لا أبتعد عن دروب الحقيقة ولا أدخل في تيارات المبالغة، فيما لو أعلنت من أن أولى المتغيرات التي هبت على العالم العربي في الذكرى الثالثة لحرب (حرية العراق) و لإقتراب اليوم التاريخي لإشهار (نعال أبو تحسين) العراقي الذي أعلن سقوط طغاة البعث العراقي ومماليكه نهائيا من على خارطة السياسة العربية والدولية هو تحول الأخ العقيد قائد الثورة الجماهيرية العظمى!! ونبي عصر الجماهير، وفارس الصحراء الذي لا يشق له غبار ولا تطفأ لمضاربه النيران!! والذي حارب الإستعمار حتى جعله يدخل في الغار السيد القائد الأوحد الموحد معمر القذافي لشاعر (نبطي)!! ولمنظر عالمي في شؤون الشعر!! ولباحث فولكلوري في اللهجات العربية المتباينة والمختلفة!! بل ولناقد يملك حسا مرهفا ورقيقا في شؤون الشعر والشعراء في عالم متوتر ومضطرب ومليء بالحروب الأهلية والمشاكل الدولية والتحديات النووية والتهديدات الصهيونية و(العنترة) الأميركانية!!، لم أصدق عيوني ولا آذاني وأنا أتابع برنامج (دانات) للشعر النبطي الذي يبث من قناة (أبو ظبي) الفضائية والذي تعده وتقدمه الشاعرة المعروفة تلفزيا (نجاح المساعيد)!! التي خرجت عن المألوف هذه المرة وقامت بغزو مضارب وخيام عقيد الثورة العالمية المتقاعد لأسباب ستراتيجية ولربما تكتيكية!! بعد أن عودتنا على لقاءات سابقة مع الشعراء المعروفين في عالم الأغنية العربية والخليجية!! ولكن الأخت نجاح المساعيد خالفت كل التوقعات هذه المرة ويممت وجهها شطر الجماهيرية العظمى لتسجل حلقة من (الشعر العنطوطي) لم نفهم منها شيئا!! فكان اللقاء مع الأخ القائد بحاجة لمترجم فطحل كي يحل لجمهور المساكين من المشاهدين الطلاسم والألغاز التي تحدث بها (الأخ القائد)؟ والذي على عادته خاض في شؤون الشعر الشعبي العربي مستغربا إطلاق كلمة ووصف (النبطي) مؤكدا على تجذر الشاعرية في قبيلة (القذاذفة)!! والطريف أنه وهو يتحدث عن ثورة الإمام الحسين بن علي (رض) التي مجدها أحد أبناء القبيلة شعريا قام المعلق بخلط الأمور والأسماء خلطا مضحكا حتى أنه قال (الحسين بن يزيد)!! وهي تسمية غريبة وفريدة ربما تسللت من نظرية : (السود يسود) التي بشر بها الكتاب الأخضر قبل عقود وأيام مرحلة الثورة العالمية؟.
لقد عرفنا (الأخ العقيد) ثائرا.. ومبشرا.. ونذيرا.. وعرفناه قلعة من قلاع المقاومة والتحرير ونبيا لعصر الجماهير!! وداعما لثوار الدرب المضيء، وجبهة مورو، والألوية الحمراء، وبادر ماينهوف!! والهنود الحمر! والمعارضة العراقية! والجماعات الفلسطينية المتناحرة...! فإذا بنا نراه اليوم وقد تحول ذلك التحول المدهش بعد أن دفع التعويضات عن (مصائب الماضي)!! وتعهد بتغيير السلوك والسير على الصراط المستقيم!، والأهم من كل شيء التفرغ لشؤون الشعر والشعراء ومناقشة (المؤثرات الشيعية) في ثقافة عرب شمال أفريقيا!! وهو تغيير دراماتيكي سيسجله التاريخ في كونه واحد من أهم نتائج الحرب الدولية على الإرهاب!!.. ومن يعش رجبا يرى عجبا؟.


[email protected]