لا يختلف باحثان جادان على توصيف النظام المصرى الحالى، فهو نظام تنطبق عليه كل سمات النظم السلطوية كما تعرفها العلوم السياسية. ومن سمات هذه النظم السلطوية إنها لا تترك مجالا للتغيير السلمى المنضبط، وحتى إذا خضعت لضغوط من آجل إجراء إنتخابات نزيهة فإنها تلغى هذه الإنتخابات أو تشكك فيها أو ترفض تسليم السلطة طوعيا كما هو الحال فى زيمبابوى. النظم السلطوية إذن لا تترك اى مجال لتغيير قمة النظام السياسى ومؤسسات الدولة الرئيسية سلميا ويأتى ذلك التغيير اما عبر الوفاة او الإغتيالات او الإنقلابات العسكرية أو العصيان المدنى أو عبر سيناريو الفوضى الذى يسعى لهدم كل شئ دون رؤية حقيقية لما بعد هذه الفوضى، حيث تكون الفوضى هى الهدف والوسيلة معا.
وهناك فرق كبير بين العصيان المدنى والفوضى، حيث أن الفوضى تنتج نظما سلطوية أخرى أو دولة فاشلة فى حين أن العصيان المدنى المنطلق على ارضية الدولة العلمانية هو أداة للتغير السلمى الديموقراطى.
الفوضى يصحبها تخريب ودمار واسع، أما العصيان المدنى فهو وسيلة تغيير سلمى غير عنيف حتى ولو صحبه مؤقتا بعضا من اعمال الشغب نتيجة اندفاع الجماهير.
العصيان المدنى وضع مؤقت يصحبه عدم استقرار مؤقت ولهذا وصف بأنه quot; عدم إستقرار بناءquot;، فى حين أن الفوضى قد ينتج عنها دولة فاشلة مع ما يلازم ذلك من عدم إستقرار قد يطول.
الفوضى تقودها قوى مخربة عمياء ليس لديها رؤية، أما العصيان المدنى فتقوده قوى حية من المجتمع المدنى وقوى الشعب والتى لا تريد فقط تغيير رأس النظام وإنما مؤسساته بالكامل من آجل بناء ديموقراطى جديد قائم على العدل على أنقاض نظام ظالم ومنبوذ من التيار الرئيسى فى الشعب ولا يعمل لصالح شعبه.
الفوضى قد يسبقها ظهور مليشيات مسلحة ولكن فى معظم الاحوال ينتج عنها مليشيات مسلحة ملازمة لظهور الدولة الفاشلة، اما العصيان المدنى فيعمل من آجل بناء قوة موحدة للدولة على أسس ديموقراطية وسليمة.
العصيان المدنى له مشروعية دولية كوسيلة للتغير عند إنسداد آفاق الحلول وتفشى الظلم، والفوضى ليس لها مشروعية دولية ولا اخلاقية.
كل من الفوضى والعصيان المدنى تنتجان عن تراكم الغضب والسخط على الوضع القائم، وكلاهما نتيجة أيضا لتراكم فكرى وثقافى وسلوكى يصب إلى النتيجة بالتبعية، فهناك شعوب تراكم لديها من الثقافة والفكر والحيوية المجتمعية والتطلع نحو التغيير الإيجابى بما يؤهلها للتغيير الديموقراطى حتى ولو جاء ذلك عبر العصيان المدنى، وهناك شعوب يزداد فكرها وثقافتها فاشية وسلوك افرادها يتجه نحو الفوضى كما أن القوى المخربة بها تعمل بجدية من آجل تجنيد العوام وقودا للفوضى اما عبر دعوات دينية عنصرية أو عبر دعوات فاشية قومية.
العصيان المدنى إذن اعتمد كأداة للتغيير، والفوضى صنفت كأداة للتخريب ونتيجة له.
كل من العصيان المدنى والفوضى ياتى نتيجة لإنسداد افق التغيير، وكلاهما وسيلة راديكالية، وكلاهما لن تعود الحياة بعده كما كانت من قبله.
ما يؤسفنى أن كل الأمور تسير بشكل منتظم فى مصر نحو الفوضى، وفى الغالب سينتج عن هذه الفوضى فاشية أخرى وقد ينتج عنها نموذج لدولة فاشلة، فالمناخ الفكرى والثقافى والسلوكى فى مصر يقول بوضوح بأن الدولة متجهة نحو الفوضى.
