ساذج من يظن بأن إسرائيل خططت لتدمير كل لبنان.. إسرائيل تمنت ضرب السياحه المنافسه في لبنان.. تمنت ضرب المشاريع الإقتصاديه المنافسه ..تمنت وخططت ببدائل متعدده للقضاء على كل أشكال المقاومه..وانتظرت.. عرفت بأن طول فترة الحوار الوطني تعني عمق الإختلاف في الرأي تجاه سلاح المقاومه.. وتؤكد عدم قدرة الحكومه اللبنانيه للوصول إلى قرار بشأن هذا السلاح .. بما يعني بان هناك رأسين لدولة واحده.. أحدهما مسلح وقادر على إتخاذ قرارات مصيريه بدون الرجوع إلى الحكومه.. والآخر منتخب شرعي ليحمل نبض المواطن وتشوقه لحياه كريمه بعيدة عن حروب تذكره بمآسي الماضي ... كلاهما يحمل أعلاما مختلفه تؤكد الإختلاف والتباين في التعامل السياسي الدولي... هناك اللبناني العلماني.. وهناك من يود سحق كل إسرائيل ملتفا بعباءة دينيه لا أحد يستطيع التشكيك فيها .. تعدد الفصائل المسلحه همش من سيادة الدوله.. الخوف من إندلاع العنف الداخلي قيّد من قدرة الدوله على التعامل العقلاني وبما يتناسب مع كيفية حماية لبنان والمواطن اللبناني من همجية القدرة العسكريه الإسرائيليه..
شرعية الممقاومه لا زالت قائمه.. إحتلال إسرائيل لمزارع شبعا لا زال قائما. خلط أوراق من يملك أراضي شبعا .. هل هو سوريا أم لبنان.. خدم إسرائيل.. وأضاف ذريعة أخرى لإستمرار إحتلالها.... عدم تقديم سوريه الوثائق الثبوتيه للملكيه اللبنانيه لهذه المزارع.. والرفض السوري المستمر لترسيم الحدود عرقل من قدرة الحكومه اللبنانيه للمطالبه الدوليه عبر الطرق الديبلوماسيه وإستعمال محكمة العدل الدوليه لإستردادها... تماما كما فعلت مصر لإسترداد طابا... طموحات إسرائيل في الهيمنه السياسيه.. والإقتصاديه لا زالت أحلام تراودها تماما كما تراود هذه الأحلام ايران.. مع إختلاف بسيط.. أن ايران تريد التسلق على المنطقه العربيه لتصبح قوة دوليه عظمى.. وإسرائيل تريد فرض وجودها وحقها في الحياه على حساب بؤس كل الفلسطينيين...ودمار كل من يقف في طريقها...
العقليه الإسرائيليه تعمل بردات فعل تتناسب مع ذريعتها بالخوف من العرب.. والخوف من تزايد التطرف الإسلامي.. بعد حساب دقيق للربح والخساره.. للخروج من كل عمليه بمكسب آخر سواء على صعيد الأرض.. المياه.. أو التخلص من سكان قد يقلقها في المستقبل البعيد جدا.. .. وليذهب الرأي العام العالمي إلى الجحيم.. فعذابهم أكبر.. وخوفهم أكبر.. ويرضخ المجتمع الدولي لإبتزازهم .... خوفا من التطرف الإسلامي..
وجاءت عملية أسر الجنود لتعطي إسرائيل الذريعه الكبرى لتدمير المقاومه.. محققين بذلك أكبر أهدافهم.. القضاء على أي شكل للمقاومه المسلحه.. القضاء على الفكر الجهادي الذي يرتدي ثوب الدين.. وهو العامل المشترك الأكبر بين المصلحه الإسرائيليه والولايات المتحده والعالم الغربي كله.. ووقف مجلس الأمن منددا ولكنه عاجزا..قمة الثماني لم تتمخض عن قرارا جازم يوقف العدوان الإسرائيلي المدمر للأرض والإنسان.. اللبناني والفلسطيني... الفصول تتعاقب.. القسوه والوحشيه المدمره للإنسان.. ومجلس الأمن عاجز أمام التخبط مابين القيم الإنسانيه التي أنشىء لحمايتها والواقع السياسي الذي يؤكد أن دولة إسرائيل موجوده.. حتى وإن لم تلتزم بأي من قراراته الشرعيه.. لا يقوى حتى على إجبار إسرائيل على الإلتزام بالمبادىء الإنسانيه ووقف القصف لثلاثة أيام ليتمكن من توصيل المواد الغذائيه والطبيه إلى القرى الجنوبيه المنكوبه...وأميركا لا تتردد ولو لثانيه في ترديد مقولة أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.. ..
سيستمر القصف البربري الإسرائيلي.. ولن يتوقف حزب الله عن الرد.. ولن تدخل أي قوات دوليه قبل قبول وقيام حزب الله بايداع كل أسلحته في مستودعات الجيش اللبناني.. على أن يكون قرارا شعبيا بين جميع الطوائف يرضى بتجريدها من السلاح.. ويرضى بإستعمال الديبلوماسيه الدوليه لإنهاء النزاع..... الخوف الدولي من التصادم مع فصائل معارضه شعبيه هو الذي سيحكم توقيت دخول هذه القوات الدوليه.. المصلحه الوطنيه اللبنانيه والفلسطينيه تقتضي لجم أي فصيل عسكري من التفرد بقرارا ت تقضي على البقية الباقيه من البنيه التحتيه..الظرف يقتضي وضع مصلحة الوطن والمواطن فوق مصلحة الحزب والفصيل.. وضع مصلحة من يعيش على الأرض قبل مصلحة من يحلم بتحرير الأرض.. الوضع الكارثي للبنان والأرض المحتله يحتم اتخاذ قرارات داخليه تستند إلى سيادة الحكومه في إرتياء ما تجده متوافقا مع مصلحة مواطنيها.. وليس قرارات تفرض من فصيل أو آخر يعيش في الخارج وتسيّره مصالح الدول التي يعيش على أرضها..قرارات مصيريه لكي تقطع الطريق على أي محاولات خارجيه تسعى لإستراق القضيتين البنانيه.. والفلسطينيه.. لخدمة مصالحها .. والخروج من أزماتها الدوليه...
وإلى حين ذلك.. تستمر الفضائيات والجرائد العربيه تتغنى بخيبر واحد.. وخيبر اثنين.. وبصمود اللبنانيين وبطولة المشردين.. وقدرتهم على تحمل القصف الوحشي الإسرائيلي.. طالبين للموت والشهاده.. بحيث تنفي عنهم صفتهم الإنسانيه.. وتؤكد عقيدتهم الجهاديه.. وتؤكد مقولة إسرائيل بأنها تحارب الإرهاب من أجل مصلحة أميركا والغرب كله...و يستمر مسلسل القتل الجماعي.. والتشرد.. والضياع.. ولن يكون هناك إنتصار عسكري لإسرائيل لأنها خاسرة مليون مرة في معادلة القيم والمبادىء الإنسانيه.. ولكن وبرغم خسارتها الإعلاميه.. سيبقى المجتمع الدولي متفرجا.. ومتحسرا... ولكنه عاجز..