شعر د. بدرخان السندي
ترجمة: بدل رفو المزوري
دجلة
كل شعراء بغداد
نظموا الشعر في دجلة
تغزلوا بها، ممتدحين اياها
ولكن!
ما من أحد سأل نفسه
من هي دجلة وابنة من تكون؟
واين ميلادها؟
فمنذ أربعين عاما
وأنا أصيغ السمع الى الشعراء
لا أحد في ذهنه السؤال..
ولم يدر مثل هذا السؤال
في خلد احدهم
يممت الوجه نحو منابع دجلة
وسألت الماء، قلت ل
دجلة:
يا دجلة.. ايتها المدللة المغناج
ايتها البهية، الرائعة
أي ماء فضي هذا الذي تسكبين
واحلك...جواهر ثمينة شا طئان
احدهما لآلئ... وثانيها مرجان
أيتها المسافرة، القادمة
ايتها الراحلة من صوب بعيد
اراك تخبئين تحت ثيابك
صورا.. لمدينة الجزيرة
و.. وان
وتحت حزامك
ثلمة قديمة من عمائم امراء بوتان
وشيوخ بيران..
يا دجلة الجمال
تسرين على خارطة وطن اسمه دلستان
الشعراء مبهورون بجمالك
لكنهم لائذون بالصمت
لا يذكرون شيئا عن منابت اصلك
اجابت.. وأ.. أخي
دعك من هذا
وليكن.. مايكون...
لا تذكرني...
فأنا مسافرة
بلا هوية ولا جواز سفر
والمكان الذي ولدت فيه
لا دائرة نفوس فيه
الحوانيت هناك لا تبيع الاقلام
الناس هناك
ممنوعون من القراءة والكتابة.
المصدر: اخترت هذه القصيدة من ديوان الشاعر quot;زيماريت جياى ـ نواح الجبلquot; والصادر عن مؤسسة سبي ريز للنشر \ دهوك
التعليقات