وصلتني اليوم دعوة للعشاء
علي أنغام الموت ولكن دون رثاء
الدعوة محفوفة بالأخطار و بالأهوال
فالأسد الضاري وصل توا من الأدغال
في معية ثعلب ماكر و حية رقطاء
يحملن السم القاتل و الرغبة في الفناء
لكل من يرفض دعوتهم علي هذا العشاء
لكل من قرء دعوتهم ورفض الولاء
فنص الدعوة يدعو الي الاستياء
احضر او لا تحضر فالامر بالنسبة لنا سواء
بأمر من ملك الغابة الغراء
قررنا دعوتكم للموت في اخر عشاء
و من يتخلف منكم فجزاءة الموت بلا عشاء
و لاني انهكني ضعفي وقل غذائي بالاحشاء
بعُد عني كل الاقارب و الاحباب و الاصدقاء
يبحثون عن أي قريب أي صديق تحت أي سماء
وكان النسيان لهم وجاء
فالهوان كان نصيبهم بعد نسيانهم لايامهم الشماء
الاسد الغاصب قد اعد اليوم عشاء
واصطف الثعلب و الحية لاستقبال الاحياء
يبرز منهم ناب و لسان قد صبغ بالحناء
يبحث كل منهم عن أي رافض او غاضب او مستاء
و الاسد القاتل يزئر ليزيد الطين بلاء
ويقول: بالامس كنت احسن الي الفقراء و الغرباء
اما اليوم فالموت مصير الضعفاء
أيعقل أن أكون سليل مرتزقة الارض الحمراء
ويلطخ وجهي بالوحل و بالاقذار من حفنة سفلاء
من منكم صاحب هذه الفعلة الشنعاء
دارت عيون الحيوان تبحث عن صاحب الفعلة النكراء
تنفي التهمة عنها علها تجد دواء يقضي علي هذا الداء
فأشار الاسد الي قطة سوداء
كان يعرفها و يتمني لها أي بلاء
وقال انت الفاعل بلا أي مراء
انتفضت القطة تمليء الارض مواء
بين قول الاسد وموافقة جميع الاعضاء
تنتشر رائحة الموت في كل ارض و كل فضاء
الخوف يدب يهب يسكن حتي ارض خلاء
فالكلب و النمر حتي النملة الخرساء
الكل موافق علي عقاب القطة السوداء
و راحت الايدي تشير للقطة ان اخلعي الرداء
منذ زمن و انت صاحبة المكر و الدهاء
بعد رحيل الدب الابيض ذو الفراء
انت العدو الاوحد لصاحب هذا الوحل و البلاء
نظر الاسد وزئيرة يمليء الاصداء
اليوم يوم الضعفاء
وجمع الثعلب و الحية ليناقش ويعرف جميع الاراء
وقف الثعلب يطلب الاذن بتنفيذ القضاء
بينما تسعي الحية تعرض حيلتها بدهاء
وتقول اليوم يا ملك الغابة .. الارض اصبحت جرداء
لم يتبقي لنا منها الا هؤلاء الضعفاء
فالنتعاون لنأكل منهم ما نشاء
شمالا و جنوبا .. شرقا و غربا نمليء الارض فناء
تأخذ انت الاكبر و نكتفي نحن بالقطة السوداء
فهي لا تشبع جوعك و نحن نكفيك شر المواء
رضي الاسد بحديث الندماء
و تبسم عن انياب تبحث عن أي دماء
الكل في الهم سواء
الكل يبحث عن مخرج بعيدا عن الرفقاء
لو كل منهم يعرف ان الخوف بلاء
لو كل منهم مد يدة لكل الزملاء
ما كان لاسد مرعب او ثعلب او حتي حية رقطاء
ان تدعوهم لهذه الدعوة البهماء
وهنا جاء وقت الانتقام ليتحول الجميع الي اشلاء
و ليبقي الظالم يزئر مع الثعلب و الحية الرقطاء
وينتظر حيوان اخرس يومة في بلادة الاحياء
و هنا سمع الجميع هاتف بما فيهم عصبة البلداء
لستم انتم اصحاب الكرامة و انما انتم البلهاء
الضعفاء اقوياء و الاقوياء ضعفاء
في الزمن القادم نري ضعفاء و لكن اسوياء
يعلون الحق فهم ليسوا جبناء

*********
و هكذا انتهت اخر دعوة عشاء
بوقوعنا فرائس شهية بين انياب الاعداء
اكلت حتي شبعت و ما تبقي اسير في فناء
علية السمع و الطاعة لامير الامراء
و الا فالويل كل الويل و الليالي السوداء
علي رأس من يعارض و يتفوه و يقول لاء
و الان 00 انهم يبحثون عني 00 فالي اللقاء
ان اردت ان تراني فابحث في بطن الحية الرقطاء
او الاسد الفتاك او الثعلب ذو الخبرة و الدهاء
ربما تجدني قابع بالمعدة او بالامعاء
او اكون قد هضمت واصبحت خراء
وخرجت لاختلط بتراب الغابة الغراء
ليضيع ذكري بانتظار ظهور اهل الحياء
فالي اللقاء..

الشاعر من مصرمدير النشر شركة نهضة مصرللطباعة و النشر و التوزيع