معظم المؤسسات المصرية فى حالة فساد وتدهور يؤهلها للفوضى. الصحافة المصرية والإعلام المصرى يعملان بهمة من آجل هذا السيناريو. الذهنية المصرية المصبوغة بهلوسة وتشوش دينى مقبض تجعل سيناريو الفوضى هو الأقرب إلى التحقيق.
الفساد المؤسسى الواسع وسوء توزيع الدخل والذى افضى إلى خلل رهيب فى توزيع الدخول وفروق شاسعة بين الأغنياء والفقراء وحالة من السخط والحقد الطبقى.
فساد المجتمع المدنى ونخبويته وخموله ومحدودية تأثيره وعمل معظمه كخادم لأجندة تمويل غربية بدون إيمان حقيقى بقيم المجتمع المدنى يجعل سيناريو الفوضى هو المنطقى.
القوى الدينية غير الرسمية ودور المؤسسات الدينية الرسمية كلها تصب فى تعميق ذهنية الفاشية الدينية عند التيار الرئيسى من الشارع.
فساد الاحزاب السياسية، التى ولدت من رحم النظام وليس تعبيرا عن قوى حقيقية فى الشارع، يجعلها جزءا من هذا النظام السلطوى وليست جزءا من مشروع تغيير حقيقى.
النظام السياسى الذى اطلق وربى قوى الأصولية الدينية ساهم بشكل رئيسى فى شكل النظام الذى سيخلفه.
حتى سيناريوهات التغيير كلها تصب فى سيناريو الفوضى وتوابعه، فاهم السيناريوهات التى يتداولها المصريون لما بعد مبارك تنحصر فى تولى سلطة عسكرية جديدة للحكم أو تولى الفاشية الدينية وكلاهما نظم سلطوية تنتج عن سيناريو الفوضى، أما سيناريو التغيير الديموقراطى الليبرالى فهو عند أكثر المتفائلين سيناريو ليس له فرص تذكر فى المستقبل.
كما قلت أن حالة الفوضى قد تطول أو تقصر، وفى حالة قصرها يأتى نظام سلطوى آخر ليتولى الحكم وفى حالة إستمراها ينتج عنها حالة واسعة من التخريب والدولة الفاشلة.
المستفيد الأول من سيناريو الفوضى فى مصر هم جماعة الاخوان المسلمين، ولهذا يغذون كل القوى التى تعمل من آجل الفوضى ويشترون الصحف التى تقوم بجهد فى هذا الاتجاه،ويعادون كل القوى العقلانية المحدودة فى مصر ويشهرون بها، ويخترقون بعض منظمات المجتمع المدنى لكى تعمل من آجل إستيلائهم على الحكم تحت زعم إيمانهم بقواعد الديموقراطية.والاخوان المسلمون يعملون على اتجاهين من آجل تحقيق مصالحهم فى هذا التغيير المدمر، الاول يحاولون إيهام العالم بأنهم قوة تعمل لصالح الديموقراطية ومن ثم فهم مؤهلون لحكم مصر وعندما تناقشهم فى تفاصيل مشروعهم هذا تكتشف من اول وهلة بأنه مشروع دولة دينية فاشية على اعلى مستوى،وبأن برنامجهم يشبه القبور المبيضة من الخارج وداخلها عظام وروائح نتنة.أما الاتجاه الثانى الذى يسلكه الاخوان فهو تشجيع كل القوى التى تسعى لهدم النظام القائم واسقاطه، ولهذا رفعوا شعارا عمليا يقول كل من هو ضد النظام ويسعى لاسقاطه فهو معنا فى هذه المرحلة، وعندما تعم الفوضى ونسيطر على الحكم سنعيد مرة أخرى تصنيف العدو والحبييب وفقا لمعاييرنا الدينية العنصرية.
نعم هناك جيوب صغيرة فى مصر تدرك ذلك وتقدم رؤية عقلانية للتغيير ولكن هذه الجيوب ليس لها وزن حقيقى فى الشارع ولا تملك ادوات واساليب التغيير ومحل إضطهاد من النظام القائم والقوى الدينية الفاشية معا، كما إنها لا تستجيب لتطلعات حالة الهياج الواسعة فى الشارع والتى تكره النظام القائم وكل تفكيرها وآمالها تنحصر فى اسقاطه وليس فى مستقبل مصر بعده.
