قد يرفض عامة المسلمين، وجود أكثر من إسلام واحد، لكنه في الحقيقة إسلام مختلف عن بعضه بعضا، متعدد الوجوه، متباين الرؤى، أحدثته فرق إسلامية تصارعت على الإسلام، بغية امتلاك وكالته الحصرية، واحتكار توزيعه. لتسويق إسلامها وأطروحاتها، وإنتاج سياساتها وتوجهاتها.
هذه الفرق منها ما هو قديم، ومنها ما هو حديث. منها ما هو عربي ومنها ما هو أجنبي أعجمي. منها ما هو معروف معلن، ومنها ما هو مستتر. ومنهم من يحج إلى مكة، ومنهم من يحج إلى غيرها. وقديما قال الرسول (ص): ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، الناجية منها واحدة، والباقون هلكى.
وبالرغم من أن أصل هذه الفرق ومصدرها وقرآنها واحد، إلا أن كل فرقة منهم أضحت دينا قائما بذاته، يدعى أتباعها أن فرقتهم هي الفرقة الوحيدة الناجية. وإنها وحدها تمثل الإسلام. وما عداها من فرق باطل، حنفت عن الدين الإسلامي، ومآل أصحابها في النار.
بدأت الشبهات والمنازعات في الملة الإسلامية منذ أن قال اللعين ذو الخويصرة التميمي، للرسول (ص) حين كان يوزع الغنائم: (أعدل يا محمد فإنك لم تعدل) فرد عليه (ص) بالقول: (إن لم أعدل فمن يعدل؟) فعاد اللعين ذو الخويصرة وقال: (هذه قسمة ما أُريدَ بها وجه الله تعالى!).
تلاها بعد ذلك عدم امتثال بعض الصحابة والمسلمين لأمر رسول الله (ص) وهو على فراش المرض، وعدم التحاقهم بجيش أسامة. ثم قول عمر بن الخطاب (رض) حين اشتد بالرسول (ص) مرضه، وطلب دواة وقرطاسا ليكتب لهم كتابا كي لا يضلوا بعده: (إن رسول الله قد غلبه الوجع، حسبنا كتاب الله).
كما أثارت خطبة عمر بن الخطاب (رض) بعد وفاة الرسول (ص) كثيرا من اللغط بين الناس، فقد وقف يخطب فيهم مهددا متوعدا: (من قال محمدا قد مات قتلته بسيفي هذا، وإنما رُفع إلى السماء كما رفع عيسى عليه السلام- الملل والنحل لأبي الفتح الشهرستاني). وفي رواية السيرة الهشامية والسيرة الحلبية أن عمرا رضي الله عنه خطب في الناس بعد الوفاة، وصار يتوعد من قال إنه مات بالقتل أو القطع، فقال: (إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله (ص) مات، ولكن ما مات، ولكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران عليه السلام ثم رجع إلى قومه بعد أربعين ليلة بعد أن قيل قد مات. والله ليرجعن رسول الله (ص) كما رجع موسى بن عمران، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، ولا زال رضي الله عنه يتوعد المنافقين حتى أزبد شدقاه). ثم ما كان من اختلاف الأنصار والمهاجرين على موضع دفن الرسول (ص).
لكن الخلاف الأهم الذي ترك آثارا لن تُمحى، هو اقتتال المسلمين على الخلافة. إذ ما زالت الصراعات والنزاعات في الدين والسياسة مشتعلة. وما فتئت تزداد حدة واستعارا واتساعا إلى يومنا هذا.
لم تكن دوافع السياسة وحب السلطة، هي السبب الوحيد في نشوء هذه الفرق الإسلامية. فقد ساهمت عوامل أخرى، تضافرت جميعها، في نشوءها. منها عوامل نفسية، كحب الظهور لدى بعض الزعامات، وحب التمايز بين القبائل. ومنها عوامل فكرية، وثقافية تراثية.
لقد اختلفت هذه الفرق على كثير من القضايا الدينية والفلسفية والعقدية:
منها الاختلاف حول القضاء والقدر والعدل فيه. وإرادة الخير والشر- وهل إرادة الإنسان حرة أم إنه مجبر على إتيان أفعاله- مسيّر أم مخيّر؟- وهل يجوز أن يريد الله تعالى من العباد خلاف ما يأمرهم به، ويحتم عليهم شيئا ثم يجازيهم عليه؟
ومنها الاختلاف بشأن الصفات الإلهية، والحلول، والتناسخ، والتشبيه، وما يجب لله، وما يجوز عليه، وما يستحيل.
