قد يخونني التعبير وتعجز الكلمات عن قول ما أريد قوله و أنا أخطاب رئيسا يحكم بلدا عربيا له مكانة ومحبة كبيرة في قلبي وقلوب الملايين من العرب والمسلمين واعني به سورية ورئيسها سيادة الدكتور بشار حافظ الأسد. ولكن عزائي أني أخاطب الطبيب والحكيم قبل ان أخطاب الرجل السياسي والرئيس المسؤول وهذا ما يساعدني على ان اعبر عما أريد بسهولة و بجمل لا تحتاج الى الكثير من الدبلوماسية والصياغة اللغوية التي اعتاد الملوك والأمراء و الرؤساء على سماعها من المداحين والمحتاجين.

سيادة الرئيس بشار الأسد
بصفتي مواطنا عربيا شأت الأقدار والمصالح السياسية للدول الاستعمارية ان يقتطع بلدي من الوطن الأم وأعيش تحت ظل سلطة دولة غير عربية محروم من ابسط حقوقي الإنسانية والقومية ويتم هذا في ظل دولة اتخذت من الإسلام شعارا لنظامها وأعلنت بالظاهر عن دعمها للقضية الفلسطينية وتحالفها مع سورية ودعم المقاومة في لبنان ولكن في الوقت نفسه تصر على احتلال ثلاثة جزر عربية وإقليم عربي يربوا عدد نفوس أبنائه على أكثر من أربعة ملايين نسمة ممنوعين من حرية اختيار الأسماء العربية لأبنائهم ناهيك عن حرمانهم من مدرسة عربية واحدة يتعلمون فيها أوصول لغتهم. وهذا ما دفع العديد من أبناء هذا الإقليم العربي ( الاحواز) باللجوء الى سوريا التي فتحت صدرها وأبواب مدارسها وجامعاتها للعرب لينهلوا من علومها وآدابها وكان أمل عرب الأحواز إنهم سيلاقون في دمشق ما لقيه وغيرهم من العرب المنكوبين من رحابة الصدر السوري. خصوصا و ان حزب البعث العربي الاشتراكي الذي هو حزب السلطة وانتم امينه العام يا سيادة الرئيس قد اعترف بعروبة الأحواز ومشروعيتها وقد درُست و ماتزال تدرس قضية الاحواز في الكتب المدرسية والجامعية السورية وهذا موقف لن ينساه الأحوازيون لسورية أبدا. كما ان هناك الكثير من الأحوازيين ممن تخرج من الجامعات السورية وحصل على شهادات عليا ومازال هناك العشرات من الطلبة الأحوازيين يواصلون تعليمهم في هذه الجامعات بعد ان حرموا من نعمة التعليم في ظل حكومة حلفائكم في طهران.
ولكن يا سيادة الرئيس ان ما قامت به مخابراتكم مؤخرا يتناقض مع ابسط المعايير الإنسانية والمبادئ القومية التي ينادي بها حزب البعث العربي الاشتراكي كما ويتنافى مع ابسط أصول الضيافة العربية المعهودة عن سوريا وشعبها الكريم.

سيادة الرئيس الأسد
من المؤكد ان مدير مكتبكم لشؤون الامن القومي قد وضع بين يديكم في الأيام الأخيرة التقارير التي تفيد عن قيام أجهزة مخابراتكم باعتقال عدد من الأحوازيين المقيمين في دمشق ومن بينهم طلاب جامعيين يدرسون في جامعة دمشق ومن بينهم أيضاء رئيس منظمة احوازية هو السيد فالح عبد الله المنصوري الحامل للجنسية الهولندية والذي كان في زيارة لسورية التي يتشوق كل عربي لزيارتها. كما انه من المؤكد قد بلغكم كما بلغنا تسليم أجهزتكم المخابراتية المواطن العربي الأحوازي السيد سعيد عودة الساكي المقيم في دمشق منذ ثلاثة سنوات تقريبا الى المخابرات الإيرانية.

سيادة الرئيس
ترى ماهي الجرائم التي ارتكبها هؤلاء الأحوازيون بحق سورية وأمنها القومي حتى يلاقون من أجهزتكم المخابراتية مثل هذه المعاملة ألا إنسانية والمتناقضة مع جميع الشعارات التي يرفعها حزبكم و نظامكم القومي وتخالف الخلق ورحابة الصدر التي عرف بها السوريون ؟.
فهل المطالبة برفع الظلم واسترداد الحقوق الإنسانية والقومية التي ينادي بها هؤلاء الأحوازيون جريمة تخالف مبادئ نظامكم وتضر بأمن بلدكم الذي هو امن جميع العرب ؟.
سيادة الرئيس
في منتصف الثمانينيات اعتقلت أجهزة مخابراتكم المناضل الأحوازي السيد خليل عبد الرحمن التميمي quot; الأمين العام السابق للجبهة القومية لتحرير عربستان quot; ولم يعرف عن مصيره شي منذ ذلك التاريخ واليوم تسلم مناضل احوازي آخر لإيران ليلاقي مصيره المجهول على الرغم من انه كان يحضى بحماية من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في دمشق وكان مقررا له ان يغادر سورية الى دولة النرويج في يوم25/4/2006م إلا ان مخابراتكم اعتقلته وقامت بتسليمه لنظيرتها الإيرانية وقد بقي هناك ستة أحوازيون آخرون معتقلون لديها لا نعلم عن مصيرهم شي وإذا ما كان سوف يتم تسليمهم للسلطات الإيرانية التي تعمل هذه الأيام بشدة على قمع الشعب الأحوازي الذي كسر حاجز الصمت وانتفض على الظلم والاضطهاد العنصري الفارسي ام لا.

سيادة الرئيس الأسد
بصفتي مواطنا عربيا مظلوما وبصفتي مسؤولا في تنظيم سياسي نضالي آمن بالكثير من المبادئ والقيم والشعارات الجميلة التي نادى بها حزب البعث العربي الاشتراكي وعاش في سورية لعقد من الزمن بكرامة واحترام وأحبها وأحس بمسؤولية الدفاع عنها فاني أخطاب فيكم روح الإنسان العربي والطبيب الحكيم والرئيس المؤمن بالمبادئ الإسلامية والقومية وأناشدكم يا سيادة الرئيس ان تأمروا بإطلاق سراح المناضلين الأحوازيين المحتجزين لدى أجهزتكم المخابراتية وان تسمحوا لمن أراد مغادرة سورية ان يغادر ومن أراد البقاء فيها ليكمل دراسته في جامعة دمشق فليبقى وهذا أملنا بكم. وتأكدوا يا سيادة الرئيس ان الأحوازيين يكنون كل الخير والمحبة لسورية وإنهم يقــَدرون حساسية المرحلة والأخطار التي تحيط ببلدكم وحاجتكم للتحالف مع ايران ولكن نأمل ان لا يكون ذلك على حساب ضيوفكم وأبناء قومكم من الأحوازيين المضطهدين والمحتمين بجواركم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح الموسوي رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي