وحيدا إلى قبره
ماذا يفعلُ هذا الرجلُ القادمُ من برية ِهود ٍ
وبقايا قبة ِ صالحْ ؟
من نجف ٍ عال ٍ .. وممالحْ
من شِعر ِ كميتْ
من قافية ٍ لاتهدأ إلا بأنين البيتْ
من حنّاء ِ منارة ِ ميثمَ في طرف الكوفة ِ
من أروقة ٍ تحت الأرض ِ لقصر ٍ كان يسمى أمويا ً
من حيرة ِ ( طوعة َ ) وهي تخبّيء مبعوثا من مكة َ
من نخلة ِ زيد ٍ ، وغياب أبي الطيّب ِ
من بئر ِعليّ ٍ وقباب ٍ زرقاءَ بلا أسماء
ذاك الطاعنُ في غرفته ِ بدعاء ٍ صامت
والعالقُ حدّ الموت ِ بخيط ِ صلاة الفجر
لايعرف لوركا
لايعرفُ ديستوفسكي
لايعرفُ بحرَ البلطيق
لا يعرفُ جائزة َ الأوسكار
لا يعرفُ من سرقَ النار
هذا الرجلُ المترامي السعلة َ في صحراء السبعين جفافا
ماذا يفعلُ غيرَ الصبر ؟
يحمل أكياسَ طحين ٍ
وبطاقة َ تموين ٍ
ويغادر منفردا للقبر!
عزلة بلقيس
ما الذي تفعلهُ بلقيسُ في لاهاي؟
لاهاتفُها رنّ
ولاالهدهدُ
لاالوقتُ فسيحٌ خارجَ الغرفة ِ
لالغزُ سليمانَ الذي أفسدهُ البردُ
ولاصوتُ هدايا الأهل ِ من ( سوق الشيوخ )
غيرَ أن تجلسَ في غرفتها العمياء ِ
مابين جدارين ِ
تعدّ ( الناصريات ِ ) ، المطارات ِ
وأسرابَ الدخان ِ ، المللَ الشهريَ ، أنقاضَ سبأ
غيرَ أن تغرقَ في الدمع ِ لكي تدفأ َ
أو تغرقَ في الضحكة ِ
ماأجملها تضحكُ أو تبكي
وأحيانا تغني مثلَ طير المنزل ِ الساكن ِ
أو ترفعُ ذيلَ الصمت ِ كي تعبرَ أرضَ الذكريات
قدمٌ من ذهب ٍ فوق رخام ِ الروح ِ
كأسٌ من نبيذ ٍ أخضرَ النكهة ِ ملتاع ٌ
حضورٌ في الغيابْ
ماالذي تفعلهُ الليلة َ
لاهاتفها رنّ ، ارتدتْ معطفها القابعَ في الركن ِ
كليل ٍ كامل ِ العزلة ِ
وامتدتْ إلى الشارع ِ ، حيث الهاتفُ العام
أدارتْ رقمها أربعَ مرات ٍ
ولكن لاأحدْ ....
هولاكو يسأل المستعصم
ما ذا يفعل هولاكو ؟
حين يقومُ على عرش ِ خلافة بغداد ْ
يضحكُ والمستعصمُ بين يديه ِ
وبين يديه خزائنه ُ
محنيّ الظهر ِ لكي يعفوَ عنه
ويسأله من فوقَ : بماذا منشغلا كنت ؟
فيقول له بالدينار.. طويل ٍ ، وطويل ٍ جدا
وأغاني الغجر الليلية ِ، والغجريات ذوات الشعرِ
طويل ٍ ، وطويل ٍ جدا
وسرير ِ القصر ِ المتوارث ِ عن سرب ِ جراد ٍ
أطولَ ، أطولْ
ماذا كان سيفعله هولاكو
وهو الواقفُ فوق العرش ببغدادَ
سوى أن يطلبَ من هذا المستعصم ِ أن يلعنَ سوءَ الحظ
ويعددَ أسماءَ الزوجات الــ 700
اللاتي كنّ يعشن بظل الله ِ على الأرض ْ ....
ثلاثة ُ أيام ٍ في الحلم
في الحلم ِ
رأيتُ ثلاثة َ أيام ٍ
متراصفة ٍ تمشي فوقَ الماء ِ
بلا أشرعة ٍ تدفعها نحو شمال ٍ معلوم ٍ
أو نهام ٍ يُذهبُ عنها الوحشة َ
أو أهل ٍ ينتظرون على الساحل ِ
هل أفلتها زمن ٌ في غفلته ؟
هل خرجت تتنزهُ قربَ البحر ِ وتاهت
في هذي اللحظة ِ غامت أجواءُ البحر ِ
ومرت عاصفة ٌ .. وارتبك الحلمُ
رأيتُ اليومَ الأولَ أغرقهُ الموجُ الصاخبُ
واليوم الثاني أكلتهُ وحوشُ الغابة ِ مذ وصلَ الساحلَ
واليوم الثالثُ مازالَ وحيدا في منتصف ِ البحر....
التعليقات