ومنها الاختلاف حول المؤمن والكافر، والمنزلة التي تقع بين الكفر والإيمان، والتوبة والوعيد والإرجاء. وحول العصمة في النبوة، وشروط الإمامة، وكيفية انتقالها (هل هي في قريش، أم حصراً في أهل البيت، أم في كل مسلم تتفق عليه الأمة؟).
ومن طرائف الأخبار وغرائبها، أن فرقتين إسلاميتين هما ((الخابطية نسبة إلى أحمد بن خابط المتوفى عام (232هجرية) والحدثية نسبة إلى الفضل الحدثي المتوفى عام (257هجرية)) اعتقدتا بإلوهية المسيح عليه السلام. وكانتا تقولان: {إن المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة، وهو المقصود بقوله تعالى: (وجاء ربك والملك صفاً صفاُ- الفجر 22) وهو الذي يأتي في ظلل من الغمام، وهو المعني بقوله تعالى: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله تُرجع الأمور- البقرة 210) وهو المراد بقول النبي (ص): (إن الله تعالى خلق آدم على صورة الرحمن) وقوله: (يضع الجبار قدمه في النار. كما قالتا: إن المسيح تدرع بالجسد الجسماني، وهو الكلمة القديمة المتجسدة. تماما كما قالت النصارى} (الملل والنحل- المسلمون- الخابطية والحدثية- أبي الفتح الشهرستاني).
والاختلاف أيضا حول قدم القرآن، ومقاصد الشريعة. وحول الأحاديث النبوية، ومدى صحة نسبها للنبي، وتوافقها مع القران الكريم. ولزوم الاستناد إليها أم إلى القرآن فقط.
لكن الخلاف الأهم الذي ما زال محتدما، ويشتد سعيرا، هو الخلاف حول الناسخ والمنسوخ، وإن كان الله يبدل في تعاليمه. وحول تفسير الآيات القرآنية، والظاهر والباطن والتأويل، ووضع أو عدم وضع هذه الآيات ضمن سياقها التاريخي، وأسباب نزولها، وربطها من ثمَّ بالزمان والمكان والحدث.
إن الاختلاف في فهم القرآن وتفسيره هو الذي عناه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بقوله أن (القرآن حمال أوجه). وقوله: (إن القرآن صحائف مكتوبة محصورة بين دفتين لا تنطق وإنما يقرأها الرجال) في رده على أتباعه الذين طالبوه بقبول تحكيم كتاب الله الذي رفعه جيش معاوية على أسنة الرماح في حرب صفين حين شعروا بدنو الهزيمة.
إن قول الإمام واضح لا لبس فيه. فالقرآن لا ينطق، وإنما الرجال الذين قرأوه هم الذين ينطقون بما فهموه وفسروه من آياته، كل حسب نشأته وبيئته وعلمه، وخلفياته الثقافية والأثنية. فإن أرادوا التشدد وجدوا، وإن أرادوا اليسر وجدوا. وإن أرادوا القتال والغلظة على غير المسلمين وجدوا، وإن أرادوا الرحمة والتسامح والجنوح للسلم معهم وجدوا.
إن الاختلاف في تفسير وتأويل الآيات القرآنية هو السبب الذي دفع فقهاء كل فرقة من الفرق الإسلامية إلى منع أتباعها من تفسير آيات القرآن، بحجة الخوف على هؤلاء الأتباع من الوقوع في المحظور والخطل. واشترطوا على من يرغب بالتفسير الحصول على (رخصة شرعية) تجيز له ذلك. في محاولة منهم لمنع التفاسير المخالفة لتفاسيرهم، والتي تهدد وحدة أبناء الفرقة، واستقلالها، وسلطة زعمائها. وتضمن الإبقاء على تفاسيرهم وحيدة تصول بين أتباعهم، للمحافظة على تماسك الفرقة، ومنع التعددية والانشقاق.
وبالرغم من وجود كل هذه الفرق وخلافاتها واختلافاتها، لا بد لنا من الاعتراف أن الصورة الآن تُظهر فرقتين إسلاميتين اثنتين لا أكثر، اختصرتا كل الفرق السابقة، وتعبران عن إسلامين مختلفين كل الاختلاف في الرؤية والممارسة والمعاملات.
إسلام يدعو إلى الولاء والبراء. الولاء للمسلمين المؤمنين، والبراء ممن عداهم. والقطيعة معهم. ويقسم العالم إلى دارين، دار للكفر، ودار للإيمان. دار للحرب، ودار للسلم. (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين- المائدة 51) وقوله (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير- البقرة 120).
إسلام يأمر بقتال الناس- الكفار حتى يصبحوا مسلمين، داعيا بذلك إلى الجهاد لنشر الدين. (أنفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون- التوبة 41) و (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير- التوبة 73) و(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون- التوبة 29).