قد لا ابالغ فى القول أن الفوضى فى مصر مطلب لتيار كبير فى الشارع ساخط على كل شئ ويرئ أن اسوأ سيناريو أفضل من وضعه البائس هذا وذلك فى ظل وجود تيار دينى تخريبى يغذى يوميا حالة السخط هذه للتعجيل بسيناريو الفوضى.
ولهذ لم اقابل باحث أو محلل سياسى سواء فى الغرب او الشرق مطلع على تفاصيل الحالة المصرية ويرى إنها تتجه نحو التغيير الديموقراطى الحقيقى،مئات المقالات والدراسات والكتب والتحليلات التى نشرت فى مراكز الابحاث والصحف الغربية تجمع فى معظمها على ان سيناريوهات صعبة تنتظر الحالة المصرية. فهل كل هؤلاء مخطئون؟.فى تصورى لا، إن مصر بالفعل ينتظرها مستقبل عند الحد الادنى ضبابى وغامض وعند الحد الأقصى حالة من الفوضى والتخريب الذى يكرس لدولة فاشلة.ولكن هذا الحراك المصرى الساخط لن ينتج عنه ديموقراطية حقيقية لأن مكونات هذا السخط ودوافعه والقوى المحركة له والمستفيدة منه تعمل فقط من آجل الفوضى... هذا ما أراه... واتمنى ان اكون انا وغيرى من عشرات الباحثين والمحللين مخطئين وتنتصر رؤية المتفائلين.
ولكن عمليا على الجميع دراسة تبعات حالة الفوضى من الآن وخاصة الأقليات غير المسلمة، فالأقباط سيكونون الطرف الأكثر تضررا من حالة الفوضى.. وسيناريو التطهير الدينى الذى يحدث فى العراق هو الشكل المتوقع لما سوف يعانيه الأقباط تحت وضع الفوضى أو حكم الفاشية الدينية.
والسؤال هل أستعد الأقباط فى مصر لسيناريو الفوضى أو سيناريو الدولة الدينية الإسلامية الفاشية.
الأجابة للاسف لا. السؤال الآخر ما العمل؟. الموضوع كبير ويحتاج إلى عمل حقيقى وجاد من الشخصيات القبطية الكبيرة الجادة والمؤهلة، ويؤسفنى ان اقول ان الأقباط غير مستعدين أصلا لسماع الحلول فمعظمهم فى حالة من التيه خاصة بعد أن تصدر المشهد القبطى فى الداخل والخارج الكثير من المهرجين والارجوزات والمدعين وصغار القوم.
[email protected]
وهناك فرق كبير بين العصيان المدنى والفوضى، حيث أن الفوضى تنتج نظما سلطوية أخرى أو دولة فاشلة فى حين أن العصيان المدنى المنطلق على ارضية الدولة العلمانية هو أداة للتغير السلمى الديموقراطى.
الفوضى يصحبها تخريب ودمار واسع، أما العصيان المدنى فهو وسيلة تغيير سلمى غير عنيف حتى ولو صحبه مؤقتا بعضا من اعمال الشغب نتيجة اندفاع الجماهير.
العصيان المدنى وضع مؤقت يصحبه عدم استقرار مؤقت ولهذا وصف بأنه quot; عدم إستقرار بناءquot;، فى حين أن الفوضى قد ينتج عنها دولة فاشلة مع ما يلازم ذلك من عدم إستقرار قد يطول.
الفوضى تقودها قوى مخربة عمياء ليس لديها رؤية، أما العصيان المدنى فتقوده قوى حية من المجتمع المدنى وقوى الشعب والتى لا تريد فقط تغيير رأس النظام وإنما مؤسساته بالكامل من آجل بناء ديموقراطى جديد قائم على العدل على أنقاض نظام ظالم ومنبوذ من التيار الرئيسى فى الشعب ولا يعمل لصالح شعبه.
الفوضى قد يسبقها ظهور مليشيات مسلحة ولكن فى معظم الاحوال ينتج عنها مليشيات مسلحة ملازمة لظهور الدولة الفاشلة، اما العصيان المدنى فيعمل من آجل بناء قوة موحدة للدولة على أسس ديموقراطية وسليمة.
