وليام بليك: شاعر ومفكر ونحات إنجليزي 1757-1827
ترجمة: إيمان القحطاني

أنجبتني أمي في الجنوب الوحشي
وأنا اسود اللون، ولكن آه! روحي بيضاء
أبيض كالملاك، هو الطفل الإنجليزي،
ولكني اسود وكأني قد حرمت النور.

أمي علمتني تحت شجرة
ونحن جالسان أمام حرقة النهار
قربتني إلى حجرها وقبلتني
مشيرة إلى المشرق بدأت بالقول
quot;انظر إلى تلك الشمس المنبلجة، هناك عرش الإله،
حيث يمنح ضياءه،ودفئه ..
والأزهار و الأشجار والحيوانات والبشر يتلقون الراحة
في الصباح، و السرور بعد المغيب.

quot;ونحن ما خلقنا على هذه الأرض إلا لفسحة قصيرة،
فربما تعلمنا أن ندر إشعاعات الحب،
فهذه الأجساد السوداء وهذا الوجه الذي أحرقته الشمس
ليس إلا سحابة، وكمرج وارف.

quot;وحتى تتعلم أرواحنا كيف تتحمل الرمضاء،
هذه السحابة ستختفي، وسنسمع صوته مناديا:
quot;اصعدوا من هذا المرج، لكم محبتي وعنايتي،
واجتمعوا حول خيمتي الذهبية، كالخراف المبتهجةquot;

هكذا حدثتني أمي، كما قبلتني ..
وهكذا أقول للفتى الإنجليزي الصغير،
حينما أتحرر من السحابة السوداء وهو من البيضاء
ونجتمع حول عرش الإله كالشياه في انتشاء،

سأظلله من القيظ، حتى يطيق الانحناء جذلا على ركبتي أبانا،
حينها سأقف مربتا على شعره الفضي،
وساكون مثله، و حينها سيبادلني هو الحب.

من مجموعته الشعرية quot;songs of innocencequot;