مليون ونصف مليون إنسان، بين رجل وامرأة وطفل، قرروا كما تقول الانتخابات الفلسطينية الأخيرة، أن يتحولوا إلى وقود، يبقي النيران مشتعلة في الشرق الأوسط، ولا يهم هنا أن تأتي أعواد الثقاب وتداعياتها من صبيان المنظمات الإرهابية، أم تأتي من دولة إسرائيل المدججة بالسلاح، من أخمص القدمين حتى هامة الرأس.
لا يهم أيضاً من يتأذى، ولا حجم الضرر الواقع على هذا الطرف أو ذاك، ولا يهم أن تقذف عدوك بحصاة، فيرد عليك بقنبلة، أو أن تخدش ظفره فيقطع رقبتك، وربما معها رقاب أطفالك، فقواعد اللعبة التي أسلم الغزاويون رقابهم للاعبيها، هو أن تظل المنطقة مشتعلة دوماً بالنيران والتفجيرات، وأن تسيل فيها الدماء، أي دماء وكل دماء.
فقادة التنظيمات الإرهابية التي يأويها الغزاويون بين ظهرانيهم، ويسمحون لها بإطلاق ما يسمونه صواريخ من داخل بيوتهم، وربما من غرف نومهم، ليهرب المجاهدون والصناديد بعد ذلك إلى جحورهم، لتأتي إسرائيل بعدها وتقصف مواقع إطلاق تلك المواسير، على رؤوس من فيها من نساء وأطفال، هؤلاء القادة ليسوا بلهاء يسيل لعابهم على ذقونهم، حتى يتصوروا أنهم بما يفعلون يجاهدون في سبيل الله، أو يناضلون من أجل تحرير وطن، بل إن البلاهة هي ما يتصف به كل من يصدق تلك المقولات، التي يجأرون بها أمام الجماهير وكاميرات الفضائيات، ولعلهم يستديرون بعد ذلك، ويتندرون على ما قالوا بينهم وبين أنفسهم.
هؤلاء القادة، سواء في داخل غزة، أو القابعون في عاصمة الممانعة، صاحبة المبدأ النضالي المسمى quot;الاحتفاظ بحق الردquot;، الجاهز كلما تلقت صفعة من الكيان الصهيوني، هؤلاء القادة يعرفون واجباتهم جيداً، ويؤدون بكفاءة عالية ما هو موكل إليهم، وما هم مأجورون عنه نعم الأجر وأجزله، وهو بقاء النيران مشتعلة، ليس مهماً أين، ولا في من تشتعل.
هؤلاء مسموح لهم فقط من قبل أسيادهم الممولين لهم بالدولارات والمتفجرات، أن يكون هناك هدوء لبعض الوقت ولفترات محدودة، ريثما يلتقطوا أنفاسهم المقطوعة، ليسارعوا بعدها لأداء واجبهم غير المقدس.
ماذا يضير قادة الجماعات الإرهابية إذا سقط المئات أو حتى الآلاف من أهاليهم، قتلى وجرحي جراء القصف الإسرائيلي؟
سوف يسقط بعض من الصبية الذين جندوهم، وهناك غيرهم كثيرون تلدهم الأمهات الفلسطينيات المتضورات جوعاً، ويسقط معهم العشرات والمئات من الأبرياء والأطفال، وسوف تصرخ وتولول الأمهات، وستكون هذه فرصة رائعة لمحاربة العدو الصهيوني، أن تأتي كاميرات قناة التحريض والترويج للإرهاب، لتصور وتعرض على العالم جرائم إسرائيل، والأهم أن ترى الشعوب العربية تلك المناظر، فتزداد نيران العداء والكراهية اشتعالاً، وهذا بالتحديد هو المطلوب.
هم إذن الرابحون على أية حال، إن فجروا في إسرائيل حافلة، واغتالوا من بها من الأبرياء فهم الرابحون، وإن اغتالت قنابل إسرائيل النساء والأطفال، فهم أكثر ربحاً، بقدر ما حققوا من تأجيج الصراع والعداء والكراهية.
السادة رؤوس التنظيمات الإرهابية الممسكة برقبة الغزاويين إذن ليسوا حمقى، كما أن السيد حسن نصر الله لم يكن أحمق حين أعلن نصره الإلهي، رغم كل الدمار والخراب الذي حل بلبنان، فهو أيضاً مأجور، على الأرض وليس في السماء، على أن يحدث أكبر قدر ممكن من الخراب والدمار، ولن يسأله من استأجره في أي جانب أحدث خرابه، في جانب من نلقبه بالعدو، أم في جانب شعوبنا المهيضة والمخدوعة بشعارات الكراهية والقتل.
