رجينا صنيفر ألقت السلاح ورفعت راية الأمل

اندريه مهاوج من باريس: صدر عن دار quot;لاتولييهquot; الفرنسية كتاب للصحافية اللبنانية رجينا صنيفر بعنوان quot;لقد القيت السلاح. امراة في خضم الحرب اللبنانيةquot; يحكي التجربة الشخصية للكاتبة خلال سنوات الحرب الأهلية في لبنان. وخلافا لما قد يبدو للوهلة الأولى، فإن الكتاب الصادر باللغة الفرنسية ليس مجرد تأملات أو وجدانيات امراة دفعها شعورها المرهف وشفافية أحاسيسها الفتية - وهي في الثانية عشرة عندما اندلعت الحرب - إلى تخيل ما قد تكون عليه الفظاعة البشرية.
رجينا صنيفر تروى حكايات من الواقع وأحداثا عايشتها وتفاعلت فيها حتى أصبح كتابها شهادة عن تاريخ حقبة من حياة جيلين على الأقل من شعب لبنان بكل فئاته. وكلما طوى القارئ صفحة من صفحات الكتاب الـ192، طوى صفحة من حياة شعب على مدى 15 سنة من دون ان يطوي تداعياتها التي لا تزال تتحكم حتى اليوم بالأحداث السياسية والامنية وبتفاصيل الحياة اليومية لشعب باكمله.
في عام 1980، قررت رجينا صنيفر وكانت في السابعة عشرة من العمر الانخراط في صفوف القوات اللبنانية لتدافع عن quot;لبنانهاquot; ولكن الفخ سرعان ما أطبق على هذه المارونية الشابة بعدما كرست الحرب دوامة العنف وادت الى انهيار القيم وانخرطت القوات اللبنانية مثل باق الميليشيات المسلحة في سبق نحو السيطرة على البلاد وعلى الفئات الشعبية فيها. وسرعان ما تفتحت اعين المراهقة على الحقيقة المرة البعيدة كل البعد عن المثاليات والقيم التي انخرطت من اجل الدفاع عنها في الميليشيا المسيحية.
وهذا ما شكل الدافع للكاتبة لتضع مسيرتها الذاتية بين أيدي القراء من طفولتها السعيدة الى انخراطها في جهاز الترويج الاعلامي الحزبي الى مشاركتها في تاسيس محطة التلفزة quot;ال.بي.سيquot; لكي تكون ناطقة باسم القوات اللبنانية.
وفي هذا الكتاب وهو الثاني لها، تعود رجينا صنيفر الى الحذاقة السياسية مرورا بالذين تم زجهم في السجون وصولا الى انهيار الاوهام الايديولوجية وانتهاء بمصير المفقودين.
كتاب رجينا صنيفر الذي وطأ له الدكتور جوزف ميدع يسمح بفك الغاز المناورات التي ادت الى الحرب والاليات التي دفعت بمراهقة بعمر السابعة عشرة الى حمل السلاح والانخراط في صفوف مليشيا وهو يكشف عن اعمال وممارسات غير مقبولة ويحمل في الختام رسالة انفتاح وامل.

في دورته الجديدة: معرض الجزائر الدولي للكتاب لن يميز بين العارضين العرب والأجانب

من الجزائر جازية روابحي: تحتضن الجزائر تحت شعار quot;الكتابة والتحررquot; الدورة الحادية عشر لمعرض الجزائر الدولي للكتاب الذي تنطلق فعالياته في 30 أكتوبر تشرين الأول لتنتهي في 11 من شهر نوفمبر تشرين الثاني بحضور جاك فيرجيس لأول مرة إلى الجزائر ..
أهم ما يميز المعرض الدولي للكتاب في طبعته الجديدة هذه السنة حرص المنظمون على عدم فصل العارضين الأجانب عن العرب بإنشاء فضاءات تجمع فيها كافة الدور المشاركة العربية و الأجنبية على حد سواء على غرار الطبعة الماضية التي خصت فيها الدور الأجنبية بفضاء خاص ميزه تنظيم لم يميز فضاء الدور العربية الأمر الذي أثار استياء العارضين العرب... ويتضمن البرنامج الثقافي المصاحب للدورة هذا العام بإعطاء المثقف الجزائري فرصة بروزه من خلال طرحه لعدة قضايا متعلقة براهن الثقافة الجزائرية التي تحمل عدة إشكاليات لابد من التعرض لها و مناقشتها يأتي هذا القرار بطلب من بعض رؤساء الجمعيات الثقافية الجزائرية بعدما لاحظوا في طبعات المعرض السابقة خروج نشاطاته الثقافية المتنوعة عن حدود معالم الثقافة الجزائرية إلى الأجنبية عامة و الفرنسية بصفة خاصة...
و أما قانونيا وضعت الجهة المنظمة قانونا داخليا جديدا يبسط للعارضين مشاركتهم في التظاهرة الثقافية فيما يخص الكتاب الديني خاصة طلب المنظمون أن يبعث كافة المشاركون بقوائم الكتب الدينية التي سيشاركون بها ذلك بهدف عرضها على وزارة الشؤون الدينية الجزائرية ليتم الإطلاع عليها مسبقا لتفادي جميع المشاكل التي قد تقع بين إدارة المعرض و العارض و كذا انتقاء الكتب الدينية المسموحة للعرض من الممنوعة... ففي الطبعة الماضية احتل الكتاب الديني المرتبة الأولى بين المبيعات، فلأجل مراقبة الكتب التي تم عرضها السنة الماضية قامت الجهة المنظمة للصالون بإعطاء وزارة الشؤون الدينية مهمة مراقبة كل الكتب حيث تم تشكيل لجنتان على مستوى الوزارة اختصت اللجنة الأولى في مراقبة المصاحف في حين تولت الثانية مراقبة بقية الكتب الدينية وذلك لضمان عدم وجود مطبوعات تحمل في داخلها أفكار متطرفة لاتخدم الصالح العام الجزائري ، فبعد كل هذه الإجراءات الصارمة تم خلال فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب سحب عدة كتب دينية من رفوف عدة دور عربية من بينها الجزائرية .
[email protected]