لا أستطيع الإقامة إلا في قصائدي

من أمستردام- صالح حسن فارس: quot;لا أستطيع الإقامة إلا في قصائدي quot; هذه الجملة الشعرية المقتبسة من قصيدة (بلا مأوى) للشاعر الهولندي المعروف ( يان ياكوب سلاورهوف 1898-1936)* أختيرت لتكون هذا العام عنواناً لجولة شعرية تطوف ثلاث مدن لأربع شعراء من أصول مختلفة يقيمون في هولندا وبلجيكا. سيشارك في هذه الفعالية كلٌ من الشعراء: شعلان شريف (العراق-هولندا)، فينوس فائق (العراق- هولندا)، نفيس نيا (إيران ndash; هولندا)، جميلة أمادو (المغرب ndash; بلجيكا). إضافة إلى ثلاثة شعراء آخرين من المدن المضيفة تقتصر مشاركاتهم على الأمسية التي تقام في مدنهم.

تبدأ الجولة الشعرية من مدينة أنتوورب البلجيكية الناطقة باللغة الهولندية، حيث ستشهد قاعة المركز الثقافي العالمي زاودر بيرس هاوس (Zuiderpershuis) مساء يوم الأربعاء السابع عشر من الشهر الجاري قراءات شعرية ومعزوفات موسيقية. إلى جانب الشعراء الأربعة ستشارك من مدينة أنتوورب الشاعرة المغربية الأصل (رشيدة لمرابط). أما الموسيقى فستكون من عزف الفنانين ديرك ده لات وتامر كايا. سيقدم الأمسية الفنان البلجيكي فيتالسكي والذي يلقب بعمدة أنتوورب الليلي.

في المساء التالي (الثامن عشر من الشهر الجاري) سينتقل الشعراء الأربعة إلى العاصمة البلجيكية بروكسل. ففي قاعة باسا بورتا (Passa Porta) ستكون هناك قراءات شعرية وموسيقى. وسيشارك الشاعر علي واوترس من مدينة بروكسل في الأمسية الشعرية. بينما سيتكفل عازف الإيقاع بارت ماريس وعازف الجلو لود فيركامبت بموسقة المساء. مدينة روتردام الهولندية ستكون آخر المحطات. وستنظم الأمسية هناك مؤسسة بيت الآداب Letterenhuis.

ومن الجدير بالذكر أن هذه هي الدورة الثانية (للمنصة الجوالة) ففي العام الماضي أقيمت الفعالية في خمس مدن هي أنتوورب، بروكسل، روتردام، أمستردام وخروننغن. ومن المفارقة أن مدينة أمستردام وهي صاحبة المبادرة اساساً لم تتمكن هذا العام لأسباب مالية من احتضان هذه الفعالية. وقد كانت الدورة الأولى التي شارك فيها ثلاثة شعراء عراقيين (روضان الخالدي، موفق السواد وشعلان شريف) قد اتخذت من عبارة (الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة) عنواناً لها وهي العبارة القانونية المستخدمة في أداء القسم أمام المحاكم. وقد كانت الجهة المبادرة لتأسيس هذه الفعالية هي مؤسسة القبعة الحمراء (De Rode Hoed) وهي منظمة ثقافية مشهورة تختص بتنظيم النشاطات الأدبية والندوات الفكرية والسياسية. وتتخذ هذه المنظمة مقراً لها في أمستردام من بناية تاريخية عريقة كانت في الأساس مصنعاً للقبعات ثم اتخذت منذ 1629 كنيسة سرية لأحد المذاهب البروتستانية الذي كان محظوراً آنذاك. واشتهر هذا المبنى بعد اختياره كموقع لتصوير وبث عدد من البرامج التلفزيونية الحوارية.

وتأمل مؤسسة القبعة الحمراء ومؤسسة الماراثون الشعري في خروننغن (شمال هولندا) باستكمال هذه الجولة الشعرية في أيلول سبتمبر القادم.


بلا مأوى

يان ياكوب سلاورهوف
ترجمها عن الهولندية: شعلان شريف

لا أستطيع الإقامة إلا في قصائدي
لم أجد أبداً مأوىً في مكان آخر
موقد الغرفة لم يستهوني يوماً
أما الخيمة فتطير مع الريح

لا أستطيع الإقامة إلا في قصائدي
ما دمتُ أعرف أني لن أهنأ يوماً
وإن وجدتُ مستقراً لي في البرية،
أو بين المروج، في المدينة أو في الغابة

سيأتي الوقت، وإن طال الانتظار،
في ليلةٍ ما، ستنهار قواي
عبثاً سأتوسل من أجل كلمات رقيقة،
كنت في ما مضى أشيد منها بيتاً،
لن يكون بوسع الأرض إلا أن تحتضنّي
وسأنحني صوب قبري إذ ينفتح في الظلام.