النسوة اللاتي يظهرن على شاشات فضائية الإرهاب، يصرخن ويولولن على ما حاق بهن من خراب وقتل، ثم لا ينسين في النهاية أن يؤكدن أنهن صامدات، وأن شوكة حماس لن تنكسر، من ينقذ هؤلاء النسوة من أنفسهن، سواء كن مجبرات أم مأجورات أم مخدوعات؟
من ينقذ أهالي غزة ممن يحتضنون، من عقارب وثعابين وذئاب؟
بالتأكيد لا يستطيع محمود عباس أن ينقذهم.
وبالتأكيد أيضاً لن تفلح في ذلك إسرائيل، ولن تصل بحملتها هذه على غزة، لأكثر مما وصلت إليه من حملتها على حزب الله، فتكتيكات الإرهابيين واحدة أينما كانوا، أن يمسكوا بأهاليهم وناسهم كرهينة، يستترون خلفها، ليرتكبوا جرائمهم، وإذا حاول أحد أن يطلق عليهم الرصاص، سيكون عليه أولاً أن يغتال الرهينة، يغتال أخت أو ابن المناضل والمجاهد، الذي يختفي خلف أنثى أو طفل من أهله، فيا له من نضال، وما أقدسه من جهاد!!!
الحقيقة أن هذا التكتيك قد سبق اختباره، وإن لم يصمد حتى النهاية، فقد سبق أن جربه صنديد الأمة العربية وبطلها صدام حسين، حين فرش قصره بالعائلات التي أحضرها عنوة، ليمنع الطائرات الأمريكية من ضربه، لكنه ما لبث أن فر، ليختبئ في جحر فأر، فنعم البطولة، ونعم الجهاد، ونعم الشهامة والإباء والأخلاق العربية!!!
الأرجح أن يظل مجاهدو حماس وأذنابها صامدون، إلى آخر دولار إيراني، وآخر طفل أو امرأة فلسطينية يختبئون خلفها، وآخر غرفة نوم في غزة، يجدون فيها مأوى، يطلقون منه مواسيرهم على إسرائيل.
من ينقذ غزة من غزة، من ينقذ العرب من أنفسهم، من ينقذ الأطفال من الغباء والكراهية التي تمكنت من قلوب آبائهم؟!!!
[email protected]
لا يهم أيضاً من يتأذى، ولا حجم الضرر الواقع على هذا الطرف أو ذاك، ولا يهم أن تقذف عدوك بحصاة، فيرد عليك بقنبلة، أو أن تخدش ظفره فيقطع رقبتك، وربما معها رقاب أطفالك، فقواعد اللعبة التي أسلم الغزاويون رقابهم للاعبيها، هو أن تظل المنطقة مشتعلة دوماً بالنيران والتفجيرات، وأن تسيل فيها الدماء، أي دماء وكل دماء.
فقادة التنظيمات الإرهابية التي يأويها الغزاويون بين ظهرانيهم، ويسمحون لها بإطلاق ما يسمونه صواريخ من داخل بيوتهم، وربما من غرف نومهم، ليهرب المجاهدون والصناديد بعد ذلك إلى جحورهم، لتأتي إسرائيل بعدها وتقصف مواقع إطلاق تلك المواسير، على رؤوس من فيها من نساء وأطفال، هؤلاء القادة ليسوا بلهاء يسيل لعابهم على ذقونهم، حتى يتصوروا أنهم بما يفعلون يجاهدون في سبيل الله، أو يناضلون من أجل تحرير وطن، بل إن البلاهة هي ما يتصف به كل من يصدق تلك المقولات، التي يجأرون بها أمام الجماهير وكاميرات الفضائيات، ولعلهم يستديرون بعد ذلك، ويتندرون على ما قالوا بينهم وبين أنفسهم.
هؤلاء القادة، سواء في داخل غزة، أو القابعون في عاصمة الممانعة، صاحبة المبدأ النضالي المسمى quot;الاحتفاظ بحق الردquot;، الجاهز كلما تلقت صفعة من الكيان الصهيوني، هؤلاء القادة يعرفون واجباتهم جيداً، ويؤدون بكفاءة عالية ما هو موكل إليهم، وما هم مأجورون عنه نعم الأجر وأجزله، وهو بقاء النيران مشتعلة، ليس مهماً أين، ولا في من تشتعل.
