يعتبر السياسي الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ولد في 28 كانون الثاني / يناير 1955 من أكثر السياسيين الفرنسيين عداءا للحق العربي والإسلامي ومن أكثر المبغضين للجالية الإسلامية في فرنسا والتي أراد أن يجيرها لخدمة المصالح الأمنية الفرنسية ذات يوم، فمعروف عن ساركوزي أنّه يهودي من أصل مجري و أنّ اللوبي الصهيوني اليهودي في فرنسا والغرب وضع ثقله كل ثقله في معركته الرئاسية المقبلة ضدّ الحزب الإشتراكي ومرشحته سيغولين رويال التي إتهمّت ساركوزي علانية بالكذب الصريح وتساءلت عما إذا كان ساركوزي مؤهلا لحكم فرنسا.
وكان نيكولا ساركوزى رئيس الحزب الحاكم الإتحاد من أجل حركة شعبية والمرشح اليمينى للرئاسة الفرنسية ووزير الداخلية قد تخلى عن منصبه كوزير للداخلية للتفرغ لمعركة الإنتخابات الرئاسية القبلة...

وللإشارة فإنّ الطبقة السياسية الفرنسية تكره جملة وتفصيلا وزير الداخلية نيكورلا ساركوزي الذي يلوّح دوما بسياسة العصا الفولاذية ومبدأ الإستئصال، و لولا إصطفاف وسائل الإعلام الفرنسية التي يملكها يهود فرنسيون وراء ساركوزي لما كان له ذكر سياسي يذكر في فرنسا، فاليساريون الفرنسيون يعتبرون نيكولا ساركوزي بوش الصغير و هو في نظرهم محافظ جديد تماما كالرئيس الأمريكي جورج بوش الذي تحركّه نزواته الإيديولوجية، والجمعيات الإسلامية الفرنسية تعتبر ساركوزي أحد الإستئصاليين العتاة الذين يتعاملون مع المسلمين المهاجرين في فرنسا بمنطق الإستئصال والعقلية الأمنية، و الأجيال المهاجرة الفرنسية وتحديدا الجيل الثاني و الثالث فترى ساركوزي أحد الممسوخين العنصريين الذين وصفوا المهاجرين بالقذارة و كان تصريحه هذا وراء صبّ الزيت على ثورة المهاجرين في فرنسا..

و لولا إنتعاش اليمين الفرنسي و الأوروبي بشكل عام بسبب بعض الأحداث الأمنية الداخلية في فرنسا والغرب و بسبب أحداث العالم الإسلامي لما أمكن لساركوزي أن يطلق العنان لخطابه الذي يشبه إلى حدّ كبير خطاب جورج بوش الإبن، فها هو ساركوزي وقبل الإنتخابات الرئاسية يعلن أنّه لو تمّ إنتخابه رئيسا لفرنسا سيعاقب السودان من جانب واحد، و بالتأكيد سيرمي نصف المهاجرين غير الشرعيين إلى البحار ويخلّص فرنسا من شرورهم كما يزعم علما أنّ المهاجرين يعتبرون أصحاب فضل ليس في معارك فرنسا الحربية ضد ألمانيا فحسب بل في نهضة فرنسا عموما...
وبالعودة إلى أزمة دارفور فإنّ بوش الصغير ساركوزي لم تعجبه المشاريع الأممية الراهنة في كيفية حلّ أزمة دارفور بل إقترح إقامة إشراف جوي على منطقة دارفور و الممرات المخصصّة للمساعدة الإنسانية لتمكين المنظمات الإنسانية من أداء عملها وغير ذلك..
وفي نظر رئيس الحكومة الفرنسية دومينيك دوفيلبان فإنّ ساركوزي يدافع عن المثل العليا لأسرتنا السياسية كما قال دوفيلبان ولوضع الفرنسيين أمام أوضح خيار ممكن.

وساركوزي الذي قدما والداه بول ساركوزي الأب وأندري الملاح إبنة تاجر يهودي مجري من المجر في شرق أوروبا خوفا من تأميم أموالهم من الحكومة الشيوعية الروسية التي كان لها نفوذ كبير في بودابست عاصمة المجر..لم يشفع له هذا الأصل كونه مهاجرا من إحترام المهاجرين القادمين من بلاد المغرب العربي والعالم الثالث بشكل عام..
و يعترف بعض القيمين على الجمعيات الإسلامية في فرنسا أن ساركوزي كان يتعامل معهم بشكل مستفّز و كان يردهم جواسيس لوزارة الداخلية مقابل الإحتفاظ بالإقامات أو ببعض الإمتيازات...

فساركوزي الذي إرتبط بعلاقة غرامية مع إبنة السفير المجري في العاصمة الفرنسية باريس يوهم الفرنسيين أنّه وطني أكثر منهم وأنّه فرنسيّ أكثر منهم، و أنّه سيدافع إلى النخاع عن المواطنة الفرنسية و الثقافة الفرنسية و الهوية الفرنسية و مبادئ الدولة العلمانية ومن خلال هذه الشعارات البراقة إستطاع أن أن يستحوذ على مكان في الخارطة السياسية الفرنسية بل إستطاع ان يخادع أستاذه الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي إغتال سياسيا كل الورثة السياسيين المحتملين له عدا ساركوزي الذي إستطاع بخبثه الميكيافيلي و سليقته وحيله اليهودية أن يتسلل إلى المواقع الأمامية في فرنسا، و ترشحه إستطلاعات الرأي العام بالفوز في الإنتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا، وسيكون اللوبي اليهودي في فرنسا قد ضرب ضربة معلم و محترف أيضا....