لم يكن جزءاً مني
بل كنت
أنتمي لحزبه
بسيطاً ويدوياً وأزرق ..
أعرقُ من أجله
أرفع قبضتي عن مقوده
بإرادتي
أمنحه صوتي المراهق
أمنحه ثقتي المطلقة!
يسير بي
وأسير به
كان أقرب الأشياء
إلي
ولم يكن جزءاً مني
صديقين كنا
نقطع الدروب وثمار التين
المعلقة ..
نستريح قبيل الحرب
ونغزو أفق المساء
بلهونا اللعين

* * *
يتعب معي
ويصر على العَدْو
إن عدوت في الهواء
لا يبدد أنفاسي
يراوح معي
تحت جسمي النحيل
المقاتل
الأعزل
المسافر
في خيالات النساء

* * *
كم مرة طلبنا quot;أثيناquot;
وكان يهمس في أذني:
لا تيئسْ
تذكر أين كنا
وسر
كي يليق بك العناء
أمضي بما تبقى من نفسْ
وأصرخ: لا تعلمني
حكمتي
أنا ابن الجبال ..
هذا التراب من عهد نوح
وهذا الحصى نجا
ذات يوم من الماء
لا بد أن نصل ..
يصمت قائلاً:
ادفع بثقلك نحو الأمام
ذات اليمين
وذات الشمال
وبين الحقيقة
بين الخيال
لا تدع موعداً محتملا
مزق رسالتها فوق الحشائش
لا تستسلم لرجائها
لا التردد يقبل الحب
ولا الحب يسمع النصائح
فاركض بخوفك
قرب حائط المدرسة
خذ وردة
ورمانة حمراء حامضة
والتصق بها
خذ قبلة ..
ألم أقل:
لا تدع موعداً محتملا
ولا هذي السوسنا

* * *
صار جزءاً مني
كأنه لم يكن ..
وصار بسكليتي
جففتُ عليه قميصي
مسحتُ مرآته
بمنديلها
قلت: اركبي، سيلمحنا الأعداء
لا مستحيل
في دربي
ولي جسد يخترق البعيد ..
في شفتي
عسل البساتين كلها
لا مستحيل
بين ساعدي الصغيرتين
اطمئني
ودعينا نباغت الزمنا
قالت: ستهرب عما قريب
إذا جاء أبي
وغنت لي مواويلها ..
بقيت سنيناً
أراوغ حبي
أتحدى تحديها الغبي
وإذا ما روت لي حكاية
لتوقعني بفخها
انشغلت أنا
بخفة دمها الحلبي
ودون أدري مضى زمن
وباغتنا
فها أربط العجلة
بمريولها!