هؤلاء مسموح لهم فقط من قبل أسيادهم الممولين لهم بالدولارات والمتفجرات، أن يكون هناك هدوء لبعض الوقت ولفترات محدودة، ريثما يلتقطوا أنفاسهم المقطوعة، ليسارعوا بعدها لأداء واجبهم غير المقدس.
ماذا يضير قادة الجماعات الإرهابية إذا سقط المئات أو حتى الآلاف من أهاليهم، قتلى وجرحي جراء القصف الإسرائيلي؟
سوف يسقط بعض من الصبية الذين جندوهم، وهناك غيرهم كثيرون تلدهم الأمهات الفلسطينيات المتضورات جوعاً، ويسقط معهم العشرات والمئات من الأبرياء والأطفال، وسوف تصرخ وتولول الأمهات، وستكون هذه فرصة رائعة لمحاربة العدو الصهيوني، أن تأتي كاميرات قناة التحريض والترويج للإرهاب، لتصور وتعرض على العالم جرائم إسرائيل، والأهم أن ترى الشعوب العربية تلك المناظر، فتزداد نيران العداء والكراهية اشتعالاً، وهذا بالتحديد هو المطلوب.
هم إذن الرابحون على أية حال، إن فجروا في إسرائيل حافلة، واغتالوا من بها من الأبرياء فهم الرابحون، وإن اغتالت قنابل إسرائيل النساء والأطفال، فهم أكثر ربحاً، بقدر ما حققوا من تأجيج الصراع والعداء والكراهية.
السادة رؤوس التنظيمات الإرهابية الممسكة برقبة الغزاويين إذن ليسوا حمقى، كما أن السيد حسن نصر الله لم يكن أحمق حين أعلن نصره الإلهي، رغم كل الدمار والخراب الذي حل بلبنان، فهو أيضاً مأجور، على الأرض وليس في السماء، على أن يحدث أكبر قدر ممكن من الخراب والدمار، ولن يسأله من استأجره في أي جانب أحدث خرابه، في جانب من نلقبه بالعدو، أم في جانب شعوبنا المهيضة والمخدوعة بشعارات الكراهية والقتل.
النسوة اللاتي يظهرن على شاشات فضائية الإرهاب، يصرخن ويولولن على ما حاق بهن من خراب وقتل، ثم لا ينسين في النهاية أن يؤكدن أنهن صامدات، وأن شوكة حماس لن تنكسر، من ينقذ هؤلاء النسوة من أنفسهن، سواء كن مجبرات أم مأجورات أم مخدوعات؟
من ينقذ أهالي غزة ممن يحتضنون، من عقارب وثعابين وذئاب؟
بالتأكيد لا يستطيع محمود عباس أن ينقذهم.
وبالتأكيد أيضاً لن تفلح في ذلك إسرائيل، ولن تصل بحملتها هذه على غزة، لأكثر مما وصلت إليه من حملتها على حزب الله، فتكتيكات الإرهابيين واحدة أينما كانوا، أن يمسكوا بأهاليهم وناسهم كرهينة، يستترون خلفها، ليرتكبوا جرائمهم، وإذا حاول أحد أن يطلق عليهم الرصاص، سيكون عليه أولاً أن يغتال الرهينة، يغتال أخت أو ابن المناضل والمجاهد، الذي يختفي خلف أنثى أو طفل من أهله، فيا له من نضال، وما أقدسه من جهاد!!!
الحقيقة أن هذا التكتيك قد سبق اختباره، وإن لم يصمد حتى النهاية، فقد سبق أن جربه صنديد الأمة العربية وبطلها صدام حسين، حين فرش قصره بالعائلات التي أحضرها عنوة، ليمنع الطائرات الأمريكية من ضربه، لكنه ما لبث أن فر، ليختبئ في جحر فأر، فنعم البطولة، ونعم الجهاد، ونعم الشهامة والإباء والأخلاق العربية!!!
الأرجح أن يظل مجاهدو حماس وأذنابها صامدون، إلى آخر دولار إيراني، وآخر طفل أو امرأة فلسطينية يختبئون خلفها، وآخر غرفة نوم في غزة، يجدون فيها مأوى، يطلقون منه مواسيرهم على إسرائيل.
من ينقذ غزة من غزة، من ينقذ العرب من أنفسهم، من ينقذ الأطفال من الغباء والكراهية التي تمكنت من قلوب آبائهم؟!!!
[email protected]
التعليقات