رفض الرئيس الأميركي بشده أي لين في موقف الولايات المتحده تجاه الدولتين المتهمتان في المنطقه بتهريب الأسلحه والمقاتلين عبر حدودهما وتحت غطاء دعم مقاومة الإحتلال الأميركي في العراق.. .. من سوريه وايران..
أيضا إرسال 22 الف مقاتل عسكري أميركي إلى العراق تحت مقولة نشر الديمقراطيه.. وإعلاء سيادة القانون.. والحريه.. مصرّا على أن تجربة العراق ستكون المناره لدول وشعوب المنطقه لإرساء المبادىء الأساسيه لحقوق الإنسان. من حرية وديمقراطيه ومساواة.. برغم الآثار المدمره الموجوده لفشل مثل هذه السياسه..
.. وحيدا منفردا بدون أي تشاور مع بقية دول العالم للنتائج سواء الإيجابيه أم العكسيه التي قد تترتب على مثل هذا القرار.. قدم الرئيس الأميركي الذريعه الأساسيه لإسرائيل لضرب ايران.. التي صرحت مرارا خلال الأشهر السابقه عن عدم شرعية وجود الدوله الإسرائيليه وبالمقابل صرحت إسرائيل مرارا عن إستعدادها لضربه عسكريه وقائيه مماثله لضربتها على العراق عام 82. تحت مقولة الدفاع الوقائي المبكر عن النفس..
حين قال الرئيس الأميركي أننا نحارب أيدلوجيه مخيفه وكريهه... قيّد حرية قرار الدول الغربيه الأخرى في تعاطيها مع هذه الضربه حين تقوم بها إسرائيل .. والتي لن تتوانى خلال الأشهر الثلاثه القادمه عن إقتناصها..
إرسال 22 ألف مقاتل سيزيد من التوتر الداخلي في العراق ولن يحد من الهجمات العسكريه العراقيه.. سواء المتطرفه أم التي تدّعي المقاومه لأن إختلاط الحابل بالنابل في العراق لم يعد ليوضح وجوه المقاتلين..
رئيس الولايات المتحده الأميركيه يعلم أو لا يعلم بإستحالة النصر العسكري... وإن كان يعلم تماما أن الفوضى الحاليه.. وإشتعال فتيل الطائفيه في المنطقه سيضر بكل المصالح الأميركيه.. ولكنه وبالتأكيد سيؤازر إسرائيل في موقفها.. حيث ستمثّل طوق النجاة له.. للخروج من المنطقه بعد أن دمر كلا البلدين.. إيران والعراق.. وحجّم كل تمنيات سوريه بالخروج من قفص الإتهامات العربيه الأخرى..

سيترتب على هذه الضربه أمران..
تحجيم إيران عسكريا ومحو حلمها النووي.. ولكن أيضا محو حلمها للهيمنه والسيطره على منطقة الخليج العربي... ثم إسقاط نظام أحمد نجادي..
حماية الأنظمة العربية الموجوده في منطقة الخليج وضمان إستمرار تدفّق النفط... ولكن النتيجة الحتمية لمثل هذا القرار هي الفوضى العالمية وزيادة التطرف.. ونجاح رئيس أكبر دوله في العالم في إرجاع عقارب الساعه إلى الوراء.. وفي إرساء قوانين شريعة الغاب......

أحلام أكرم - باحثه وناشطه في حقوق الإنسان