يبدو واضحا و بشكل جلي من أن رياح الإرهاب الأسود العاصفة التي ضربت وتضرب مشرق العالم العربي ومغربه لم يعد يقف أمامها مناطق خضراء ولا حمراء ولا صفراء؟ بل أضحى الإرهابيون وفي عز الحرب الدولية المشهرة على الإرهاب وأهله يتمتعون بحرية الحركة و سلاستها وفي إختيار الأهداف المطلوبة، ولعلها ليست مجرد مصادفة أن تجتمع أحداث الدار البيضاء والجزائر وبغداد في نفس الوقت ومن نفس الأطراف رغم التباينات البسيطة بينها، فالأهداف واضحة للغاية ولا تحتمل أي تأويل أو تفسير؟ فمن يتغنى بنغمة و شعار ما يسمى بالمقاومة الشريفة جدا في العراق ثم يمعنون في تفجير الجسور و قطع سبل الحياة وتفجير جثث الأطفال والنساء والشيوخ و ترويع الآمنين في مدن العراق المنكوب بعصابات الجريمة والطائفية والإرهاب هم أنفسهم و إن تبدلت جلودهم من يقتل الآمنين ويعكرون صفو الحياة في المغرب والقاهرة وعمان والجزائر، إنها تيارات الموت المتأسلمة المجرمة التي عاثت و تعيث في الأرض فسادا تحت صهيل و رنين الشعارات الدينية و الوطنية المزيفة، أما حادث التفجير الإرهابي في كافتيريا البرلمان العراقي العتيد فهو إمتداد لمحاولات إرهابية سابقة لم تنجح كان أبطالها بعض القوى السياسية العراقية الممثلة في ذلك البرلمان!! عن طريق إدخال عبوات ناسفة و شحنات تفخيخية تحت حماية وغطاء من الحصانة الدبلوماسية التي أمتهنت بشكل مهين في عراق المحاصصة الطائفية وبشكلها الديمقراطي المجوف الفارغ من أية مضامين تحررية عراقية حقيقية!! فهذا البرلمان تحول في ظل حالة الفشل و العجز العراقية لمجرد فندق من تصنيف النجوم الخمس يضم للأسف بعضا من الإرهابيين من مختلف الطوائف و الملل و النحل العراقية سواء من عملاء إيران أم من عملاء الشيطان، فهنالك العديد من الأعضاء في حالة هروب فعلي من قضايا جنائية بإعتبارهم مزورين و لصوص أو مهربين!! بينما هرب البعض الآخر بدعاوي الخوف من المطاردة الأميركية أو التطبيقات الميدانية لخطة أمن بغداد التي ضربت في إنفجار البرلمان العراقي في مقتل مركزي لا يستهان به!! بعد أن سربت أوساط حكومية مسؤولة كل المعلومات الأمنية اللازمة للعناصر المقرر إعتقالها لتختفي في لمح البصر و تذوب في الأحضان الإيرانية الدافئة!! وبذلك سجلت الخطة الأمنية فشلها قبل أن تبدأ ؟ ولا أدري حقيقة كيف أن منطقة محمية بشكل حقيقي وتتمتع بأقصى درجات الأمان و السلامة كالمنطقة الخضراء (حماها الباري من كل هامة و لامة) يستطيع أهل الإرهاب التحرك فيها بأسلحتهم الغادرة بكل حرية! بل و يختارون الأهداف المنتخبة! و يسجلون نقاطا ثمينة في حرب الإرهاب و بشكل يدمر كل الجهود الحثيثة لإقرار الأمن و السلام و مباشرة البناء التي أضحت اليوم في ظل فشل العملية السياسية ووصول النزاع بين القوى السياسية المتباينة لمرحلة كسر العظم التي تنبأ عن سيناريو إنفجاري مستقبلي رهيب ما لم يتم تدارك الموقف و البدء بتشكيل قوى سياسية و جماهيرية جديدة قد تستطيع حقن النزيف العراقي وإعادة الحياة للروح الوطنية المفقودة...
الإرهابيون في نعيم لأنهم باتوا يتمتعون بحماية رسمية على ما يبدو، و لدغاتهم قد تجاوزت الجهاز العصبي المركزي للعراق؟ وهي لدغات مسمومة أشرت بشكل جلي على الفشل السياسي و الأمني العراقي بأبشع صيغه و معانيه، و أكدت للأسف على حقيقة أن بعض القوى السياسية العراقية ما هي إلا مخلب قط لبعض الجماعات الإرهابية التي أخترقت كل ما كان يتصور أنها قلاع أمنية محصنة، فالمعركة مع الإرهاب وأهله في العراق معركة طويلة تستوجب إجراء عملية جراحية حقيقية وواسعة النطاق للواقع السياسي المريض في العراق... إنفجار البرلمان العراقي ليس مجرد خلل أمني.. بل أنه فضيحة حقيقية و إنهيار حقيقي لكل الآمال الشعبية الهادفة لقيامة عراقية جديدة سيكون الطريق لها واحدا من أشق المهام في عراق باتت أجزائه في حالة تشظي و إنفجار مرعب.... من يستطيع إطفاء الحريق العراقي ؟... تلك هي المسألة..!.
- آخر تحديث :
الديمقراطية العراقية تنفجر... الإرهاب في نعيم؟
- 0
التعليقات