تستعد بغداد لاستضافة القمة العربية وسط استعدادات مكثفة تعكس حرص العراق على تقديم نموذج مشرف في تنظيم الفعاليات الكبرى، وإثبات قدرته على استضافة القادة والمسؤولين العرب بأفضل صورة. وتأتي هذه القمة في مرحلة تشهد فيها البلاد نهضة تنموية وإصلاحات واسعة تهدف إلى تعزيز مكانتها السياسية والاقتصادية إقليميا ودوليا، ما يجعل من هذا الحدث فرصة ذهبية لإبراز التحولات الإيجابية التي يشهدها العراق.

تشمل التحضيرات الجارية للقمة العربية مجموعة واسعة من الإجراءات اللوجستية والتنظيمية، بدءا من تعزيز الأمن في العاصمة والمناطق المحيطة بها، مرورا بتطوير البنية التحتية وتأهيل الشوارع والمرافق العامة، وصولا إلى توفير أماكن إقامة فاخرة تليق بمستوى الوفود القادمة إلى بغداد. وقد شهدت الفترة الأخيرة جهودا حكومية مكثفة لضمان سير الاستعدادات بسلاسة، مع التركيز على تحسين الخدمات وتعزيز قدرات القطاعات الحيوية لضمان نجاح القمة.

ومن أبرز الجوانب التي حظيت باهتمام خاص، مسألة الضيافة الفندقية، حيث يسعى العراق إلى توفير بيئة إقامة مريحة وعصرية للقادة والوفود المشاركة. في هذا الإطار، برزت استثمارات القطاع الخاص كعنصر حيوي في تعزيز قدرات بغداد الفندقية، ومن أبرز المشاريع التي يجري تنفيذها حاليا مشروع فندق موفنبيك الجديد، الذي يمثل إضافة نوعية للبنية التحتية السياحية والفندقية في العاصمة. يتم العمل على إنجاز هذا الفندق، المصنف ضمن فئة الخمس نجوم، وفق أعلى المعايير الدولية، ليكون جاهزا في الوقت المحدد لاستقبال الضيوف القادمين للمشاركة في القمة.

يتميز هذا الفندق بتصميم معماري عصري ومرافق متكاملة، تجعله واحدا من أهم المنشآت الفندقية التي ستخدم ليس فقط القمة العربية، بل أيضا زوار بغداد في المستقبل من رجال أعمال ومستثمرين وسياح. كما يتيح هذا المشروع الفرصة لتعزيز دور القطاع الخاص في دعم التنمية الاقتصادية، من خلال توفير بيئة مناسبة لاستضافة الفعاليات الكبرى، إلى جانب المساهمة في خلق فرص عمل جديدة ودفع عجلة النمو في قطاع الضيافة والسياحة.

في هذا السياق، يبرز دور رئيس الحكومة في تشجيع القطاع الخاص وتحفيزه ليكون شريكا أساسيا في عملية التنمية الاقتصادية. فمنذ توليه المنصب، تبنى سياسة واضحة تهدف إلى تقديم التسهيلات المصرفية والدعم اللوجستي للمستثمرين، ما يسهم في خلق بيئة أعمال مستقرة ومحفزة. وقد عملت الحكومة على إزالة العقبات البيروقراطية أمام الاستثمارات، وتسهيل إجراءات التراخيص، فضلا عن توفير الحوافز الضريبية والتمويلية لتعزيز المشاريع الإنتاجية والخدمية في مختلف القطاعات.

يؤمن رئيس الحكومة بأن دعم القطاع الخاص ليس مجرد خيار اقتصادي، بل هو ضرورة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وزيادة فرص العمل، مما ينعكس إيجابيا على الاقتصاد الوطني. ومن هذا المنطلق، تعمل الحكومة على تهيئة الأجواء لجذب المزيد من الاستثمارات، وخلق شراكات حقيقية بين القطاعين العام والخاص، وهو ما يتجلى بوضوح في المشاريع الفندقية والسياحية الحديثة، ومنها فندق موفنبيك، الذي يعكس نجاح هذا النهج في تشجيع رؤوس الأموال المحلية والأجنبية على الاستثمار في العراق.

ولا تقتصر أهمية القمة العربية على كونها حدثا دبلوماسيا يضم القادة والمسؤولين العرب، بل تمثل أيضا فرصة مهمة لاستعراض التطورات التي شهدها العراق في السنوات الأخيرة، والترويج للمشاريع التنموية والاستثمارية الجارية في مختلف المجالات. فمع وصول الوفود الرسمية إلى بغداد، سيكون بإمكان الحكومة عرض خططها الاقتصادية، وإبراز الجهود المبذولة في تطوير البنية التحتية وجذب الاستثمارات الأجنبية، ما يسهم في تعزيز ثقة الدول العربية بقدرة العراق على توفير بيئة استثمارية مستقرة ومزدهرة.

ومن خلال تكامل الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص، تتجلى صورة واضحة عن التوجه الجديد للعراق نحو تشجيع الاستثمارات والشراكات في مختلف القطاعات. فالدور الذي يلعبه المستثمرون في تطوير القطاع الفندقي، كما هو الحال مع مشروع موفنبيك، يعكس استراتيجية أوسع لدعم التنمية المستدامة، حيث بات واضحا أن مشاركة القطاع الخاص لم تعد تقتصر على قطاعات تقليدية مثل النفط والغاز، بل امتدت إلى مجالات أخرى كالسياحة والخدمات والبنية التحتية، وهو ما يعزز التنوع الاقتصادي الذي تسعى إليه الحكومة.

إن استضافة القمة العربية في بغداد ليست مجرد مناسبة سياسية، بل هي رسالة تعكس عودة العراق إلى دوره الريادي في العالم العربي، وقدرته على تنظيم الفعاليات الكبرى بمستوى عالٍ من الاحترافية. كما أن المشاريع التي تُنفذ في إطار هذه الاستعدادات، ومنها تطوير البنية التحتية وإنشاء الفنادق الفاخرة، تشكل إرثا طويل الأمد سيسهم في تعزيز مكانة بغداد كوجهة سياحية واقتصادية مهمة في المنطقة. ومع اكتمال هذه الاستعدادات، تستعد بغداد لأن تكون في قلب الحدث العربي، وتفتح أبوابها لقادة الأمة العربية في أجواء تعكس روح الضيافة العراقية العريقة والتطور الذي يشهده البلد على مختلف الأصعدة.