لله درك ودر أبيك يا بن زيدان ! .
نعم، عز الدين زيدان، حفظه الله، انتصر لأمة الإسلام، عندما (نطح) برأسه المقدام اللاعب الصليبي الإيطالي (ماتيراتسي)، فخَرَّ على وَجْهِهِ ، لا يلوي على شيء، فصاح المسلمون (الله أكبر والعزة لله) ! .
نعم، طـُـردَ زيدان بالكرت الأحمر،
نعم هُزمت فرنسا،
نعم قالت الصحافة الإيطالية الصليبية: هذه أخلاق (حونش)،
نعم حصل الطليان على الكأس العالمية للمرة الرابعة ...
ولكن كل ذلك لا يهم، فقد أثبت (زيدان) بما لا يدع مجالاً للشك، إلا شك من في قلوبهم مرض، أن شيخنا وإمامنا، وعلمنا، وعالمنا، ومُعلمنا، وقائدنا نحو النمو والتنمية، والتحضر والحضارة، والفوز في الدنيا و الآخرة، الملا صالح الفوزان، عضو كبار العلماء في السعودية، حفظه الله بعينه التي لا تنام، عندما أوجب على المسلم بغضهم وكراهيتهم، كان على حق . فكراهيتهم لنا كراهية متأصلة . قيل شعراً: ( ويعلمُ الله أنا لا نحبكمُ ....... ولا نلومكمُ إذ لم تحبونا) . وإلا فيا معشر أبناء الإسلام، ويا خير الأنام، بماذا تسمون تلك الكلمة النابية التي تلفظ بها ذلك (العلج) الطلياني في حق أخينا (عز الدين)، جعله الله عزاً لدينه، وذخراً لملته، مما جعله يخرج عن طوره، ويستدير إلى عابد الصليب، وينطحه نطحة لو تلقاها (بوش) اللعين، لنقل إلى المستشفى، غير مأسوف عليه، ولسحب قواته من العراق على الفور. ولو أن واحداً من زعمائنا، عندما يُـلاقي بوش اللعين، يَحسر عن رأسه، وينطحه نطحة كنطحة زيدان، لعرف علوج الأمريكان أننا قوم نأبى الذل، ونرفض المهانة، غير أننا في زمن (الانبطاح)، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والتناطح عند بني يعرب نوع من أنواع الحوار . فإذا تناطحت عنزتان مثلاً فإنهما تتحاوران. وقد سمّى بنو (ثور بن ثويرة) هذا التناطح (جدلاً) مُحتدماً . قال شيخنا (أبوعِجل بن بقرة) اللغوي المشهور: كان بنو ثور إذا اختلفوا في أمر من الأمور، حَسرَ الواحد منهم عن رأسه، ثم طأطأه، (ثمن تويقع)، ثم اندفع بكل ما أوتي من قوة إلى المتحاور معه، أو من هو أمامه، فتناطحا، فمن سقط منهما فهو المهزوم في الحوار، ومن صمدَ فهو المنتصر، لذلك قالوا في أمثالهم: لا ينتطح في ذلك عنزان ، أي لا يختلف، لأن الاختلاف عند عامة العرب ضربٌ من ضروب التناطح. وابن زيدان ndash; رعاه الله وحفظه - عندما (نطح) هذا العلج برأسه، أحيا سنة مندثرة لآبائه وأجداده، فقد ثبت الآن أن هذا الشبل من ذاك الأسد، وأنه ينتمي إلى تلك الأرومة المباركة من (بني ثور). وليس بني (تيس) كما توهم بعض الباحثين، فتلك (النطحة) القوية يستحيلُ أن يؤديها (تيسي) وإنما (ثوري)، ما في ذلك شك. ومن قال أنه (أمازيغي) فهو أجهل من حمار أهله.
والنَطِيْحَة عند العرب، العنزة أو الشاة التي تموت من النطح. وإذا ماتت من النطح فلا يحل أكلها. وأجاز أكلها بعضهم، ولكنه قول شاذ لا دليل عليه . ونَطَحَ فعل ماض يقابله في لغة العلوج، الإنجليزية قبحها الله، وقبح من تعلمها: Butt . والمصدر منها: Butting . ويقولون أن من يُسمون بالفيفا، يأتمرون الآن، ويتشاورون على إصدار تشريع وضعي، ما أنزل الله به من سلطان، يُحرم (النطح)، ويجعل ( نطح العمد) عقوبتها كرت أحمر، إضافة إلى (عضة) من الحكم في رقبة اللاعب الناطح، عقاباً له وردعاً لأمثاله . وقد اختلفوا، ومازالو مختلفين، في عقوبة ( النطح شبه العمد) هل يُكتفى بالكرت الأحمر، أم بكرت أحمر إضافة إلى (بصقة) من الحكم في وجه الناطح، أو يُبطحُ فيجلد . ورأى آخرون أن تكون عقوبة (النطح شبه العمد) كرت أصفر، وإجبار (الناطح) أن يقبلَ أنفَ (المنطوح) معتذراً وكفى بذلك رادعاً . ومازال الجدل والنقاش مستمراً كما يقال. والله المستعان.