فيك عشرة كوتشينة فى البلكونة
بصرة... بشكة... عادة... مجنونة
لا عبنى عشرة..... إنما برهان
....
كلت بولد... آه ياحلولى
وشوف بقى اللعب الرايق
الطيبة.. فى.. دو.. فى دلى
وأهى فورة من أول طابق
....
تلاعبنى ليه.. ليه بقى
ليه بقى.... برهان!!
...
الكلمات عاليه ليست من كلمات أغنية لشعبولا، أو لأحد عدوية، أو لآخر عنقود الأغنية الشعبية سعد الصغير، وإنما هى كلمات واحدة من أوائل أغانى عبقرى وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والذى إنتقل بالأغنية المصرية من أغانى بسيطة تغنى فىالأفراح والليالى الملاح إلى أن غنى شعر أحمد شوقى وغنى الجندول وكليوباترا، ولكن كلمات أغنية الكوتشينة كانت إحدى بدايات عبد الوهاب غناء وتلحينا، وكان عبد الوهاب عبقرى تلحين منذ صباه، لدرجة أنه كان يلحن الكلام المكتوب نثرا فى الجرائد الصباحية كنوع من إظهار مقدرته الفذة على التلحين، ورغم ذلك تربع عبد الوهاب على عرش الموسيقى لأكثر من نصف قرن، وغنى للملك فاروق فى عيد ميلاده :
يلي أماني الشباب يحييها عيدك الليلة عيد الشباب الليلة عيدك
دعاني داعي شبابك قمت لبيتك ومن كثر غيرتي عليك في القلب
خبيتك وقلت لك يا فاروق القلب دا بيتك

وغنى لعبد الناصر (ناصر كلنا بنحبك ناصر)، ومنحه السادات اللقب الكوميدى : laquo;الدكتور اللواء محمد عبد الوهابraquo;!!، وعندما مات... شيعت جنازته عسكرياً بقرار من رئيس الجمهورية حسني مبارك.
.....
والذين يهاجمون اليوم أغانى الشباب، يبدو أنهم نسوا أغانى قديمة من نوعية:
إرخى الستارة إللى فى ريحنا
أحسن جيرانك تجرحنا
....
يا شبب الهنا
ياريتنى كنت أنا
....
ياخارجة من باب الحمام
وكل خد عليه خوخة
...
لو كان غرامى بين إيديك
لأمنع المكتوب ياعبده
قطعنى حتت
وإرمينى فى الزيت ياعبده
...
الطشت قاللى
ياحلوة ياللى قومى إستحمى
...

ومن يستمع إلى كلمات الموسيقى الشعبية الغربية والأغانى الريفية فى أوروبا وأمريكا يذهل من جرأتها وبساطتها وأحيانا سطحيتها وهيافتها. لكن quot;لكل فولة كيالquot;.

.....
أما الأغنية عنوان هذا المقال (بأحبك ياحمار)، للمطرب الشعبى (سعد الصغير) فهو من quot;معلقتهquot; quot;الرائيةquot; بنفس العنوان ومطلعها:
بأحبك ياحمار
وبأزعل قوى من كل إللى يقولك ياحمار!!
....
والمطرب له أغانى من نوع:
جوزنى بنتك يامعلم
قولوا ويكا
صباح الشقاوة
بط وز
حمرا ياقطة
الموز والمنجة
!!!!
وأنا أؤمن أنه من حق أى إنسان أى يغنى سواء فى الحمام أو لو كانت لديه الجرأة لتسجيل غنائه على إسطوانة ووجد من يدفع التكاليف (فبالهنا والشفا)، ولو وجد حتى مستمع واحد يبقى كويس، أما إذا لم يستمع إليه أحد فسوف quot;ياخدها من قصيرهاquot; ويستمر فى الغناء فى الحمام ويبطل غناء للجمهور، ولكن طالما وجد مستمع واحد فمن حقه أن يغنى، وعلى رأى عمنا مصطفى أمين حين قال: quot;من حق أى شخص أن يصدر جريدة حتى لو كان له قارئ واحدquot;.
وأنا أختلف مع معظم الكتاب فى هجومهم على الأغانى الحديثة نظرا لهبوط مستوى الأغانى بصفة عامة، أعترف أن هناك أغانى هابطة، ولكن هناك أغانى ممتازة وأصوات جديدة رائعة، تجد من يغنى أشعار نزار قبانى، (كاظم الساهر وماجدة الرومى)، وتجد مطربين ومطربات جدد ذوى أصوات رائعة، وأيضا تجد العشرات من الأصوات الرخيصة والأغانى الرخيصة والخليعة، هذا موجود وهذا موجود، إن كنت تفضل أن تسمع أغانى كاظم الساهر وهو يتغنى بشعر نزار قبانى فأهلا وسهلا، وإذا كنت تفضل أن تستمع إلى أغنية لشعبان عبد الرحيم يشكو فيها من هبوط مستوى الأغانى ويقول : quot;وإللى ما لوش فى الغنا *** أهو غنى quot;!! فهذا أيضا من حقك، ليس هناك حجر على رأى أ وعلى أغنية، وإذا سمعت أغنية ولم تعجبك، فالخيار واضح وبسيط، أقفل الراديو أوالتليفزيون، والكاتب أيضا من حقه السخرية من كلمات أو من أداء أغنية معينة ولكن ليس من حقه المطالبة بالحجر على الناس وعلى أغانيهم فهذا من مخلفات فكر العصر الشمولى، عندما كان لدينا زعيم أوحد ومطرب أوحد ومطربة وحيدة، الآن إذهب إلى أى موقع أغانى عربية على الإنترنت فسوف تجد عشرات بل ومئات المطربين والمطربات وهذه ظاهرة يجب أن نفرح لها لا أن نهاجمها، أتمنى أن يكون لدينا آلاف المطربين والملحنين عن أن يكون لدينا ملايين المتطرفين.

وبعض الكتاب الأحرار والقومجية يهاجمون الأغنية الشبابية بضراوة بدون أن يدركوا أن هذا الهجوم يصب فى خانة كتاب التطرف وفتاوى الإرهاب ويعطي مفتى الإرهاب الذريعة للهجوم على الفن بصفة عامة، ويطلبون من الفنانات والفنانين بالتحجب والتوبة عن الفن!!

quot; خللى الكل يغنى ويرقص ويفرحquot; بعيدا عن هادمى اللذات ومفرقى الجماعات.
وعلى رأى شعبولا فيلسوف الأغنية الشعبية حين قال فى إحدى حفلاته (بعدما وجد إستقبالا جماهيريا فاترا):
ما حدش بيرقص ليه
ما حدش بيرقص ليه

وعلى رأى عمنا (فولتير) (مثل شاعبولا الأعلى ):
quot;إحذروه فهو يكره الموسيقىquot;

[email protected]