات التاريخية مؤكدا في نفس الحديث على انه وزعت في كل المؤسسات التربوية بالمجان.