العدوان العسكري الإسرائيلي على المدنيين اللبنانيين مايزال مستمراً. القصف الجوي العشوائي لآلة الحرب الإسرائيلية الهمجية خلفت حتى الأن مايقارب الخمسمائة قتيل، أغلبهم من الأطفال والنساء. والسبب في كل ذلك، هو المغامرة الطائشة والمدفوعة الثمن التي قام بها quot;حزب اللهquot; الأصولي بخطفه جنديين إسرائيليين من داخل إسرائيل والإسراع بهما لمخابئه في الحواري المكتظة، وفتح quot;طاقة جهنمquot; التي أودت بحياة كل هؤلاء الأبرياء وشرّدت أكثر من نصف مليون لبناني باتوا الأن المادة الأدسم للأعلام العربي الرسمي، والذي بدأ في quot;الشغلquot; عليهم، والإقتات على نشر أخبار وصور quot;مكارم القائدquot; في التصدّق على هؤلاء ببعض رزم الأدوية هنا أو علب المواد الغذائية هناك..!.
العرب الرسميون يطالبون اللبنانيين بالصمود والقتال حتى آخر رجل فيهم. والأنظمة العربية الفاسدة المفسدة التي صدأت جيوشها وإنتفخ كروش ضباطها، من الذين نسوا القتال وراح كل واحد منهم يشتغل في مهنة أخرى متكئاً ومعتمداً على سطوة quot;الشارات النحاسيةquot; التي تزين كتفيه، ضماناً وتأميناً لمستقبل العيال، هذه الأنظمة تصرخ ليل نهار مطالبة الشعب اللبناني المسكين بقتال آلة الدمار الإسرائيلية الرهيبة ومحاولة هزيمتها، حتى ولو كان الثمن نسف كل لبنان وقتل كل أهله.
هذه الأنظمة بدأت ومنذ اليوم الأول في تشغيل ماكينتها الدعائية لبث المواد المخدرة والتحريض اللفظي المجاني، عبر توظيف أبواق الردح والفضح من الكتبّة والمحللين الشغيلّة في محاولة لتعبئة الشارع العربي وحشوه ضد إسرائيل والغرب. بينما هي تراقب في الحقيقة شعوبها بالف عين وعين، لكي لايتجرأ احد ويفلت من السجن الكبير فيحاول تنظيم شيء خارج إطار ماخططه النظام وأجهزته الأمنية، أو يفكر، لاسمح الله، في عبور الحدود الآمنة المطمئنة مع quot;العدو الصهيونيquot; للمشاركة في القتال والجهاد مع اللبنانيين!.
الحكام العرب الفاسدون الذين سرقوا بلاداً بكاملها وغيبّوا شعوبها عن الوجود وممارسة الحياة، يطلبون من اللبنانيين فعل ماكان ينبغي أن يفعلوه هم، من مقاومة وبطولة وتحرير للأوطان. هم سرقوا ونهبوا وقتلوا وحولوا الثروات بالجملة لبنوك quot;المستعمرينquot; ويطلبون من لبنان الأسير الأن دفع فاتورة quot;المعركة الكبرىquot; في الدفاع عن quot;كرامة الأمة العربيةquot; كما يرددون منذ اعوام طويلة. إنهم يستغلون وضع لبنان وهشاشة وضعف الدولة التي إختطفها quot;حزب اللهquot; الذي تحركه فتاوي وبرقيات خامنئي من طهران في نحر أبناء بلد الأرز قرباناً لبقائهم على عروشهم المنخورة تلك.
لابأس، في عرفهم، أن يموت خمسمائة لبناني وأن يتم تدمير البلاد مقابل سقوط عدة صواريخ على داخل إسرائيل، وقتل بضعة جنود، وتراجع قطعة عسكرية إسرائيلية ما للخلف!.
أي دمار هو هذا الذي يتمناه العرب للبنان؟. ولماذا ينبغي ذبح لبنان والإفتداء به قرباناً، حتى تعيش انظمة الهزيمة المختبئة هنا وهناك لفترة أطول؟.
حرب لبنان قد تطول، في ظل هذا الصمت الدولي، أسابيعاً أخرى. وليس ثمة احد في أميركا أو أوروبا يهمه إنقاذ quot;حزب اللهquot; من الإستهدف الإسرائيلي وإنتشاله بعد أن اوقع نفسه، ومعه كل لبنان، تحت مرمى النيران الإسرائيلية. ليس من مجال للعودة للمربع الأول وفترة ماقبل 12/7. هناك حساب مع quot;حزب اللهquot; ومن وراءه كل من طهران ودمشق تصفيه تل أبيب ومن ورائها واشنطن وكل الغرب الأن.
وإلى أن تحين ساعة النصر وفرض شروط المنتصر بعد أن يعم الخراب الذي أتى به quot;الوعد الصادقquot; على اللبنانيين، فإن آلة الحرب الإسرائيلية ستحصد المزيد من أرواح الأبرياء، وكذلك سوف يظل الأعلام العربي الغوغائي ورائدته quot;الجزيرةquot; يقتات على المزيد من صور الموت والدماء والدمار في لبنان، والذي ينبغي عليه أن يقاوم ويجاهد ويٌرابط لآخر شخص، وحتى آخر طلقة..!.
- آخر تحديث :
التعليقات