إقرأ باسم ربك الذي خلق...أول آية قرآنية نزلت على النبي..
كغيري من المهتمين بحقوق الانسان، ومن خلال الآية القرآنية الاولى ومن خلال الحديث النبوي القائل:
إطلبوا العلم ولو في الصين... وهو حديث نبوي مختلف على صحته وضعفه من قبل بعض الفقهاء لكنه حفظ واعتد به من قبل الكثيرين, حيث ان النبي محمد حث العرب والمسلمين على ضرورة التعلم والبحث عن العلم اينما كان..
من كل هذا، يتأكد لنا مدى اهتمام الدين الاسلامي بالتعلم الذي يبتديء بمحو الامية بالقراءة والكتابة، الا اننا كعرب ومنذ الدعوة الاسلامية حتى الان نعاني من الجهل والأمية، فلماذا بقي العرب وهم اصحاب الدين الاسلامي واول حاملي فكره حتى الان لا يعتبرون الالتزام باول اية قرآنية واجب ديني لا بد من تطبيقه ليكون اسلامهم صحيحا؟ فنراهم يقبلون الزواج من امرأة امية مثلا او لا يهتمون ان تعلمت بناتهم ام لا، بل الأهم عندهم ان تحفظ بعض ايات القرآن لتأدية الصلاة وهذا حال اغلب نساء الشرق العربي اللواتي يؤدين فروضهن مع عدم قدرتهن على القراءة والكتابة، ولا أحد من رجال الدين وأئمة الجوامع الذين يصرخون ويدافعون من اجل الحجاب وحشمة المرأة, فكـّر واهتم ّ ونادى بمحو اميتها اولا, تطبيقا للدين وتيمنا بقول الله الأهم الذي نزل على الرسول كأول دعوة؟
والغريب بالأمر ان الحكومات العربية التي تدين غالبيتها رسميا بالدين الإسلامي، راضية عن نفسها بوجود اعداد هائلة من الاميين قد تصل مانسبته سبعون بالمائة خاصة بين صفوف النساء، في الوقت الذي نرى ان العالم المتحضر قد محى أمية شعوبه لا في لغتهم الام فقط انما بلغات اخرى ويعتبر اليوم كل من لا يتحدث لغات اجنبية اخرى اضافة الى لغته ولا يستعمل الكومبيوتر في عداد الاميين، وهذا أمر من الامور التي لا بد من تسليط الضوء عليها لتعرف الشعوب العربية ماذا فعلت بها حكوماتها وقادتها الذين تغاضوا عن هذا الجهل بل شجعوا تجهيل شعوبهم لقيادتهم كقطيع مشغول بالبحث عن لقمة العيش التي تحيره وتذله بعيدا عما يجري في قصورهم، وعما يفعلون بمصائر الناس والاوطان..
ولو عدنا الى اكثر اسباب تخلف وتعاسة الشعوب العربية, لوجدنا ان اولها هو سيطرة حفنة من الحكام والملوك الذين دقوا مساميرهم في كراسي الحكم ليبقوا عقودا طويلة يتمتعون بامراض عظمتهم على حساب المقهورين من الأميين والجهلة، اما من صار لديه فكر وعرف سبب قهره نراه اما انتهى في السجون والمقابر او تم التأثير عليه بالاغواء والترهيب الى حيث لايريد فسقط في دائرة اخرى غير الدائرة التي ابتدأ منها، او اتجه نحو شمال الكرة الارضية طلبا للجوء ليعيش مغتربا محاولا تحقيق جزء من انسانيته ولو كان يقتله الحنين يوميا لوطنه ومرابع طفولته وذكرياتها..
لذا، لايستطيع هؤلاء الحكام والملوك العرب ان يقنعونا اليوم بالتزامهم بالدين واحترامهم لاصوله، ولايستطيعون ان يزاودوا على ايمان سواهم رغم صلاتهم امام وسائل الاعلام ومشاركتهم الناس المساجد يوم الجمعة، فقد كشفوا وبان زيفهم، ولولا اننا نعيش بعيدا عنهم لما استطعنا ان نقول الحقائق، ولبقينا نبحث عن طريقة لايصال كلمة حق للناس ولو عبر حيطان السجون والاقبية المظلمة..
واتذكر هنا سفير احدى الدول العربية الاسلامية التي يجوع ويقتل شعبها يوميا، كان في كل يوم جمعة ياتي بموظفي السفارة الى الجامع في مدينة لاهاي، وهو يبسمل ويحوقل نهارا ويذهب لكازينو القمار مساءا، حتى تكشفت الاسرار بعد حين واذا به قد quot; نصب واحتال quot; حتى على السفارة التي لم يدفع اجارها للمؤجر الهولندي على مدى عام ونصف، وعرفنا بانه لم يدفع رواتب الموظفين لمدة ستة اشهر، وبعد ان عرف على حقيقته طلب اللجوء لدولة اوروبية..
هذه هي النماذج التي اهدتنا اياها الحكومات العربية والاسلامية غالبا، وهؤلاء الذين يتاجرون بالاسلام ويربحون لفترة طويلة، وهؤلاء الذين تسير امورهم عند العرب والمسلمين اكثر من سواهم، فلعمري انهم يفضلون بقرة محجبة على عالمة سافرة، ولعمري انهم يثقون باغبى الناس من المصلين والمتبرقعين بالدين على حساب اهل الصدق العارين من كل زيف..
اليست هذه امية بحد ذاتها؟
أليس هذا جهل لابد من الوقوف بوجهه وفضحه بكل مااستطعنا من قوة، رغم اننا لانملك من القوة سوى صدق الكلمة..
اهذا ما اراده الاسلام ترى ام ما اراده الملوك والسلاطين والحكام؟
وهل هذه نتيجة التضحيات الجسام والاختلافات في المذاهب ونتيجة الاف الكتب والمفكرين؟ ام نتيجة حب المناصب والمال والرغبة في السيطرة على شعوب لابد من ابقائها جائعة تتبع قطعة العظم للوصول للقليل من اللحم الملتصق به؟
اخيرا اقول:
من نحن في عالم اليوم؟
وهل يفتقدنا العالم اذا محتنا دولة ما بسلاح نووي؟
هل سيشفع لنا كوننا مسلمين ام يشفع لنا العلم والمكانة الحضارية عند شعوب الارض بفائدتنا وعطائنا للبشر على هذه الارض؟
هل سيتذكر العالم تلك الدول العربية والاسلامية التي عاشت لقرون طويلة بألم؟ ام بلا مبالاة؟
هل يتذكروننا كحاجة ماسة للبشر ام كلعنة حلت بالارض وارتاح العالم بالخلاص منها؟
الجواب عند من ترى؟
انجده عند من يقف زاهدا امام بيوت الله؟ ام عند من يمسح اكتاف المتسلطين؟
ام نجده عند بن لادن وجماعته التي اهدرت حقنا في الحياة ومشاركة البشر العيش على هذه الارض؟
[email protected]
أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية
التعليقات