تموتُ البلادُ التي وَهَبتــْني الحياة.
ليس مثلَ شجرة ٍ تأكلـُها النار
ولا كوردة ٍ بينَ حجرين.
ليس مثلَ شمعة رخيــّة ٍ يغمرُها إعصارٌ
ولا كرضيع ٍ يــُلقى في الجــُبّ
ويختم ُ الجبّ عليه
وتــُلقى أمّه في جــُبّ آخر

***
تموتُ البلادُ التي وَهَبتــْني الفرح.
ليس مثلَ شاة ٍ فوق مذبح ِ الإله
ولا كزجاجة ٍ يهتكـُها حجرٌ أعمى
أو كقطرة ماء ٍ وحيدة في بحرٍ يغشاه ُ موج
مـِنْ فوقه موج.

***
تموتُ البلاد ُ التي وَهَبتــْني الأمل.
ليس مثلَ قلب ٍ محمول ٍ على الرماح
تـُطاف به الأرضُ وتـَحدو وراءه ُ سباياه
ولا كخاتم ِ فضة ٍ يغيبُ في النهر
أو كعنقود ِ عنب ٍ على شفاه الأطفال

***
تموتُ البلادُ التي وَهَبتــْني الحبّ.
ليس مثلَ كغريب ٍ تــُسعـّفُ يَداه إلى ظهرهِ
ويـُرمى به من أعلى القصر
أو تــُقطــّع ثـيابـُهُ ويـُرمى بها في تنور مسجّى
ثم لا يـَفتـقدُ غيابــَه أحد ٌ
ولا كحبة ِ رمل ٍ تضيع ُ في الرمال

***
تموتُ البلادُ التي كنتُ أظنـّها لا تموتُ
بينَ حـَجرِ الله ِ... وحـَجرِ الشيطان
دونَ أنْ.. يشبهَ موتــُها موتَ أحد.

سدني 14-08- 2006
www.atyaf.20m.com