في وقت ووضع سياسي إقليمي ودولي حرج تتحرك الأمور في إقليم الأهواز العربي في إيران لتتخذ مسارات جديدة في ظل التصعيد الذي تمارسه السلطات الإيرانية مع المجتمع الدولي في ملف القدرة النووية الإيرانية والذي يبدو أنه قد فتح بوابات وإحتمالات مستقبلية عديدة أمام النظام الإيراني الذي يدخل اليوم في منطقة مواجهة تيارات صاعقة وهو يواجه مجموعة من الإستحقاقات والحقائق الهائلة بسلاح الشعارات الذي لا يسمن أو يغني من جوع، وفي ظل إفتقار تام للتغطية السياسية والعسكرية اللازمة، والشعب العربي في الأهواز وهو يخوض اليوم معترك النضال يدرك تمام الإدراك من أن قضيته العادلة تاريخيا ليست موضع مساومة كما أنها بالقطع ليست قضية ضغط مؤقت على صانع القرار الإيراني، بقدر ما هي قضية وجود قد عمقت من ملفاتها وتوجهاتها السياسة الشوفينية والعنصرية للتيار المتشدد الحاكم اليوم في إيران بإسم الإسلام والذي يمارس ممارسات عنصرية بغيضة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالدين الإسلامي الذي نعرفه، وكما نعلم جميعا فإن قضية الشعب العربي المحروم في الأهواز هي واحدة من أكثر قضايا الشعوب التي أسدلت عليها ستائر التعمية والنسيان والتي تجاهلها الإعلام الدولي ردحا طويلا من الزمن، ولولا إشارات ومقالات عابرة من هنا وهناك لما عرف أحد بطبيعة وتاريخية وإزدواجية الظلم الواقع على الشعب الأهوازي المستلب والذي يتعرض لحملة إبادة ثقافية مركزية وموجهة منذ أكثر من سبعة عقود دون أن يفت ذلك من عضد أبنائه رغم سياسة الإفقار والتجهيل الشاملة التي لجأت لها الأنظمة الإيرانية المتعاقبة من شاهانية أو إسلامية، الحقائق الميدانية تقول اليوم وتصرخ بوجه النظام الإيراني الذي يفتعل النزاعات والمشاكل مع الآخرين تحت شعار المصالح الوطنية والدينية بينما يمارس داخليا كل صنوف الظلم والإحتلال والمصادرة لحرية وحق الشعب العربي الأهوازي في تقرير المصير، لقد قال الأحرار في الأهواز كلمتهم المدوية للعالم وكشفوا زيف ونفاق أجهزة السلطة الإيرانية التي تمارس أقصى درجات الرياء وتحاول إستمالة الشعوب المستضعفة وهي لعبة سخيفة إنتهت صلاحيتها، فالجميع يعلم بالدور التخريبي الإيراني في العراق والذي بلغ حد المواجهة المباشرة مع الجيش العراقي وقتل أبناء العراق رغم عمالة وتبعية العديد من أطراف السلطة العراقية اليوم للجانب الإيراني للأسف ؟ كما أن النظام الإيراني وهو يستعرض عضلاته الضامرة ويتضامن مع النظام السوري البعثي لا يخجل من سياسة النفاق وذات الوجهين ليتغلغل في نفاق سياسي نعرف جيدا آفاقه وأبعاده !.

لقد تحرك المارد الأهوازي النائم دون شك، والشعب الأهوازي يغلي ويعيش في غضب عارم نتيجة لمخطط السلطة الإيرانية الذي كشف منذ سنوات محمد علي أبطحي نائب الرئيس السابق خاتمي النقاب عنه بتغيير الطبيعة الديموغرافية لإقليم الأهواز وهو المخطط الذي تعمل حكومة (نجاد) على تفعيله بإعتباره أحد أهم المقدسات العملية في الستراتيجية العنصرية الإيرانية ذات الطبيعة الإبتزازية والهادفة للهيمنة على المنطقة ووضعها تحت رحمة العمائم المزيفة وتوجهاتها الفكرية الإنتحارية والخطيرة، فقضية الملف النووي الإيراني والذي ستتأثر بنتيجته المنطقة الخليجية هو من الملفات الخطرة والتي تهدد مستقبل إقليم الأهواز أيضا، كما أن تفاقم الحالة المعيشية سوءا، والتنكر للمطالب العادلة للشعب الأهوازي والإصرار على السياسات العنصرية المريضة قد جعلت من إقليم الأهواز مرجلا يغلي، وجعلت النظام الإيراني ينام على سطح صفيح ساخن بل محرق، وستتوالى مفاجآت النضال الشعبي الأهوازي لتشكل فصلا جديدا من فصول متداخلة لمتغيرات هائلة قد هبت على المنطقة، وبرغم كل الصمت والتعتيم فإن الأهواز سائرة في طريق الحرية لا محالة، فتيارات الحرية المتدفقة لن توقفها كل حملات الدجل والتضليل والتشويه لنضال وكفاح الشعب الأهوازي الذي قطع رحلة اللاعودة في المطالبة بحقوقه القومية والثقافية أسوة بكل شعوب الأرض الحرة، وأعتقد أن دعم الشعب الأهوازي والوقوف بجانبه بكل الوسائل المتاحة هو تعزيز لحالة السلام الإقليمية، وبناء الأمن الخليجي، ولن يحرق صفيح الأهواز الساخن إلا القتلة وجلادي الشعوب.
[email protected]