من على شاشة الجزيرة انبرى الشيخ يوسف القرضاوي (مساء الأحد 30/07/2006) يحض المسلمين على تأييد ومساندة حزب الله (الشيعي) ودعمه والتضامن معه فقال: عندما انتصر الفرس المجوس على الروم النصارى فرح المشركون لانتصارهم وحزن المسلمون. وراحوا يتراهنون فيما بينهم أي من الفريقين سيغلب الآخر في نهاية الأمر. فما كان إلا أن أنزل الله (غُلبَتِ الروم* في أدنى الأرض وهم من بعد غَلَبِهمْ سَيَغلِبون* في بضع سنين لله الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ ويومئذٍ يفرح المؤمنون* بنصر الله ينصر من يشاءُ وهو العزيز الرحيم* -الروم 2-5)
وتابع الشيخ القرضاوي يقول: ثم تغلب الروم النصارى على الفرس المجوس، ففرح المسلمون لهذا الانتصار، ومع أن كلا الطرفين كان كافرا، الروم نصارى والفرس مجوسا، إلا أن هناك كافر أقرب من كافر، وكافر أبعد من كافر. والكفار الروم كانوا أقرب للمسلمين من الكفار الفرس المجوس. ولذلك اغتبط المسلمون وفرحوا لانتصارهم. ولهذا يجب أن يقف المسلمون جميعا مع حزب الله ضد إسرائيل. لأته أقرب إليهم منها. ألا يقول الشيعة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله. إذن هم مسلمون بغض النظر عن بعض البدع التي لديهم، فهناك أيضا بعض المسلمين المتهمين باتباع بعض البدع.
هذا بعض ما قاله الشيخ يوسف القرضاوي لحض المسلمين على التضامن مع حزب الله (الشيعي). وهذا هو المثل الذي ضربه للمسلمين والمقصود هنا السنة، كي لا يترددوا في دعمهم وتأييدهم لحزب الله.
كان الأولى بالشيخ القرضاوي أن يدين بيانات منظمة القاعدة التي اتهمت وكفرت فيما مضى حزب الله وشيعة لبنان وحرضت عليهم. وكان الأولى به أن يدين الإرهاب الذي قاده الزرقاوي والقاعدة وأتباعهم والمنظرين والمبررين لهم ضد شيعة العراق وأطفالهم ونساءهم وأرزاقهم، ويدين العمليات الانتحارية التي ينفذها هؤلاء الإرهابيون، والسيارات المفخخة التي يزرعونها في الأسواق الشعبية الشيعية المكتظة بالناس، لا يستثنون أحدا ولا مسجدا ولا مجلس عزاء، أليسوا أقرب (للمسلمين) من الأمريكان؟
لقد أيد الأخوان المسلمون حزب الله في معركته ضد إسرائيل. فهل يستند الأخوان في تأييدهم هذا إلى القاعدة نفسها التي استند إليها الشيخ القرضاوي؟ وهل يتمثلون المثل نفسه الذي ضربه الشيخ عن الفرس المجوس والروم النصارى؟ وهل ينطلقون في تأييدهم من المنطق نفسه الذي اتبعه الشيخ؟
إن منطق الشيخ القرضاوي يذكرني بقصة تروى عن خليفة وشاعر ماجن كانا يتنادمان ويشربان، وعندما دارت الخمر في رأس الشاعر الماجن، مد يده وقرص الخليفة الذي انتفض لفعلة الشاعر، ووبخه غاضبا: ما هذا يا أبا فلان؟ فانتبه الشاعر لغلطته، واعتذر للخليفة قائلا: اغفر لي يا مولاي، فقد خيل لي أنك مولاتي (فلانة). و (فلانة) التي يعنيها الشاعر ليست سوى زوجة الخليفة.
لقد أراد الشاعر الماجن أن يكحلها فعماها. وهكذا فعل الشيخ القرضاوي فقد زعم أنه يدافع عن الشيعة ويحض السنة على دعمهم وتأييدهم. لكنه في الحقيقة طعنهم في الظهر.
[email protected]