العصيان المدنى له مشروعية دولية كوسيلة للتغير عند إنسداد آفاق الحلول وتفشى الظلم، والفوضى ليس لها مشروعية دولية ولا اخلاقية.
كل من الفوضى والعصيان المدنى تنتجان عن تراكم الغضب والسخط على الوضع القائم، وكلاهما نتيجة أيضا لتراكم فكرى وثقافى وسلوكى يصب إلى النتيجة بالتبعية، فهناك شعوب تراكم لديها من الثقافة والفكر والحيوية المجتمعية والتطلع نحو التغيير الإيجابى بما يؤهلها للتغيير الديموقراطى حتى ولو جاء ذلك عبر العصيان المدنى، وهناك شعوب يزداد فكرها وثقافتها فاشية وسلوك افرادها يتجه نحو الفوضى كما أن القوى المخربة بها تعمل بجدية من آجل تجنيد العوام وقودا للفوضى اما عبر دعوات دينية عنصرية أو عبر دعوات فاشية قومية.
العصيان المدنى إذن اعتمد كأداة للتغيير، والفوضى صنفت كأداة للتخريب ونتيجة له.
كل من العصيان المدنى والفوضى ياتى نتيجة لإنسداد افق التغيير، وكلاهما وسيلة راديكالية، وكلاهما لن تعود الحياة بعده كما كانت من قبله.
ما يؤسفنى أن كل الأمور تسير بشكل منتظم فى مصر نحو الفوضى، وفى الغالب سينتج عن هذه الفوضى فاشية أخرى وقد ينتج عنها نموذج لدولة فاشلة، فالمناخ الفكرى والثقافى والسلوكى فى مصر يقول بوضوح بأن الدولة متجهة نحو الفوضى.
معظم المؤسسات المصرية فى حالة فساد وتدهور يؤهلها للفوضى. الصحافة المصرية والإعلام المصرى يعملان بهمة من آجل هذا السيناريو. الذهنية المصرية المصبوغة بهلوسة وتشوش دينى مقبض تجعل سيناريو الفوضى هو الأقرب إلى التحقيق.
الفساد المؤسسى الواسع وسوء توزيع الدخل والذى افضى إلى خلل رهيب فى توزيع الدخول وفروق شاسعة بين الأغنياء والفقراء وحالة من السخط والحقد الطبقى.
فساد المجتمع المدنى ونخبويته وخموله ومحدودية تأثيره وعمل معظمه كخادم لأجندة تمويل غربية بدون إيمان حقيقى بقيم المجتمع المدنى يجعل سيناريو الفوضى هو المنطقى.
القوى الدينية غير الرسمية ودور المؤسسات الدينية الرسمية كلها تصب فى تعميق ذهنية الفاشية الدينية عند التيار الرئيسى من الشارع.
فساد الاحزاب السياسية، التى ولدت من رحم النظام وليس تعبيرا عن قوى حقيقية فى الشارع، يجعلها جزءا من هذا النظام السلطوى وليست جزءا من مشروع تغيير حقيقى.
النظام السياسى الذى اطلق وربى قوى الأصولية الدينية ساهم بشكل رئيسى فى شكل النظام الذى سيخلفه.
حتى سيناريوهات التغيير كلها تصب فى سيناريو الفوضى وتوابعه، فاهم السيناريوهات التى يتداولها المصريون لما بعد مبارك تنحصر فى تولى سلطة عسكرية جديدة للحكم أو تولى الفاشية الدينية وكلاهما نظم سلطوية تنتج عن سيناريو الفوضى، أما سيناريو التغيير الديموقراطى الليبرالى فهو عند أكثر المتفائلين سيناريو ليس له فرص تذكر فى المستقبل.
كما قلت أن حالة الفوضى قد تطول أو تقصر، وفى حالة قصرها يأتى نظام سلطوى آخر ليتولى الحكم وفى حالة إستمراها ينتج عنها حالة واسعة من التخريب والدولة الفاشلة.