إسلام يرى أن الدين الإسلامي لم ينتشر إلا بحد بالسيف، ولا يمكنه الانتشار إلا به. ويرى أن تعدد الأديان والمذاهب أمر مرفوض بعد الإسلام الذي جب ما قبله، لأن ذلك يثير العداوات والفتن بين الناس. ويدعو المسلمين لوأد هذه الفتن عن طريق القتال: ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله للهndash; البقرة 193) مستندا أيضا إلى حديث منسوب للرسول (ص) يقول فيه: (أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله).
وبهذا الخصوص يقول محمد عبد السلام فرج أحد قادة الحركات الإسلامية في كتابه الجهاد الفريضة الغائبة: (ويجدر بنا في هذا الصدد الرد على من قال إن الجهاد في الإسلام للدفاع وإن الإسلام لم ينتشر بالسيف وهذا قول باطل ردده عدد كبير ممن يبرز في مجال الدعوة الإسلامية والصواب يجيب عنه رسول. الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل (أي الجهاد في سبيل الله) قال: ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ). هذا الحديث في الصحيحين ومسند الإمام أحمد عن أبي موسى، فالقتال في الإسلام هو لرفع كلمة الله في الأرض سواء هجوماً أو دفاعاً، والإسلام انتشر بالسيف ولكن في وجه أئمة الكفر الذين حجبوه عن البشر).
وإسلام آخر يقول أن الدعوة إلى الإسلام لا تكون بالسيف والقتل والقتال، وإنما بالحكمة والموعظة الحسنة (أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين- النحل 125) وأن الهداية والضلال بيد الله وحده (فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء- فاطر 8). وينظر إلى آيات القتال والجهاد والبراء ضمن سياقها التاريخي، ويربطها بالزمان والمكان والأحداث. ويرى أن الزمان قد تغيير، ولا ضير في القرن الواحد والعشرين من تعدد المذاهب والمشارب والأديان. بل إن ذلك من طبيعة البشر، وحق من حقوقهم التي كفلها الله. كما يرى أن الجهاد هو جهاد النفس ضد شهواتها ومفاسدها وعيوبها، ويدعو إلى السلم والسلام بين البشر، وإلى التعايش والود والوئام بين الأمم والناس جميعا على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم. (يا أيها الناس إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير- الحجرات 13). وأيضا: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم- الأنفال 61).
إسلام يدعو إلى قتل من يترك الإسلام استنادا إلى القول المنسوب للرسول (ص): (من بدل دينه فاقتلوه).
وإسلام آخر يقول: لا آية في القرآن تدعو إلى قتل من يبدل دينه، والحديث المذكور قد يكون منحولا. وإن القرآن قد كرّس للإنسان حرية الاختيار.(لا إكراه في الدين- البقرة 256) وأيضا: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر- الكهف29).
كما أن الله سبحانه وتعالى خاطب الرسول (ص) بهذا الشأن فقال: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين- يونس99).
إسلام يؤمن بالنسخ في آيات القرآن. والنسخ يعني الإبطال أو الإزالة أو الإلغاء. ويرى أن آيات القتال قد نسخت كل آيات الرحمة والتسامح من القرآن، فلم يعد للتسامح والعفو مكان. ويسند رأيه بالآية (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير- البقرة 106).
وإسلام آخر يرى أن لا ناسخ ولا منسوخ في القرآن، بل الأحكام ثابتة، لأن الله لا يبدل في تعاليمه، وكلام الله لا يُنسخ. ويستشهدون على صحة رأيهم بالآية (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد- فصلت 42). ويردون على خصومهم بالقول:( إذا كانت أحكام في القرآن تبدلت في أقل من ربع قرن، فإن حكمة التبديل أظهر بعد مرور أربعة عشر قرنا- أحمد أمين).
إسلام يرى أن القرآن كتاب هداية. وإسلام يراه كتاب هداية وفلك وفيزياء وكيمياء.
إسلام يؤمن أن الأرض تدور حول الشمس. وإسلام يرى أن الأرض ثابتة والشمس تدور حولها وتجري كل يوم من الشرق إلى الغرب فتسجد عند العرش وتطلب من رب العرش البقاء.
إسلام يقول بكروية الأرض. وإسلام يراها مسطحة تثبتها الجبال. (ابن باز)
إسلام يؤمن بالعلم ويرفض الخرافات. وإسلام يتسلح بقصص وفتاوى موتى العصور الوسطى.
إسلام يدعو للاستزادة من علوم الدنيا. وإسلام يدعو للاستزادة من علوم الدين بحجة أن الله سيحاسبنا على علوم ديننا، لا على علوم دنيانا الفانية.
