لماذا تنتفض الصحف في كل مرة يتبين إن إحدى الخادمات مصابة بالإيدز، وتنتقد الفحوصات المخبرية، وتتوسع في شرح المخاطر الظاهرة والخفية؟ لماذا الأيدز فقط وهو مرض لاعلاقة له بالاتصال اليومي بل خطورته إما عبر نقل الدم أو الاتصال الجنسي؟ ومن الثابت أن الدم لايؤخذ من الخادمات فضلاً عن فحصه قبل نقله للمحتاجين!
لاأذكر أنني قرأت يوماً عن خادمات مصابات بالتهاب الكبد الوبائي أو التيفوئيد أو أمراض الإسهال وهي جميعها معدية باللمس واستخدام الأغراض وغير ذلك من احتكاكات المعايشة المنزلية؛ أي أنها مصدر الخوف، وضررها لايقتصر على جيل دون آخر أو على جنس بعينه.
يبدو، والعلم عند الله، أن الخوف من الأيدز يعود إلى أسباب أخلاقية أكثر من كونها طبية أو تمس الأمن العائلي.
تقول الإحصاءات أن المتوسط هو خادمة لكل منزل، أي أن عددهن يقارب المليون، أكثر من نصفهن تقل أعمارهن عن الثلاثين، ونحو 70% اندونيسيات، أما البقية فمن الهند والفلبين.
عملياً ليس من الضروري فحص الإيدز للخادمات لأن عملهن الافتراضي لايتصل بعوامل انتقال المرض.
المشكلة أن الشباب يشكلون 65% من إجمالي السكان، وإذا كانت الخلوة محظورة في كل مكان فإن هذا الأمر لاينطبق عل الخادمات، إضافة إلى أن بعض الكفلاء حريصون على تخفيف وحدة غربة خادماتهم، وتدفئة برودة وحشتهن. وهذه مسألة شبه حتمية بحكم أن الخادمات لايغادرن المنزل ولايستقبلن ضيوفاً، كما أن عمل المرأة السعودية يساعد على التقريب بين الخادمة وكفيلها. وهذا يفسر كون بعض الرجال دمثين في التعامل مع الخادمات أكثر من النساء، وأن الخادمة أكثر حرصاً على راحة كفيلها، وفي أحيان أخرى أسرع في الوشاية به إن حاول التملص أو إنكار الغزوات الليلية.
الشروط الصحية الصارمة في التأكد من سلامة الخادمة من الأمراض الجنسية تفتح للشيطان أبواباً كثر، وتولد الطمأنينة من الأمراض الجنسية ومخاطرها مايجعل البعض يظن أن الداخل أكثر أماناً من السفر إلى الخارج وأقل كلفة،
مستقبلاً قد تشترط الخادمة إثبات خلو الكفيل وأبنائه من الإيدز لقبول العمل في المنزل، ومن باب المعاملة بالمثل، حينها ستنحصر حالات الإيدز في بعض أخطاء نقل الدم.
فعلاً.. رب ضارة نافعة!
[email protected]