المستفيد الأول من سيناريو الفوضى فى مصر هم جماعة الاخوان المسلمين، ولهذا يغذون كل القوى التى تعمل من آجل الفوضى ويشترون الصحف التى تقوم بجهد فى هذا الاتجاه،ويعادون كل القوى العقلانية المحدودة فى مصر ويشهرون بها، ويخترقون بعض منظمات المجتمع المدنى لكى تعمل من آجل إستيلائهم على الحكم تحت زعم إيمانهم بقواعد الديموقراطية.والاخوان المسلمون يعملون على اتجاهين من آجل تحقيق مصالحهم فى هذا التغيير المدمر، الاول يحاولون إيهام العالم بأنهم قوة تعمل لصالح الديموقراطية ومن ثم فهم مؤهلون لحكم مصر وعندما تناقشهم فى تفاصيل مشروعهم هذا تكتشف من اول وهلة بأنه مشروع دولة دينية فاشية على اعلى مستوى،وبأن برنامجهم يشبه القبور المبيضة من الخارج وداخلها عظام وروائح نتنة.أما الاتجاه الثانى الذى يسلكه الاخوان فهو تشجيع كل القوى التى تسعى لهدم النظام القائم واسقاطه، ولهذا رفعوا شعارا عمليا يقول كل من هو ضد النظام ويسعى لاسقاطه فهو معنا فى هذه المرحلة، وعندما تعم الفوضى ونسيطر على الحكم سنعيد مرة أخرى تصنيف العدو والحبييب وفقا لمعاييرنا الدينية العنصرية.
نعم هناك جيوب صغيرة فى مصر تدرك ذلك وتقدم رؤية عقلانية للتغيير ولكن هذه الجيوب ليس لها وزن حقيقى فى الشارع ولا تملك ادوات واساليب التغيير ومحل إضطهاد من النظام القائم والقوى الدينية الفاشية معا، كما إنها لا تستجيب لتطلعات حالة الهياج الواسعة فى الشارع والتى تكره النظام القائم وكل تفكيرها وآمالها تنحصر فى اسقاطه وليس فى مستقبل مصر بعده.
قد لا ابالغ فى القول أن الفوضى فى مصر مطلب لتيار كبير فى الشارع ساخط على كل شئ ويرئ أن اسوأ سيناريو أفضل من وضعه البائس هذا وذلك فى ظل وجود تيار دينى تخريبى يغذى يوميا حالة السخط هذه للتعجيل بسيناريو الفوضى.
ولهذ لم اقابل باحث أو محلل سياسى سواء فى الغرب او الشرق مطلع على تفاصيل الحالة المصرية ويرى إنها تتجه نحو التغيير الديموقراطى الحقيقى،مئات المقالات والدراسات والكتب والتحليلات التى نشرت فى مراكز الابحاث والصحف الغربية تجمع فى معظمها على ان سيناريوهات صعبة تنتظر الحالة المصرية. فهل كل هؤلاء مخطئون؟.فى تصورى لا، إن مصر بالفعل ينتظرها مستقبل عند الحد الادنى ضبابى وغامض وعند الحد الأقصى حالة من الفوضى والتخريب الذى يكرس لدولة فاشلة.ولكن هذا الحراك المصرى الساخط لن ينتج عنه ديموقراطية حقيقية لأن مكونات هذا السخط ودوافعه والقوى المحركة له والمستفيدة منه تعمل فقط من آجل الفوضى... هذا ما أراه... واتمنى ان اكون انا وغيرى من عشرات الباحثين والمحللين مخطئين وتنتصر رؤية المتفائلين.
ولكن عمليا على الجميع دراسة تبعات حالة الفوضى من الآن وخاصة الأقليات غير المسلمة، فالأقباط سيكونون الطرف الأكثر تضررا من حالة الفوضى.. وسيناريو التطهير الدينى الذى يحدث فى العراق هو الشكل المتوقع لما سوف يعانيه الأقباط تحت وضع الفوضى أو حكم الفاشية الدينية.
والسؤال هل أستعد الأقباط فى مصر لسيناريو الفوضى أو سيناريو الدولة الدينية الإسلامية الفاشية.
الأجابة للاسف لا. السؤال الآخر ما العمل؟. الموضوع كبير ويحتاج إلى عمل حقيقى وجاد من الشخصيات القبطية الكبيرة الجادة والمؤهلة، ويؤسفنى ان اقول ان الأقباط غير مستعدين أصلا لسماع الحلول فمعظمهم فى حالة من التيه خاصة بعد أن تصدر المشهد القبطى فى الداخل والخارج الكثير من المهرجين والارجوزات والمدعين وصغار القوم.
[email protected]
التعليقات