الحلقة الثالثة

الكفاءات العراقية تعرضت لظلم، ظلم شمولي، كلنا شاركنا في هذه الجريرة المفزعة، كلنا مسؤولون عن هذا الظلم، هذه الكفاءات سواء في الداخل أو الخارج تعرضت للظلم لما حرمناها مواقعها اللائقة بها، في الوزارات، وفي البرلمان، وفي المواقع المتقدمة من الوظيفة، تعرضت للظلم لما قدمنا عليها المنتسبين حزبيا، لما أضطررناها أن تذعن لآوامر رجل دين سواء كان رجل الدين هذا شيعيا أ و سنيا، تعرضت للظلم عندما يتجاهلها رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية أو أي مسؤول حكومي كبير في تسيير أمور الدولة، في تصميم العلاقات الخارجية، في حل المشكلات الاقتصادية والسياسية والامنية والاجتماعية، لقد ظلمنا هذه الكفاءات عندما نسمح لمجموعات عصابية من مدعي التدين والانتصار للمذهب السني او الشيعي بالاعتداء على اساتذة متحترمين، أنهوا حياتهم بالدرس والبحث والتعليم والتوجيه والبناء، لقد تعرضت هذه الكفاءات للظلم عندما يستهين بهم رئيس الوزراء في سفرات عمله إلى السعودية أو اليابان أو أي مكان أخر، فيما يصطحب مجربين بالعمل السياسي، لا يحملون أي أختصاص يشجع على أن يكونوا أ هلا لمثل هذه المهمات التي تمس مصير البلد، مستقبل العراق، كل العراق، نظلم هذه الكفاءات عندما نجعلها تحت رحمة (فضائية ) تنشر الجهل، يتبرك كبير طاقمها ( بخوط قيمة عاشورا/ قيم عاشوراء بريئة من كل هذا hellip; )، نظلم هذه الكفاءات عندما نسلِّم وزاراة العلم والتعليم والتربية بعهدة الإنتماء الحزبي وليس بعهدة الامانة العلمية، بعهدة الخبرة، بعهدة التجربة الطويلة، بعهدة علماء النفس والتربية والاجتماع.

الحلقة الأولى
الحلقة الثانية

لقد خرج علينا قبل أيام مسؤول حكومي يستبعد التغيير الوزاري، والحجة أن المرشحين لإشغال الوزارات التي يمكن أن تخضع للتغيير ليسو أكفاء، بل هم أقل كفاءة من الوزرا ء الذين سبقوهم، ومن هنا، تشخص بعض معالم الظلم الفادح بحق الكفاءات العراقية، ترى هل عدم العراق حقا كفاءات من خارج هذه الكتل البرلمانية التي تدعي التدين والعراقية والوطنية وحب الشعب ؟
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ترى أين هو رئيس الوزراء من الاهتمام بالكفاءات العراقية فيما إ ذا كانت تلك الكتل قد خانت ربها ودينها ووطنها، فلا يهمها أن ترشح أميا أو ساذجا أو مرتزقا لمثل هذه المواقع الحساسة ؟
أليس على رئيس الوزراء وهو أكاديمي أن يعلن ثورته كي يكون قدوة للاخرين ؟ بل كي يعلن للشعب أن لا مكان لغير الكفاءة، وأن الكفاءة فوق كل مقياس آخر ؟ أليس من الواجب على رئيس الوزراء أن يطلب جردا باسماء وعنواين الكفاءت العراقية داخل العراق وخارجه، لكي يقول لهم : تعالوا، هذا مكانكم، هذه كراسيكم، هذه غرف بحثكم، في النفط، في الاقتصاد، في الاعلا م، في السياسة الخارجية، وبذلك يخلق ثورة إدارية، بل ثورة معرفية، بل ثورة أخلاقية.
رفع الحيف عن الكفاءات تبدا على يد رئيس الوزراء، وليس على يد هذ االوزير أو ذاك، وتبدا من مكتبه وليس من خارج مكتبه، تبدا بثورة يقوم بها السيد المالكي، يتمرد من خلالها على كل الوان الوصايات الا وصاية الوطن والضمير والشعب، وقبل هذا وذاك وصاية الله.
ليس الوقت مناسبا للحديث عن الكافاءات العراقية في الخارج، ولا أعتقد ان الأسباب مجهولة، وأتصور لو أن السيد المالكي يفكر بكفاءات الداخل الأن قبل أن يفكر بكفاءات الخالج، وبالفعل، فقد كان هناك ثمة إستغراب أثاره نداء السيد المالكي، أو مشروعه القاضي بإعادة الكفاءات العراقية في الخا رج، ولست أدري كيف يفكر السيد رئيس الوزراء بهذه الطريقة، فيما كفاءات الداخل مهددة با لموت، ا لموت على يد الإرهابين، والموت على يد المتشددين، ومن ثم الموت البطيء، الموت المعنوي باستبعادهم، وإذلالهم، و عدم الإستفادة منهم، وتفضيل الحزبيين عليهم.
هل يتشجع السيد المالكي ويعلن ثورته ؟
ثورة الكفاءات ؟
في مكتبه تبدا المعركة ؟
من حوله تبدا الصيحة ؟
هناك البداية hellip;
وإذا كان حقا مضغوطا عليه من بعض الذين لا يخافون الله، من الذين يفكرون بمنطق ( النهيبة hellip; النهيبة ) فما عليه إ لا أن يصارح الشعب.
والله من وراء القصد