يَحقُّ ليَ الآنَ
رثاؤكِ أنتِ
أيّتها الجبلُ قُدّامَ البحرِ
والريحِ لكنكِ لم تنزلي
البحرَ ولمْ تصعدي
الجبلَ ولمْ تناوئي
الريحَ
بلْ
كنتِ طوال الوقتِ
سَرابَ أطلسٍ حيرانٍ
واقفةً
تحتَ سُلّم الرغبات العصية
حين استجاب ربّ الأرباب
كانَ
رافَقْتُكِ الطريقَ إلى
الجنوبِ
في الجُمُعَات
عشنا
وقلنا نموت
معا
أو لا نعيش الحنين
صعبٌ
وها أنتِ ذا ترحلينَ سَبْتَاً
ونهارُ الأحد
صدقيني
لا أحد
أصعب النهارات
هذا البلد
لم يترك البحر لي أيّ مَحَجَّةٍ
ينذرني أقفلُ عائدا
يوم الخميس
ككلّ الخَميسات
وفي الطريق الموغل
نحو بيتنا المتداعي
يظلّ الفقراء يدعونكِ جَهْرَاً
فهلا جئتِ لهم ببعض
الرغيف انه الريف
يا صاحبتي
ناعم معدم
ويا بَنٍيَّ
ويا أهليَ
البعيدينَ
جدا جدا
هذا المساء
أغنية للخريف
أشعلُ شمعةً أُسَيّرُهَا
فراشةً للأطلس
على موج المحيط الهادر
وكأنها
كِنَايةٌ عن ماءِ دجلةَ المرحوم
وَغِيّنَا السادر المهموم
وخنجرها
أكاد ير
مغروزٌ على حائط منزلي
هدية الأمل المنجلي
فقم انهض تَعلّمْ حساب
الحروف من المَهْدِكَ
إلى اللّحْدِهَا
ذَههلتُ
ذهبتُ
تعلّمتُ
حرفينِ
وعُدتُ
فقلتُ
ميم يعني موت
ميم يعني ملاك
هذا المساء
ستمطر الدنيا
فَخْرَ النّدى
وسيدة النساء
كنايةً عن بحر
وموج وحريق
فيا أيها الرفيق
ترفق بي قليلا
فالليلُ صعبٌ
عليَّ وحدي
فلا وجه يساعدني
ولا شارة أبدا
تنبئ لي عن طريق.

* الجمعة 15 سبتمبر لندن 2006

* شاعر من العراق