إسلام يشد للماضي، ويدعو للتقشف والعيش كما عاش المسلمون الأوائل، ويسمي الحضارة الحالية حضارة جاهلية، ويرى التجديد بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار..
وإسلام يرى في التجديد والتطوير حياة، ويدفع للمستقبل، ويدعو للتطور واللحاق بركب الحضارة الإنسانية والاستفادة من وسائل الرفاهية والتكنولوجيا الحديثة.
إسلام يؤمن بتغيّر الزمن وحركة المجتمعات وتطورها. وإسلام يؤمن بثباتها وجمودها.
إسلام يرغب في الاجتهاد لتطوير المفاهيم والمقولات الإسلامية لتلاءم العصر والمجتمعات الحالية.
وإسلام يرغب في قولبة العصر والمجتمعات الإنسانية لتتلاءم مع أطروحات فقهاء القرون المظلمة.
إسلام يؤمن أن الأمراض كل الأمراض جن كافر يدخل بدن الإنسان، وعلاجها بالرقى والتعاويذ وقراءة القرآن. وإسلام يؤمن أنها أمراض عضوية وعلاجها بالأدوية المركبة.
إسلام يدعو إلى إسقاط الأجنة المشوهة. وإسلام يرفض إسقاطها.
إسلام يؤمن بالسعي والعمل. وإسلام يؤمن بالتواكل.
إسلام يؤمن أن الإنسان مخيّر. وإسلام يؤمن أن الإنسان مسيّر، وكل ما يأتيه من خير وشر وغنى وفقر إنما قد كُتب له وهو جنين في رحم أمه، ولا يستطيع لحياته تغييرا أو تبديلا.
إسلام لا يرى مانعا من الزواج بأربعة نساء بحجة أن الله يحب أن تستحل رخصه. وإسلام يرفض تعدد الزوجات إلا في حالات قاهرة.
إسلام يؤمن أن المرأة ناقصة عقل ودين. وإسلام يراها صنو الرجل ونداً له، ويرى النساء شقائق الرجال.
إسلام يرى أن المرأة عورة من صوتها حتى أصبع قدمها.
وإسلام يراها إنسانا لا عيب فيها، خلقها في أحسن تقويم. (والتين والزيتون1 وطور سينين2 وهذا البلد الأمين3 لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم4)
إسلام يرى أن على الزوجة لو كان لها أن تسجد لأحد أن تسجد لزوجها. وإسلام يرى الزوجة شريك مكافئ للرجل في الحياة الزوجية.
إسلام يؤمن بحقوق الإنسان. وإسلام يرفضها بحجة أن الحقوق كلها لله.
إسلام يؤمن بالديمقراطية. وإسلام ينكرها ويعدها كفراً وعدوانا.
إسلام يؤمن بحق الشعب في حكم نفسه. وإسلام يرفض هذا الحق بحجة أن الحاكمية لله وحده.
إسلام يعتقد بقوة الإنسان. وإسلام يعتقد بضعفه.
إسلام يستند إلى حرفية النص. وإسلام يستلهم روح النص.
إسلام يرى الدين علاقة خاصة بين المرء وخالقه. وإسلام لا يرى العلاقة كذلك.
إسلام يعتمد العقل. وإسلام يعتمد النقل.
إسلام يدعو للتفكير. وإسلام يدعو للتكفير.
إسلام دعاته يقوون الإسلام. وإسلام دعاته يتقوون بالإسلام.
إسلام يدعو لسد باب الذرائع والتشدد. وإسلام يدعو لليسر.
إسلام يؤمن أن الوطن للجميع. وإسلام يراه وقفا للمسلمين دون سواهم.
إسلام يدعو لمخالفة الكفار في مأكلهم وملبسهم وأخلاقهم وكل شؤون حياتهم. وإسلام يدعو للاستفادة من علومهم وتطورهم والتمثل بهم في احترامهم للأنظمة والقوانين وحقوق الإنسان، وعلاقات التعاون التي تربطهم، ونبذهم للكذب والغش والخداع والنفاق.
إسلام يقول أن المسلم يدخل الجنة حتى لو زنى وسرق وشرب الخمر، وأن اليهود والنصارى فكاك المسلم من النار. وإسلام يقول (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يرى ومن يعمل مثقال ذرة شرا يرى- الزلزلة 7و8).
وجهان مختلفان للإسلام يتنافسان. وتياران يتصارعان. والتطور أبدا صراع بين القديم والجديد. ولكن مما يؤسف له أن هذا الصراع بدلا من أن يبقى في إطاره الفكري، اتخذ منذ زمن أشكالا دموية، أولها التكفير وآخرها الاغتيالات.
[email protected]
التعليقات