هناك دراسة سعودية تدعو لضرورة تفعيل البريد الالكتروني تقول،quot;أن التعميم الواحد الذي يصدر من وزارة التربية والتعليم في السعودية الى المدارس،يحتاج الى ثلاثمئة ألف ورقةquot; -فالمعذرة للأشجار !!
وفي تصوري أنه آن الأوان لتفعيل البريد الالكتروني للتواصل،حيث يبدو هدرالورق واستخدام البريد لايصال كل فكرة أو خبر أو أمر، يشبه اليوم الرحيل والسفر على ظهر البغلة بدلا من المواصلات الحديثة. في السعودية لا يستخدم الانترنت الا من قبل عشرة بالمئة فقط من السكان،لكن تظل الحاجة هي أم الاختراع والاستخدام أيضا،وسيدخل البقية عالم الانترنت اذا اضطروا لذلك،بعض المدارس الأهلية في الرياض فعّلت التواصل الالكتروني حيث لكل طالب ومعلم واداري بريد الكتروني،والموقع الكتروني للمدرسة يقرأ من خلاله الأنشطة والتعميمات والجداول الدراسية والخطط الأسبوعية والنتائج،ويستخدمه الطلاب وأولياء الأمورفعلا لأنهم ببساطة لا يملكون خيارا آخر،وعندما قرر حاكم دبي أن يحولها الى مدينة الكترونية أعطى جميع موظفي الدولة مهلة محددة ومن لا يركب القطار خلال هذه المدة سيفوته.

لكن يظل التعامل الالكتروني اليوم يحتاج الى بعض القواعد والاسس،وهو ما نشط به المعنيون بهذا العالم الافتراضي،ولو تصفحت ما كتب حول (ايتيكيت الانترنت )ستجد الكثير من الأفكار التي تحاول (أنسنة )هذا الكائن،والاستفادة القصوى منه والتقليل من ازعاجاته،فمثلا يرى خبراء الايتيكيت أنه من الضروري واحتراما لوقت المرسل اليه أن يكون الموضوع واضحا ومحددا لمحتوى الرسالة،وأيضا يرون تجنب استخدام الحروف اللاتينية الكبيرة في كتابة الرسالة لأنه على حد قولهم quot;يشبه الصراخ عبر الانترنت quot;ويفضل ألا تتجاوز الرسالة الالكترونية الخمسة أسطر،ويرون أن الرسالة الالكترونية اكثر مرونة في الالتزام بالقواعد اللغوية وعلامات الترقيم من الرسائل الورقية،ويرون ان استخدام الوجوه المعبرة (الوجه الضاحك والساخر والحزين....)لا يليق برسائل العمل الرسمية ويفترض ألا تستخدم خارج نطاق الأصدقاء،ومن قواعد الايتيكيت الالكتروني أيضا أنه عندما ترسل رسالتك الى مجموعة أن تستخدم خانة العناوين المخفية (بي سي سي )فكما أنه لا يليق بك أن تعطي أحدا رقم هاتف بدون استئذان صاحبه فلا يليق أيضا أن تنشر العنوان الالكتروني بدون اذن صاحبه،ويضيف احد الخبراء أيضا أن كثرة العناوين المعروضة توحي بعدم خصوصية الرسالة وبالتالي عدم أهميتها.

هذه بعض قواعد الانترنت التي يضعها خبراء الغرب، ومن طرفي أحب أن أضيف بعض القواعد و(الأصول )التي تفرضها علينا قيمنا الدينية وشهامتنا العربية وحسنا الوطني،فمثلما أنه لا يليق بالانسان أن يجرح شخصا آخر في مجلس أو (ديوانية )فمن غير اللائق أيضا أن يجرحه على شاشة كمبيوتر،ومثلما أنه لا يليق بالانسان أن يروج لشائعات أو يشهر بأشخاص فهو أيضا مسؤول عن عدم (فرودة )الرسائل الالكترونية التي تكون على هذه الشاكلة،وبما أننا في موضة الفتن الطائفية في هذه الأيام، فمن الذوق والحس الوطني ألا نروج للرسائل التي تمس المذاهب الاسلامية الأخرى وتشعل الفتن أوالمساهمة في نشر الفتاوى الدينية التي لا نعرف مصدرها.
لا يزال عالم الانترنت خارج القوانين، ولذلك ايجابيات بقدر ما به من سلبيات ومن الآن حتى يضع الانسان ( مذكرة ) في القوانين الالكترونية،ليس امامنا سوى ( تفعيل )الضمير والمسؤولية والحس الانساني.

[email protected]