كم محطة تلفزيون واذاعة لدينا في العالم العربي؟
كم جريدة.. وكم مجلة؟
عشرات عشرات
كل هذه العشرات شاركت في جنازة الرسوم الكاريكاتيرية الدنماركية حتى اشبعتنا بكاءً ولطما، وما فكرنا في وباء الطيور الذي ينتظر خلف الباب..
هل رسوم الكاريكاتير اهم، ام الطيور اهم؟
انا اقول ان مشاكل الطيور اهم من رسوم الكاريكاتير المسيئة للرسول. فهذه مجرد رسوم، قد رسمت وانتهى الامر. ولو رسم اضعافها فستبقى اقل اهمية من قضية انفلونزا الطيور.
الرسوم لن تهدد حياتنا. ولن تهدد مستقبل اجيالنا. لكن انفلونزا الطيور، ان تركناها، فلن تكون هناك اجيال في الاساس.
نحن نعلم ان المرض بات على الابواب.
رغم ذلك ما تحركنا حتى اللحظة. ولا تحرك اعلامنا اكثر من بث خبر هنا وخبر هناك.
تمنيت ان ارى محطة تلفزيونية واحدة تتبنى متابعة قضية المرض خطوة بخطوة.
اعرف ان كل اعلامنا سيتحرك، لكن بعد ان يصبح الداء داخل الدار، لا خارج الباب!
كلنا سيتحرك لفض القتال.. بعد سقوط القتلى!
سننتظر المأساة كي نبكي عليها من بعد، فقد اعتدنا البكاء، دون تدارك المأساة.
الاعلام الاوربي مستنفر. الاعلام الآسيوي مستنفر. كل اعلام العالم متسنفر، ونحن ما نزال نتابع سوبر ستار وسوبرمان!
المانيا استنفرت الجيش. بنجلاديش اعلنت حالة الطوارئ. ونحن لا اخذنا الحيطة كالمانيا، ولا فكرنا كبنجلاديش.
أين تلك المسيرات التي قتلت واحرقت ودمرت كل شيء دفاعا عن الرسول؟
اين هم الشيوخ والدعاة الذين صمّوا آذاننا في التلفزيونات والصحف والمجلات وهم يدعون الى مسيرات الغيرة على الرسول؟
اين هم اؤلئك الخائفون على دينهم ونبيهم ولا يخافون على امتهم من الوباء القادم؟
هل كانت كل ثوراتنا من اجل الرسول فقاعة تلاشت؟
هل كانت المسيرات من اجل السماء صحوة عارضة انتهت؟
هل الاسلام هو في اعلان الحرب على العالم من اجل كاريكاتير، ونحن صامتون على وباء سيفتك بنا وبأبنائنا؟
العالم يحارب المرض، ونحن ما نزال نحارب طواحين الهواء.
اين هي مشاريع البنك الاسلامي التي نسمع عنها؟
اين هي منظمة المؤتمر الاسلامي، ومنظمة الصحة العربية، والجامعة العربية؟
ماذا يفعلون؟
دعوة اوجهها من مواطن خائف من عصفور يغني على شرفته:
ان اردتم ان تكونوا مؤمنين حقا، فليست الدنمارك هي العدو، ولا الغرب هو العدو الذي صنعه الجهلاء منا، العدو الحقيقي هو جهلنا نحن!
العدو هو صمتنا على المرض الزاحف الينا في صمت.
وان اردنا الثورة حقا، فالتكن ضد منظمات الصحة العربية، التي ما سمعنا لها صوتا حتى الآن!
تلك المنظمات التي لا هم لها سوى اختيار نقبائها، ولتذهب صحة العرب الى الجحيم!
تلك المنظمات التي اقتطعت اموالها من طعام المحرومين، وما قدمت لهم حبة اسبرين؟!
- آخر تحديث :
التعليقات