تسألني عن حال (العرب)؟!
حالي حال / حالي حال / كيف آسوى / كيف أحتال؟! هذه القطعة من أغنية شعبية (راحلة) أو (بائدة) هي التوصيف الحقيقي للحال. السوريون يقولون ردا على هذا السؤال (عم ندفش!) أي : نركض وراء أية فرصة للرزق. وأظن الفلسطينيين أسوأ. ولكنني لم أعتقد أن في (الآردن) مدنا يعيش سكانها خارج الخط الذي نعتبره (خط الفقر)! ولم أظن أن اللبنانيين يحتقرون الذي لا يملك طنا من الدولارات خاصة حين يكون الهدف من أبناء الخليج البررة، الذين يشجعون الملاهي الليلية التي لا مثيل لعهرها في العالم.
فكيف حال العرب إذنْ؟
لا تبك ِ عليهم.
ولا تحزن!
فهم قوم يقولون (وفي الضيق يُحمَد السرى)! وهم أمة ما مزقها أسود الحديد والمجنزرات وفرسان تعذيب السجناء، ولن يكون حديثنا ذات يوم سوى ذكريات سيئة نضحك منها ونتفاداها. كل يوم تقرأ عن العرب ما يجعلك تحس أنك كائن غير واقعي. سيناريو محدد يعرضه عليك مونيتور في دماغك. لا تتفاءلون، ولكنكم تعلمون أولادكم (التشاؤم) و(التطير)! أعرف أن أمتنا تغرق الآن في مأزق الدين العام والزيادة الكبيرة للعاطلين وتحوّل (الأفغان العرب) الى (عراقيين) وجهروا بذلك. وقاموا بأعمال ضد البلد. وأحدثت بلبلة للآن لا نعرف ماهي حجتهم في الصمت والقتل؟! وما يمنعهم من نشر أدبياتهم حتى تكون في متناول من يدرسون ظاهرة (القمع والإرهاب)؟
وقرأت مرة للزميلة (هيام المفلح) من الزميلة (الرياض) تقريرا إخباريا مميزا حول أسرة كبيرة العدد قال أكبرهم سنا لها (وجدت عملا. بس ليس لدي بطاقة أحوال) لماذا؟ قال (أبي لا يريد أن يدخل في زحمة المراجعين ومشت. ولا واحد من إخوتي مضاف لدفتر العائلة) وهنا تتضح أبعاد أخرى لظاهرات العنف، والفقر، والجرائم المنبثقة عنها. هنالك غلام كنت أراه في الحارة. واختفى. سألت عنه عرضا فقال لي مَنْ سألت (هو في السجن يقضي عقوبة تسع سنوات و4000 جلدة مقسمة الى وجبات أسبوعية وقضيته سرقة سلسال ذهبي لإمرأة الجيران)!
في الكتابة العربية يجتهد الكتاب والمحللون في البحث داخل المراجع وينسون أن الظواهر الإجتماعية هي التي ينبغي دراستها والتطبيق عليها. لا يمكنني بحال أن لا أتألم وأنا أرى رجلا يغص بالبكاء يسأل ثمن إفطاره. لا تقولوا كآباءنا : لمَ لا يعملْ؟!
فوزارة العمل تقوم بطرح سؤال رديء كهذا. أنت تسير على (سبع) سالمات : عينيك، يديك، رجليك، أذنيك، فمك! يظنون أن هذه متطلبات العمل. لا يصدقون أن هنالك وظائف محجوزة ، وواسطات تنقل الموظف من (عطارد) الى أية قرية جنوبية.ووزير العمل يحمّل مالا يطيق. فوجود (غازي القصيبي) مثل وجود (ناصر الجوهر) في المنتخب الوطني. إذا تولى تدريبه ونجح في نيل كأس ما، نسب النجاح لمساعد له كل مؤهلاته خارج الكرة. الإثنان ينبغي أن يطالبا قبل قبول تكليفهما بأن لا يتحدث عنهما أحد وهو يحمل غلا عليهما. لمَ لا يختار وزير التربية والتعليم خبراء من الوطن ليسوا بروفيسورات بالضرورة ولكنهم مبدعون؟!. ليس من صلاحياته.
مع كل ذلك قررت اليوم أن أتفاءل. هذه الرشة من المطر في المغرب وأضواء السيارات ونداءات الصلاة تنطلق من المآذن والخبازون يعملون والمقاهي الإنترنتية مكان ممتاز للشبيبة. والوطن بخير. والملك بخير. والشعب يرجو من الملك المفدى أن يعود الى مساعيه الكبرى يوم كان يمثل أهم شخصية عربية في مسألة إحتواء الخلاف بين جناحي البعث في (العراق وسوريا). وجلالته هو الذي بدأ بإعلان الوجه الآخر للمجتمع. التقى بالفقراء. ويكفي أنه طلب من الشعب في خطاب توليه العرش من شعبه وبحرارة ان يكونوا عونا له، وأن يشدوا من أزره، وأن ينبهونه للخطأ إن لم يرَه. وكان خطابا غير معتاد. من ملك تخطى حواجز الإمتثال للغرب. ولأن العرب في فمه وخاطره فلنستبشر. هذه الأمة ليست عقيما. لقد أنجبت أفذاذا قادوا العالم الى الحضارة. وفي (حتة) إسرائيل فقط : تغير الميزان أو الذي يقوم بوزن الناس بواسطته أو انكسر على رأس جندي اسرائيلي يكمن خلف سرير.
- آخر تحديث :
التعليقات