عندما اتى الاسلام كانت الوثنية تضرب باطنابها اركان الجزيرة العربية.
الوثنية ان شئت التبسيط قلت هي الايمان بالمادة. هي الايمان بالشكل لا بالجوهر.
هي الايمان بالاصنام مثلا كرمز وسيط الى الله.
حاربت الاديان الوثنية ليس لأنها خاطئة فقط، بل لأن شريعة الله هي جوهر بسيط لا رموز واشكال.
اليوم نحن نعود الى الوثنية من جديد.
نعود الى الرمز من جديد.
واشكر القارئ الذي ارسل لي رسالة بهذا المعنى.
اتفق معه ان الاسلام اصبح رمزا لا جوهرا..
اصبح المسلم هو من يلبس الثوب القصير ولو قتل الف بريء.
اصبح المسلم من يطيل لحيته ولو اكل مال اليتامى باطلا.
اصبح المسلم من لا يغادر السواك فمه ولو تعفنت كل اخلاقه.
والنساء بالمثل..
اصبحت المسلمة من تنقبت وان لاكت بلسانها كل الطاهرات.
اصبحت من تلبس القفاز ولو لامست كل الخطايا.
هكذا تعود الينا الوثنية عندما يصبح الرمز هو الايمان..
فيصبح الاسلام نقابا او عمامه.
يصبح ثوبا قصيرا ولحية طويلة.
انا لست ضد نقاب النساء، فتلك حرية شخصية اقدرها.
ولا انا ضد العمامة او الثوب القصير و اللحى الطويلة.
لكني ضد من يحصر الدين في شكل ورمز.
الدين المعاملة. والمعاملة قبل العبادة ورموزها.
ما قيمة ان يطيل المؤمن لحيته وهو يسرق؟
ما قيمة ان يصلي وهو يقتل الابرياء؟
ما قيمة ان يطهر فمه بالسواك ولا يطهر لسانه؟
عندما تصبح العبادة رمزا.. يصبح الدين وثن.
والوثنيون الذين يعيشون بيننا اليوم هم سبب كثير من بلائنا.
رؤيتهم للدين من زاوية ضيقة.. بل وضيقة جدا، هي سبب كره الآخرين لنا، وكرهنا لهم.
المشكلة ان هؤلاء يتحدثون باسمنا امام العالم.
يريدون ان يقولوا لنا نحن انهم هم المؤمنون الحقيقيون..
ويريدون ان يقولوا للآخرين ان كل المسلمين هكذا!
اقول عني انا شخصيا، هم ليسوا مسلمين. ولا هم بالمؤمنين.
ولا اريد احدا منهم ان يمثلني او يتحدث باسمي..
كل انسان قادر على تمثيل الوجه الصحيح لعقيدته بعيدا عن الرموز التي تحولنا الى وثنيين.
لن اكون وثنيا..
بل ملسما مليئا بالحب للآخرين، على اختلاف مذاهبهم وعقائدهم.. بلا عمامة، ولا لحية او سواك!
[email protected]